الشيخ حسن الترابي .. هل هي عودة ديجانقو ..!

قديماً حينما كان للسينما في السودان مكانها المريح وزمانها الفسيح وسحرها الصريح .. كان لكل منا ونحن المدمنين على معاقرتها لونيته المحببة .. فهنالك من يعشقون الأفلام العربية وآخرون مهوسوون بالجاسوسية والبعض يهيمون بأفلام الحركة العنيفة .. أما عشاق الأفلام الهندية فهم كثر والتي لم يتفوق عليها إلا فيلم الإنقاذ الذي أصبح الأطول في دار العرض المهدمة رغم تثاؤب مشاهديه أو نومهم أثناء عرضه الممل!
أفلام رعاة البقر كانت الأكثر إقبالاً في المشاهدة .. رغم أن قصتها لا تخرج عن حكايات سرقة البقر أو الإغارة على الهنود الحمر والمشاحانات بين البطل والخائن بينما يقف الشريف موقع العاجز أو الحجّاز!
شخصية ديجانقو لا زالت ماثلة في حافة الذاكرة ..ومن أشهر افلامه .. عودة ديجانقو الذي لا ينسى تصفية حساباته مع الذين حاولوا الغدر به .. وهو يعرفهم واحداً واحداً !
فالشيخ الترابي رغم ثمانينه التي قصرت الخُطى لا زال يعبئه هواء الطموح للصعود الى أعلى .. وهو صاحب الرقم الأعلى والقياسي بين كل السياسيين المعاصرين في تدمير هذا الوطن بذكاء خبث الغرض والأحلام التي تصل الى درجة الهوس والمرض !
لاأحد مهما كانت درجة خلافه مع هذا الشيخ أو حيرته حيال أساليبه الثعلبية في محاولة التأثير على الآخرين بكاريزما التمثيل بالجسد والبسمات في توصيل فكرته أياً كانت فجاجة خطئها يمكن له أن يبخسه كسياسي مخضرم أو كقانوني ضليع أو حتى مجتهدٍ في التجديد بجرأة جلبت عليه الكثير من العداوات بل والكراهية الساعية الى التخلص منه!
رجل لا يستسلم لصحو الضمير مهما وخزه و يعرف كيف يغرس سلاح الإنتقام ناعماً و ساماً في أجساد الذين طعنوه في قسمة الخيانة !
ما أن تقارب مع العسكر من جديد ، حتى بدأ أولئك التلاميذ الذين رموه على أرض المفاصلة يتساقطون واحداً تلو الآخر .. فهو يعرف أن العسكر أكثر نفعاً له لأنهم مهتمون بالدرجة الأولى بالمحافظة على حكمهم بغض النظر عمن يكون الحليف الذين يعبرون به كل مرحلة على حده !
ذهب الجاز والمتعافي وكمال عبد اللطيف واسامة عبدالله .. وأمين حسن عمر يقف قريباً من الباب الأخير وقوش سبقهم الى مزبلة الزمن وهاهو محمد الحسن الأمين الذي خذله بانفزارة نصف المشوار يتم تعميق حفرة دفنه بسنان الأقلام ورفع الحصانة !
على عثمان الذي تشرب الدهاء الثعلبي من شيخه .. أخذ عنه نظرية الإحتماء بالعسكر فدفع بنافع بعيداً عن نافذة العودة الضيقة بعد أن خرج معه من الباب الواسع.. !
فهل كانت عودة الترابي ولو قريباً من سور المؤتمر الوطني .. هي عودة ديجانقو الى ماخور الإنقاذ لتصفية حساباته مع الذين علمهم الرماية فلما إشتدت سواعدهم رموه ؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اتفق معك في عودة دجانقو بكل احقاده للانتقام ممن صنعهم فرموه خارج الاسوار .. و ها هو كمال عمر يحدثنا بركوبهم موجة الوثبة بعد أن استعصي عليهم القضاء علي عدوهم اللدود الوطني .. فجاء الترابي من الشباك لهدم المعبد و من فيه و لم يتبق لهم سوي الصخرة البشيرية التي باتت تترنح و حان قطافها .. و رب ضارة نافعة .

  2. يا استاذ برقاوى … انا ﻻاعتقد ان الترابى قد ان الترابى قد فارق الشاشه طيلة الخمس وعشرين عاما الماضيه .. وﻻ اعتقد ان الدمار الذى حاق بهذا الوطن هنالك من هو مؤهل اكثر منه ﻻحداثه …. وحيث انك تتمتع بفطنه … إقرأ صالة العرض مرة اخرى..!!

  3. كلام بليغ ولكن (فلما إستدت سواعدهم رموه) وليس (فلما إشتدت سواعدهم رموه) اى بالسين وليس بالشين.الذين يكتبون عن الدكتور حسن الترابى بالذات يجب ان يحترسو.

  4. تذكرت ايام الشباب فى السودان ايام كان البلد سينما ومسرح وصالات وموسيقى وكان كل الناس شرفاء حتى ديجانقو الظريف فلماذا تشبهه بهذا المخنث العجوز؟

  5. الجماعة دول شعروا بالخطر واشتد خوفهم فالحلقة العالمية تضيق عليهم وكلهم مذنبين وحينها تستهين الخطوب عن فزع فلابد من أن يركبوا حمار الوثبة قبل أن يركبوا التونسية وهذا هو سر عودة ديجانقو لترنتي الجبار ولا احسب خيرا في عودة الترابي فقد اجتمع التعيس على خائب الرجاء

  6. الشئ المحير في كتابات المثقفين بأنهم يضعون حكم الجبهة القومية المدعوم بالعسكر أو هم الذين دفعوهم لأستلام السلطة يتشابهون مع العسكر عبود والنميرى هنا يختلفون لأن تنظيم سياسي هو المحرك لهم والترابي لم يبتعد نهائيا عنهم بل كل مرحلة بحسب نتانتها تتطلب فئة معينة لقيادتها حتى ان غازى لم يكن بعيدا عنهم فقط له دور يؤديه لذلك لابد من الفرز وابعاد أي واحد من هذا التنظيم من الثورة القادمة نهائيا ومحاكمتهم وأسترجاع مانهبوه بالداخل والخارج وألا سوف نقع في المستنقع مرة أخرى ، لأنهم حاليا عرفوا بأن الثورة على وشك وقوعها لذلك يعدون عدتهم للمرحلة القادمة فهيهات…

  7. الاستاذ برقاوي لكم من الشكر أجزله ذكرتنا الايام الجميلة في السجانة وسينما النيلين عودة ديجانقو – سارتانا لا يرحم – الفيس برسلي – والافلام الهندية الرائعة مثل تسري منزل وجانوار…أسمينا بعض أصحابنا بالاسماء من الافلام فسار بها الركبان حتى تاريخه…

  8. رهان معلن: هل سيقوم الترابي بتسليم البشير للمحكمة الدولية ام سيستطيع البشير دفن الترابي و هو حي. حكاية ضنب الدابي وولد الراعي!!!!
    عندما اناشد الحركات المسلحة لتسريب بعض عناصرها للعاصمة ، اعتقد جازما بان التنسيق بين العناصر و خلايا المقاومة سينتج مزيجا من عناصر القوة لن يستطع اي نظام امني مهما بلغ من الاستعداد الوقوف امام الشباب . لان الشباب يقاتلون بين احضان اهلهم عن شرفهم و مستقبلهم. والعدو مستأجر و لن يحارب المحرش و المرتزق اول من يهرب من جحيم المعركة. انتصار الشباب حتمي و البداية حرق بيوت الكيزان و كبلاب الامن. عندما يزيل كل ناس حي الكيزان وكلاب الامن بحيهم نكون قد حررنا العاصمة.قاطعوهم اجتماعيا و احرموهم من اقامة الحفلات و الاحتفالات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..