غمام الكلام … ضفاف الحنين

غمام الكلام … ضفاف الحنين
بقلم: الدكتور نائِل اليعقوبابي
*(لا شك أن لديه أشياء كثيرة ليقولها، لكنه
مقيد بأحزمة صمت هائلة..)
– إيزابيل ألليندي?
روائية تشيلية. رواية (الحب والظلال) ص 180
– ما أحبُّ المدن إليك؟
* تلك التي تركت بها قلبي.
.. هذا جواب أحد المتصوفة على السؤال الذي ُطرح عليه. متصوفٌ لم أعد أذكر اسمه، ولا أريد أن أنسب قوله هذا لسواه. لأن في ذلك إجحافاً فادحاً بحقه. وظلماً واضحاً لقدرته. لأن في هذا القول، ما يشير إلى حكمة صاحبه وفصاحته في صياغة القول، ببرهان استثمارنا، الآن، لقوله الذي قاله قبل مئات السنين، (ربما)!
أحب المدن إليّ تلك التي تركت بها قلبي؟ فماذا لو أن هذي المدينة سنار المدينة؟ وماذا لو كان الذي ترك قلبه فيها، كاتب هذه السطور، الفتى القادم، آنذاك، من ظلامة الوقت، ومن مساحةٍ للروح ضيّقة لا تتسع إلا بالشغف، الذي ينسج الهوى منه رداء لحامل الحنين الأبدي!
ساعدني، إذاً، أيها المجاز! ومدَّ لي يداً يا منقذ الروح من اضطرابها، وخذني إلى هناك أيها الشرود يا غزالة الضلال!
كان ذلك في زمن اليفاعة الجسورة، عندما كان الشغف يدلف إلى القلب محتدماً، خاطفاً مصائر الأشياء، هذا القلب الذي كان يرتجف كوردةٍ بردانةٍ على رابية القحط، ويتشقق (ربما) كالجوافة الطرية، وهو يشع لهفة ً، كنجمةٍ في سماء الجزيرة، تلك التي تنهض بها غيوم الحرمان كأعمدة الدخان، ويزدهي بها الوجد، الذي يمعن في العذوبة، أقصى العذوبة، حتى يصل بالماء إلى العطش. فيملأ القبل بالشجن، هذا القلب الذي أتعبه الأسى، وكسا وقته بالدنف الحنين، الحنين الذي سأتجاهله، الآن، عامداً متعمداً. كي لا أوقظ الوعول النائمة في صحاري القلب، الصحاري التي تضيق يوماً بعد يوم، لسبب أعرفه، وآخر لا أعرفه! أريد هنا أضع سنار، سنار المدينة في المنزلة التي لها : سنار حاضرة السودان، لا عروسه ولا درَته، الجغرافية التي حملت عبء وعيها منذ عشرات السنين، ليست عروساً، وهي كذلك، لأن العروس تذهب، أحياناً، إلى حيث لا يريد لها المحبون، وليست درَةً، وهي كذلك، لأن الدرر يمتلكها الوارثون، وهي لا وارث لها إلا النيل، وسنار من وراثي طميه ومائه ومن مورثيهما.
أقول ذلك في زمن الخسارات، الخسارات التي تفرضها الأوقات السوداء، زمن يتفسخ فيه الوفاء كسمك السلمون!! وتتهادى فيه العثرات كرجل يتباهى بخسته! كان ذلك في الابتدائية، ولست أريد أن أقول من خلال ذلك، ما يحب الكاتبون والأدباء، أو بعضهم على الأقل، أن يشير من خلاله إلى تميزه المبكر (المفترض) في فنون القول، من أن أستاذ مادة الإنشاء كما كانت تسمى آنذاك أثنى على وصفه مباراة كرة قدم (مفترضة) في يوم ماطر، وأعطاه، أي أستاذ اللغة العربية، مدرس مادة الإنشاء، الحق أن يبشره بمستقبلٍ أدبي باهرٍ، يذكره الآن، بمناسبة وغير مناسبة، دلالة على بلاغته المبكرة التي أثمرت الآن، إنشاء بلاغياً فائضاً، يتجاهله، للأسف، أعداء البلاغة الحق! لقد كانت ذلك في وقت، كانت تصلني فيه، أنا تلميذ الصف الخامس في مدرسة قريتي (العمارة)، بسبب تميز مفترض في مادة الإنشاء!! مجلة (الصبيان) التي كانت تصدر في العاصمة الخرطوم، تلك الدوريّة التي قرأت فيها، لا سواها، ولأول مرة، قصائد لمحي الدين فارس ومحمد عبد الحي، ورسومات بديعة وقصص مسلية للفنان الشامل شرحبيل احمد، ظللت وقتاً طويلاً، أعلق هذا البيت من أبياتها على جدران البيوت الكثيرة التي سكنتها هنا في المنافي، وهناك:
تمشي المصالحُ في أقلام دولتنا
مشيّ الخنافس في جزٍّ من الصوفِ
ثم بدأت بعد ذلك أتلمس بأصابعي أخضرار مشروع الجزيرة، وقصب السكر واهتزاز الخزان العتيق، من خلال صور ? بالأبيض والأسود ? لمصور اسمه إن لم تخني الذاكرة صلاح هافانا، ثم شاءت لي الظروف، أو الأقدار لا أدري!! أن أكون في ذهاب وإياب إلى سنار ومنها، في محاولة لتغيير خريطة الأشياء! حيث كسبت آنذاك وافراً من أصدقاء أصبح بعضهم فيما بعد، شاعراً معروفاً وآخر طبيباً وشاعراً، أو مخرجاً سينمائياً…
ولن يفوتني أن أذكر أن هذه المجلة، مجلة (الصبيان) التي ترأس تحريرها الأستاذة فاطمة موسى، هي التي عرفتني على السودان ، وأهل السودان.. عرفتني على الحياة!.. نعم الحياة بكل ما فيها من زخم.
لقد خرج من هذه المدينة الأصيلة، مفكرون وأصحاب رأي وشعراء ومؤسسون، طلعوا من بين ذويهم وديارهم وأهلهم الأقربين إلى أفق العالم الأرحب.
أما الحديث عن القلب ذي الدم المحرار، فسأتركه لزمان آخر، لأن الوقت الذي مضى يشير عليَّ أن أتوقف عند هذه النقطة كي لا أثير وعول الحنين في صحارى القلب الملتاع بالنيل، أنا ? مثلي مثل سواي من أبنائه ? من غضار حميّه، ومن طين فيضانه، ومن مائه الذاهب في عذوبة لم يعرفها نبعٌ في جبلٍ، أو صِنْعٌ في صخر.
[email][email protected][/email]
الاخ كاتب المقال لك التحية ، اراك مستغربا اشد الاستغراب لما يطرحه الكيزان من شعارات دينية او وطنية براقة ثم يقومون بالعمل بضدها تماما .
لا تستغرب اخي العزيز فالكذب والخداع والنفاق والقتل والاغتصاب هو دينهم ونياهم منذ تأسيسهم وحتى الان ، لذلك لا تستغرب ابدا ، وحتى تتعرف اكثر على الاخوان الشياطين سواء في سودانا الحبيب او في أي بقعة اخرى ، ستجد نفس الصفات المشتركة وعليه ارجو منك ومن الاخوة القراء مراجعة الموقع الالكتروني التالي وهو حقيقة الاخوان : http://www.anti-ikhwan.com
وستجد فيه مايهولك من حقائق مفزعة ومهولة ومتطابقة جميعها مع بعض وفي كل الاماكن التي يوجدون بها على سطح البسيطة ، وحتى تكون لك عونا ودعما لنشر كذبهم وفسادهم وبه حقائق موثقة بالفديوهات بألسنتهم ومن صفحات كتبهم وهو يعتبر اقوى موقع يفضحهم بلامنازع .
هنا أتذكر أبيات بهذا الخصوص وأرجو أن تعجبك سيدي العزيز
الأبيات تقول :-
يا من أحببت لتنساني** ولقد أعطيتك عنواني
ســـــــــــــــــنار مفاتنها عجب *** تغفو في حضن الخزان
لبلدك الحبيبة كل محبة ووفاء… دمت بخير
الاخ كاتب المقال لك التحية ، اراك مستغربا اشد الاستغراب لما يطرحه الكيزان من شعارات دينية او وطنية براقة ثم يقومون بالعمل بضدها تماما .
لا تستغرب اخي العزيز فالكذب والخداع والنفاق والقتل والاغتصاب هو دينهم ونياهم منذ تأسيسهم وحتى الان ، لذلك لا تستغرب ابدا ، وحتى تتعرف اكثر على الاخوان الشياطين سواء في سودانا الحبيب او في أي بقعة اخرى ، ستجد نفس الصفات المشتركة وعليه ارجو منك ومن الاخوة القراء مراجعة الموقع الالكتروني التالي وهو حقيقة الاخوان : http://www.anti-ikhwan.com
وستجد فيه مايهولك من حقائق مفزعة ومهولة ومتطابقة جميعها مع بعض وفي كل الاماكن التي يوجدون بها على سطح البسيطة ، وحتى تكون لك عونا ودعما لنشر كذبهم وفسادهم وبه حقائق موثقة بالفديوهات بألسنتهم ومن صفحات كتبهم وهو يعتبر اقوى موقع يفضحهم بلامنازع .
هنا أتذكر أبيات بهذا الخصوص وأرجو أن تعجبك سيدي العزيز
الأبيات تقول :-
يا من أحببت لتنساني** ولقد أعطيتك عنواني
ســـــــــــــــــنار مفاتنها عجب *** تغفو في حضن الخزان
لبلدك الحبيبة كل محبة ووفاء… دمت بخير