البشير رجل السلام .. لكن أين .. ويا سلام..!

بوفاة الدكتور جون قرنق ضاعت على ثعلب الإنقاذ الأستاذ علي عثمان محمد طه الذي كان يخطط الى طي صفحة الرئيس البشير حينها بعد أن وضع شيخه الأكثر ثعليبة في رف المفاصلة لسنوات طويلة عدة فرص كان من بينها حلمه في الحصول على جائزة نوبل للسلام شراكة مع الراحل قرنق .. حيث أن الجائزة لا تعطى إلا للأحياء وفقاً لشروط تأسيسها ،
وهي لو كانت قد قسمت بين الرجلين لأصبحت تبعاً لما آلت اليه الأوضاع في الجنوب والشمال معا بعد الإنفصال المشئؤم كتلك التي تقاسمها الراحل ياسر عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وهاهي الأوضاع في الأراضي المحتلة لاسيما في إمارة غزة تمد لسانها لمن قرر أن السلام قد تحقق في تلك الرقعة المنكوبة بأهلها قبل أعدائها .. مثلما يحدث في بلادها !
خبر عابر طحنته في دويها تصريحات الرئيس البشير الأخيرة عن الجزيرة وأهلها فلم يجد التغطية اللازمة حتى من رسامي الكاريكاتير الساخرين برسوماتهم التي تفوق أوسع صفحات المقالات وأطول أعمدة الكتاب بلاغة !
يقول الخبر وعلى خلفية مشاركة كتيبة سودانية ضمن قوات متعددة الجنسيات إبتعثت لحفظ السلام في جمهورية جزر القمر إثرإضطرابات وفوضى نشأت جراء تمرد أحد شركاء الحكم فيها على الرئيس الإتحادي غزالي أحمد عبد الله .. أن برلمان ذلك الأرخبيل الذي لا تتجاوز مساحته حوالي تسعمائة ميل تسكنها تشكيلة من العرقيات في حدود 700 الف نسمة قد قرر تقديم جائزة رجل السلام لرئيسنا المسالم جداً المشير عمر حسن أحمد البشيرليس لدوره الفعال في إعادة السلام الى نصابه في تلك الدولة فحسب وإنما لتحقيقه في السودان ذات نفسه .. نعم والله !
والحقيقة نحن إذ نشكر الجمهورية العربية الإسلامية الأفريقية الشقيقة على لفتتها البارعة ومبادرتها الكريمة ورغم إحترامنا الشديد لها و تثميننا لبادرتها الطيبة لرد الجميل لرجل السلام المطلوب لدى عدالة العالم باسره وهوالذي يبدو اثره واضحاً ومعالمه ملونة بالدماء في كل مشهدنا الجميل والتي تراه الجمهورية القمرية الفاضلة بعين الرضاء في دارفور وبقية مناطق الحروب التي يغذيها الرجل بحكمته السلامية .. فإننا نتوق من قبيل العشم أن تستغل شقيقتنا الصغرى بما لها من قبولٍ عالمي كل علاقاتها الدولية ونفوذها الأممي في أن تجعل منظمي جائزة نوبل للسلام ليخصصوها حصرياً للرجل دون شريك أو فريك فتكون من نصيب رئيسنا السلمي وأيقونة السلام لنعوض فقدانها برحيل الزعيم قرنق الذي جعل النائب الأول السابق يتلمظ الملح أسفاً على تلك الجائزة ..!
وهاهي الفرصة قد لاحت لنا أن نستعيدها مرتين مرة من عاصمة جزر القمر في الساحل الأفريقي القريب والثانية من مقر الجائزة في إسكندنافيا البعيدة..!
ولا أظن أن توكل كرمان الكوزة اليمنية المثابرة و رئيسة ليبريا التي أرست السلام في بلادها وتلك السيدة الكينية الناشطة في مجال إصحاح البيئة اللائي نلنها في الأعوام القليلة الماضية بأرجل من رئيسنا أسد العرب و أفريقيا والذي ظل يستأسد علينا ونحن نركض أمامه بالهتاف كالنعام لربع قرن كامل و لم نقابله إلا بكسر العيون وهو يمرق في انوفنا عند الرغام ..!
وحيال فراسته تلك لا نملك اليوم من فرط فرحتنا بانه قد اصبح رجال السلام إلا أن نقول بين الضحك والبكاء يا سسسسسسسسسسسسسسسلالالالالالالالالالالالالالالالام .. سلّم !
ضياع وقت وحبر وكلام فارغ في اللحظة التي يذوب فيها وطن كامل باعوه من تكتب عنهم وتصفهم بما تصفهم / يا برقاوي والله العظيم السودان غير محتاج لأمثالكم /