نص سردي :- حقيقة عارية

نص سردي :-
حقيقة عارية
#مشهد ختامي#
إرتدت الحقيقة العارية كامل ثيابها غطتْ كل مساحة من عُريها وضعت آخر لمسة من الميك آب أسدلت النقاب على و جهها
أغلقتْ الباب خرجتْ نشرتْ ظلال الأحداث و الوقائع من وجهة نظر مالكي البث الفضائي
ثمة أضاليل يتلقاه المتلقيين
تنداح و تتداخل صور الحقيقة المتعددة في ذهنهم فلا يدرون أيها أصوب !!؟….
* * *
كنتُ وقتها أقرأ كتاباً عن الإعلام
كانوا يطلقون على الصحافة السلطة الرابعة
تقلصت سلطتها
صار ما تنشره
كلام جرائد !!!؟…
* * *
ذات ندوة ما عقب إنهاء المنصة ورقتيها دار نقاش رتيب
فجر الرتابة
صدح بالصوت العالي
(أرجو ألا تكون مداخلتي صادمة
كل الإعلام أصبح مضللاً
بل لا يقدم الحقيقةٓ عاريةً) !!!؟….
* * *
بُهتتْ الإعلامية المشهورة !!!….
أفصحتْ
ليس هناك حقيقة عارية !!…
و لا أخرى لابسة
فقط حقيقة واحدة
تلك التي نقدمها ؟؟؟…..
* * *
إنتبه أنه لم يقل
إن المراد بعري الحقيقة
التعبير المجازي !!؟….
فكر في مغزى قول الإعلام
(أنا على حق دوماً ، فقط
حديث الإفك ، غير الحيادي يأتي من الآخرين) !!؟…. معظمهم يقول ذلك ؟؟… ثمة لغط بين الحياد و الإنحياز
كل إعلام لسان حاله ينفي
الأضاليل وهو غارق في وحل الضلال و التضليل !!!؟….
* * *
ذهبْ يبحث عن الحقيقة العارية
عبر بحار
صعد جبال
قطع فيافي
دخل الغابة غادرها سراعاً توغل شمالاً عبر صحراء العتمور شرّق زار سواكن سبح في المالح
غرّب
تسلق أشجار التبلدي
أسقط ثمارها
تذوقه
مزز
ما أطيب مذاقها عرّج على الغابة مجدداً
إنهمر المطر الوشيل
إحتمى بكثافة الأشجار و تشابكها
ظل يرقب وحوش الغابة
ثمة دستور غير مكتوب
ينظم سيادة قانون الطبيعة !!!!….
* * *
خرجتُ من الغابة
لا ألوي على شئ
دخلتُ المدينة
كنتُ مبهوراً ببكارة الطبيعة التي لا زال أثرها عالقاً بوجداني …
سار بين دروب المدينة الملتوية
مشتتْ الذهن و الأفكار
كالشتات الفلسطيني
بل كشتات العرب و تفرقهم أيدي سبأ
على حين غرِة إصطدم بشئ ما
تبينه
لدهشته !!!…
تناهى الى سمعه صوت الحقيقة العارية
صرخ
كان وجهها دامياً
ممزقة الثياب
تعرج في مشيتها على جبينها ضمادة
تكاد تسقط من فرط الأعياء ؟؟…
* * *
إندسستُ وسط عامة الناس
تناقضتْ وجهات نظرهم
تقاربتْ تباعدتْ تماثلتْ
تشظتْ
توسطتْ
تشابكتْ
تصادمتْ
خرجتُ من بينهم مستلبة
مستباحة
نصف عارية !!!؟…
* * *
غرد في تويتر
نشر توجسه في الفيسبوك
كتب في الراكوبة
أنقذوا الحقيقة العارية ؟؟؟…
من عبث الإعلام
و لا حياة لمن تنادي
ظل الصدى معلقاً
بين السماء و الأرض ؛؛؛؛
* * *
ولجتْ الحقيقة العارية
في رائعة النهار
عبر بوابة الجزيرة
رأتْ بأم عينها
ماحاق بأكبر مشروع نقدي
لم تجرؤ على البكاء
صرختْ
ولتْ مدبرةً
* * *
#مشهد ما بعد الختام#
تعرتْ الحقيقة
خلعت المخيط و المحيط
رسمتْ على شفتيها إبتسامة
أشرق وجهها
أطلت على الملأ بلا خشية أو توجس !!!؟…..
لتواجه أهواء الإعلام المتضاربة !!!؟…

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وهكذا تتوالى نصوص الأخ فيصل المدهشة.. نص عميق جداً

    + البداية بالنهاية (المشهد الختامي) لافتة.. وجعلت النص فيه ملمح إبراز ( Foregrounding)منذ الوهلة الأولى.. وجعلت حركة النص فيها دائرية كبيرة..

    .. ثمة انسابية دافقة حارة عن طريق توظيف (الفعل) الحار العميق النشط:

    (تناقضتْ وجهات نظرهم
    تقاربتْ تباعدتْ تماثلتْ
    تشظتْ
    توسطتْ
    تشابكتْ
    تصادمتْ
    خرجتُ من بينهم مستلبة

    … كذلك ثمة ذكاء في أنسة (الحقيقة) والتلاعب بالالتباس المضمر في (عري الحقيقة) تلاعباً جيداّ.. نصوصك تتقدم فنياً.. باستمرار.. وهذه كلها ملامح كتابة ما بعد الحداثة ّ!!

  2. لعل كلماتك المحفزات يا د. عبد الماجد الحبوب
    هي السبب المباش في تقدم نصوصي فنيناً ، فعلاً
    هذه محاولة للسرد الدائري و أنسة الأشياء ، أما
    عن توظيف الفعل و شحنه بالتوتر و الحرارة والنشاط
    هذه سمة أنتظمت نصوصي منذ البدايات الأولى لهذه
    التجربة
    لك مني خالص المودة
    و دمت راعياً للمبدعين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..