شيوخ المغتربين ودولة المعذبين..!!

بعيدا عن الحساسية لنقرأ معا صور اغترابية متباينة لنتصفحها بمعيار الحقيــقة لا بميزان التلوين والمجاملة فما اطـول المسافــــة بين الوطــــن والمغترب تلك التى يقطعها فى اروقــــة التغرب وقد سكب عصارة الايام وتبعثرت منه احلام الربيع فدخل فى شتاء العمر اجبارا لا اختيارا … وهو مازال بين حنين جارف الى بلاده وانين نازف من احزان الغربة.
صورة لمغترب جاء الى دولة الاغتراب فى رعيـان الشباب غضا طــريا اخضر العــــود محملا بالامانى والامال يحدو قلبه التفاؤل يفرد اجنحة الحيـــاة لاشـــواق حالمة لم يساكن وجدانه الخوف وقتها ولم تعرف خطواته الجادة الملل شرع يكدح من اجــــل صياغة المستقبل القـادم تلك كانت حساباته البسيطة فقـــد كانت ارقامه حسب تخطيطه صادقــة النتائج واضحة المعالم خطـواته الواثقة المستمدة قـــوتها وثباتها من واقع حال الوطن الــذى مازال دعـــاش احلامه يهدهد مقبل ايامــه ولم تتأرجح الصورة ولم تهتز الاوضاع وقتها…
ثم تتسرب الايام كما يتسرب الماء من بين الاصابع وهو ينتظر ان يستعيد الوطن بعض من عافبته ليعود محملا بالاستبشار ولكن هيهات والاغتراب كثيرا ما ياخذ كل شىء واحيانا قد لا يعطيك شىء…
البعض يعــود مرغما الى الوطن رغم الظروف ويحــاول ان ينسجم مـــع الوضع يواجه رياح الانحدار المستمريصبر يصمد ثم يتارجح ثم يتداعى وتخـورعزيمته وتضعف ارادته يخزله الواقع وتحاصره الديون وتتزايد عليه المتطلبات ويضرب جيبه داء الفلس الكريه ثم لايجد مع هــذا الحصارالخانق ســوى الهـــروب مــرة اخرى ليعــود الى الاغتــراب يحمل خيبات العودة عاد بجسده لايصاحبه احساسه الجميل المفعم بالامل فالسنوات العجاف التى اكلت منه احلى ايامـه لايزال طعـــم علقمها بين حناياه ولايزال جرحها لم يندمل وهـــاهو يعود مرغما ليعيد الكرة مع الاغتراب وقد اصبح شيخا عبرته السنوات…
و اخر يستسلم لحياة الغربة بكل اوجاعها وقـد يقعده المرض والشيخـــوخة ولكنه يظل متشبثا بشىء من حتى ليس حبا فى الغربة لكن هروبا من مواجهة الواقـــــع فيظل تحت وطـأة مسمى مغترب ليـــواجه الالم من ثـــلاثة مصادر الاول نفســـه المتهالكة التى لم تعد قادرة على العطاء والثـانى دول الاغتراب التى تحتـــاج الى معايير محددة وفق قوانينها التى تتماشى مع سياساتها والضلع الثــالث الحكـــومة الفاشلة ..ودورها السالب اتجاه المغتربين خاصــة كبار السـن منهم والمرضى …
نقولها ان كانت هناك اذان تسمع او قلــوب تستجيب رفـــقا بهؤلاء الشيـــــوخ فى دول الاغتراب رفقا بهم فقد قدمــوا الكثير للوطن وذويهم… ولكنهم لم ينــــالوا الا الهوان والاهمال واللامبالاة …والى متى … ولاحياة لمن تنادى والله المستعان .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله هذا ما اقوله ليل نهار ، عبرت عن ما بداخلي .شكرا ولكن ارجوك اقترح حلول ، ما رايك في حل الوطن البديل ، اليس من الافضل لنا ان نبحث عن وطنا بديل ؟

  2. جزاك الله خير والله فعلا ده الحاصل نسال الله ان يخفف على جميع المغتربين معاناة الغربه وجحيمها

  3. الاستاذ منتصر
    لك التحية والتجلة
    لقد عزفت على وتر حساس بالنسبة لنا ولاعداد لا يمكن الاستهانة بها من المغتربين.
    فهنالك فئة لا يذكرها احد وهي التى خرجت من الوطن بلا مؤهلات اكاديمية ولم تحقق من اغترابها اي مكاسب مادية لعدة اعتبارات وبالتالي لا تملك ما يعينها على العودة الى الوطن وهي لا تملك مأوى ولا مصدر دخل ولا امل لها فى ايجاد وظيفة بالوطن بسبب العمر وبسبب المؤهلات وبسبب عدم الواسطة ..
    اما الاكثر مرارة فهم اولئك الابناء والبنات الذين ولدوا فى الغربة وترعرعوا ولظروف اهلهم المادية لم يروا السودان ابدا الا من خلال التلفاز واحاديث اهليهم.

    الموضوع ذو شجون وهو متشعب ولا ارى فى الافق حل فحتى الاهل فى السودان يحذرونك من العودة للوطن وانت مللت الغربة ومضى قطار العمر واصبحت هرماً وليس لديك ما يعينك على نوائب الدهر بل على الاستمرار في توفير الحياة الكريمة لاسرتك فى الوطن …

    الله المستعان بس …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..