محجوب شريف وغادة محسي يطلان من شباك الأمل

كل الشعراء خالدين، يخلدهم شعرهم، بنبواته وغزواته، بغنائياته وبكائياته، بكفاحه ونضاله، حتي بجنونه ومجونه وسفهه وعسفه، وذلك لان الشعر مثل الروح شفيف وغامض وعصي علي العدم.
إلا أن حالة محجوب شريف، تعدت كل الاطر ومضت بعيداً في الشعر وفي القلب وفي الناس مضت لا تلوي علي شيء سوى الشعر والخير.
وهكذا كان محجوب شريف حاضراً في جائزة غادة للمبدعين الشباب في دورتها الخامسة، وجاء حضوره كاملاً بشعره وشخصه واسرته، ومحبيه واصدقائه من الكتاب الشباب ، واليفع والشفع واوتار عقد الجلاد.
وكانت الليلة التي اقامتها (جمعية غادة الثقافية) لتوزيع جوائز الكتابة باللغتين الانجليزية والعربية للمرة الخامسة، وجوائز الرسم للمرة الثانية، ليلة انسانية، فتحت نفاج بين الشابة الراحلة (غادة مجتبي محمد علي محسي)، والراحل الكبير محجوب شريف، نفاج دخلت عبره كل قيم الانسانية من وفاء ومحبة وذكري، قالت والدة الراحلة (غادة محسي) السيدة (سهام المجمر) من خلال عرض وثائقي، ان اختيار شعار هذه الدورة (خلي القلب شباك نحو الامل مفتوح)، كان خيار الجمعية والأسرة، مبادلة لمحجوب شريف وفاء بوفاء، فهي تذكر زيارته لها (وذلك في العام 2011م وهو في قمة صراعه مع مرضه) بدون سابق علاقة، ودون سابق انذار، معزياً لها في فقدها العظيم، ومقدماً قصيدته للراحلة غادة، وذلك لان حديثها لاحدى الاذاعات المحلية عن رحيل غادة، سرى من صميم قلبها الي قلبه.
تمتاز جائزة غادة للمبدعين الشباب، بكونها مسابقة تستهدف الشباب وتأخذ بأيدهم في عتمة هذا البلد الذي يعاني من ازمة تواصل انساني وثقافي، دبرت ونفذت علي اكمل وجه، مما يجعل من المسابقة قناة رافدة للثقافة كتابة ورسماً، ومن اشراقات المسابقة، انها تقدم جوائزها للكتابة باللغتين العربية والانجليزية، في واقع تدهور التعليم والثقافة، والتدني في التحصيل باللغتين العربية والانجليزية، كما اشارات الدكتورة عائشة موسي رئيس الجمعية.
وللمرة الثانية تقدم مسابقة للرسم، نأمل في ان تساعد في اشاعة التربية الفنية، وممارسة الفنون الجميلة كافة، لنري في مقبل المسابقات جائزة خاصة بالنحت والجرافيك والخزف.
قدمت جمعية غادة الثقافية، امسية رائعة وجميلة شرفها حضور محجوب شريف الجميل، وردد الجمهور معه خلي القلب شباك نحو الامل مفتوح، بعيداً عن شعار الشركة الراعية للأمسية، شركة زين للاتصالات، وقدم الاستاذ كمال الجزولي، كلمة نيابة عن اسرة محجوب شريف، فكانت متألقة بقناديل البحر، وفائحة بعطر الزهور الاكسيرية، وهي معاني توسل بها الاستاذ كمال الجزولي لفكرة الخلود، وهي موطن الشعر والشعراء وهو منهم.
وقدمت الجمعية فلماً وثائقياً، عن الدورة الخامسة شعاراً ونشاطاً، كان نافذه تبادلت الجمعية والجمهور الطلة من خلالها.
كان تنظيم الامسية عالية، برعاية شركة زين للاتصالات، الاان التنظيم شابته بعض الهنات، منها لم تقدم الجائزة والميدالية للفائزة السادسة لسقوط أسمها سهواً وتمت معالجة ذلك قبل الختام بقليل.
لكن الهفوة الكبري ممثلة في تقديم وكالة سفر وسياحة تذكرة ذهاب واياب للفائزة الاولىبجائزة الرسم، ويأتي الاعتراض للطريقة التي قدمت بها، علي الملأ مباشرة دون المرور بقنوات لجنة الجائزة وتخصيص جائزة لفائز دون غيره، محطمة بذلك قواعد أي مسابقة محترمة، وذات مثل عليا تعمل بها وعليها ، مثل جائزة غادة للمبدعين الشباب.