بعد إيه..؟ا

العصب السابع

بعد إيه..؟؟

شمائل النور

لقد بحّت الأصوات التي تنادي بتعديل سياسات الدولة فما من مفكر أو كاتب رأي أو حتى قادة الأحزاب التي يقابل بعضها الحكومة ليلاً ويتنكر لها نهاراً جهاراً، ما من أحد من هؤلاء إلا وقد بادر بالنصح لوجه الله يدعو الحكومة إلى الرشاد وتقويم مسارها الذي كاد أن ينزلق من فرط إنعطافه، فالوضع في البلاد لا يحتاج إلى أدنى دليل في أنه على شفا حفرة وحتى لا يحدث ما هو خارج دائرة التمني.. إذاً التعجيل بالتغيير الحقيقي والإصلاحات هو مطلب طال انتظاره، فطيلة السنوات الفائتة التي راحت في قضايا بفعل الحكومة لا أول لها ولا آخر دفع ثمنها المواطن ولا زال يدفع الثمن أضعافاً مضاعفة.. والحكومة بعد الإنتخابات بات في اعتقادها الراسخ وبكامل قواها العقلية أنها أتت باختيار هذا الشعب، حتى أسألوا صناديق الإقتراع.! بعد الإعتراف الضمني بالخوف من حمى الثورات التي تهز العروش المزمنة “رغم المكابرة”، حمل المؤتمر الوطني على لسان شبابه فيما يشبه “بشرى سارة” إن الرئيس عمر البشير لن يترشح لدورة رئاسية جديدة.. هذه الخطوة عندما أعلنها على الملأ الرئيس اليمني قبل أن ينقلب عليه شبعه هذه الأيام، كان في اعتقاده أنه استفاد من تجربة مصر فبادر بهذه الفكرة العبقرية وإلى الآن لم تخدمه هذه الفكرة، لأنها أقرب إلى طرفة. درسنا في علم الرياضيات أن البسط يعتمد على المقام ولا يتغير إلا بتغيير قيمة المقام، فطالما أن المقام ثابت، إذا لا تغيير، فالشعوب التي شمرت عن سواعد الحرية وخرجت إلى الشارع لم تطالب أبداً بإسقاط البسط بل كان المطلب هو المقام والبسط على حد سواء ودون إستثناء، لأنها شعوب ذكية تدرك تماماً ما قيمة تغيير المقام، فلم يردد شعب من الشعوب الثائرة عبارة (يبقى النظام ويذهب الرئيس) ولا عبارة(يبقى الرئيس ويذهب النظام) ولن يحدث. في تقديري العرض لم يكن بالقدر المطلوب من التعاطي الجاد مع رياح التغيير العاتية، حتى أنه لم يحرك السواكن، لأن أزمتنا الحقيقية هي أزمة أنظمة وليست أزمة أفراد يمثلون هذه الأنظمة، ولن يكن مفيداً لنا أن يأتي رئيس جديد بذات الفكرة الساذجة. ليت حكومتنا تفهم أن السودان الآن في أحلك مراحله على مر التاريخ الحديث، فبقدر الحدث يجب أن تأتي التنازلات، ولا أقل عن ذلك، فقد سئم الشعب (إساءات) الحكومة التي لا تنهتي، سوف نفعل وسوف نفعل، وما هم بفاعلين. المزيد من التنازلات الحاسمة والقاطعة يُمكن أن تغير الوضع ويمكن أن تهدِّئ النفوس التي تشتعل بالمتغيرات غصباً عنها. هذا العرض الذي تكرم به شباب المؤتمر الوطني مقابل إخماد مجرد التفكير في ثورة شعبية كما يحدث حولنا جاء بعد فوات أوانه، توقعنا أن تستفيد الحكومة أكثر من التجارب الملهمة التي حولها فكان ينبغي أن يكون العرض أفضل بكثير من هذا، لذا فإننا نتعشم في انتظار المزيد المشرِّف.

التيار

تعليق واحد

  1. يا اخت قول البشير بانه لن يترشح معناه اتركونى اتم باقى مدتى وهو نفس طلب حسنى المبارك وعبدالله صالح وهو امر مضحك ان يكتم انسان على انفاسك ويقول لك استحملنى ساعة تانى . كما ان الشعب لا يريد عرض افضل ولا سلم تسلم بل تنحى مع رد المسروق وعدم الافلات من العقاب وهذا هو وحده المزيد المشرف ومع ذلك لو لم يتم التخلص من تهتدون وتقبضون ستكون النتيجة فىكل عام ترزلون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..