مقالات سياسية

المصيبة (جائزة)..!

* لجنة المحكمين في مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي حجبت جائزتها لهذا العام؛ وبررت ذلك بسبب وهن الأعمال المقدَّمة.. أي أن ما جاد به المتسابقون لم يستوف المعايير التي وضعتها اللجنة الموقرة؛ معددة نواحي الضعف في بنية النصوص التي تنافس أصحابها على الجائزة.
* مع حياة ذوَت مشاتلها بهالوك الساسة؛ ربما استسهل البعض (طامة الفن) في بلادنا؛ وقد أقفر وجهها (الجميل) جراء الصعوبات والمتاعب التي تواجه مبدعيها ومواطنيها عامة؛ إذ صار كل شيء غير “العيش” ينظر إليه بمقلة مقروحة ــ مع الأسف… لكن أن تكون للطيب صالح جائزة فذلك وحده كافٍ لبعض الحيوية التي تنعش المشهد (موسمياً)..!
* أن تكون هذه السنة ــ عام رمادة ــ بلا فائزين بالجائزة المحترمة اسماً ومعنىً؛ فليس الأمر كارثة؛ بل (قدراً فضائحياً) تخبر به الاحتمالات التالية:
1 ــ ربما كان التنافس (تقديراً) للفوز المادي من جهة المتنافسين، قبل أن يكون شرفاً أدبياً مقترناً باسم الروائي العالمي الكبير.. والإبداع لا يقبل (التصنع)..!
2 ــ ربما زهد المبدعين الحقيقيين في الجائزة؛ جعلها عرضة لهذا (الحرج) والتنافس بين أشخاص لا تؤهلهم ملكاتهم لعرش (الطيب صالح).. وحينما نذكر (الزهد) فذلك مرهون بعدة (مُضيِّقات) تتعلق بالمبدع؛ إذ غالبية أهل المواهب يغني حالهم عن الرثاء في الضنك.. والأخير هو فاتح شهوات (الضجر؛ العجز؛ اللا مبالاة؛ الكآبة).. وكلها محفزات للزهد في الأدب؛ رغم القيم العليا المحمولة في سنامه..!
3 ــ ربما الوضع الراهن في السودان كان مقدمة لـ(المصيبة).. فأن لا نجد شخصاً ينال (الفوز) يشير ذلك إلى مصيبة (كامنة)..!
* إن أهم ما في هذا الحدث؛ ذلك السمو الذي لمسناه من لجنة التحكيم.. فهي فعلاً لجنة (أمينة).. وتستحق التكريم لـ(حكمها العادل)..! نعم؛ لو جاز لنا أن نختار فائزاً بجائزة هذا العام فلن نجد غير (اللجنة)..! والتي ضمت الأكاديمية والناقدة د. نعمات كرم الله؛ المخرج السينمائي إبراهيم شداد والقاصّ محمد خلف الله سليمان.
* أيها المتنافسون “لاحقاً”: ضعوا نصب أعينكم الراحل المقيم (الطيب صالح) حتى لا يتململ، وحتى لا تتعالى أصواتنا بالقول: (من أين أتى هؤلاء؟).. إن الإحساس بـ(الظرف!) إذا غلب؛ انتصر (السقوط)..!
أعوذ بالله
ــــــــــــــــــــ
الأخبار ــ الخميس

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. رفض اللجنة لا يعني ان كل النصوص غير صالحة ولا ترقى لمستوى الجائزة. ربما يكون من بين المرفوضيين من يشير عليه مثل السيد المسيح” ان الحجر الذي رفضه البناؤن قد أصبح رأس الزاوية” من قيل رفضت اللجان كتاب وأصبحوا من بعد ذلك من حملة مشاعل التنوير في العالم.على المدى الطويل ربما تجد في سيرة واحد من الرفوضيين ومن ضمن ما يذكر أنه قد رفض من قبل لجنة تمنح جائزة الطيب صالح وهاهو قد وصل الى قمم الإبداع من يعرف؟
    رفض جوتة العظيم أشعار هولدرلين ولم ير فيها أي عبقرية ثم دارت الأيام وأصبح هولدرلين من يجسد جوهر الشعر. حوكم بودلير من قبل المجتمع عندما كتب أزهار الشر وبعدها قدأصبح يؤرخ للشعر قبل وبعد بودلير. أحتاج ارثور رمبو لثلاثين عام حتي ينتبه النقاد لابداعه.
    الغريب اليوم نذكر المرفوضين وهم هولدرلين وبودلير وأرثور رامبو ولا أحد يذكر اللجان التي رفضتهم. ربما من بين المرفوضين لجائزة الطيب صالح يكون في يوم ما في مقام بودلير او أرثور رامبو أو هولدرلين من يعرف؟

  2. أنا أتقدم بنصيحة أخوية مخلصة لعثمان شبونة أن يترشح لهذه الجائزة الأدبية في العام المقبل بعمل أدبي مميز يقدمه لنا. الأخ عثمان ميرغني يمتلك ملكات أدبية وكتابية ثرة وفريدة – وهذه شهادتي – ولكنه للأسف يضيعها في لعن وطعن وشتم وقذف الحكومة وأشخاصها في مقالاته السياسية التي يختمها بـ”أعوذ بالله” حتي نشر في نفوس البشر الكآبة والحزن. صدقني يا أخي الكريم، أنت تعرف أن هناك غيرك الكثير من الصحفيين الذين يكتبون مقالات تشاؤمية تصف (الحال المائل) في البلد ولكنهم جميعاً يتحفونا أيضاً بين الحين والآخر بمقال تفاؤلي عن الأشياء الرائعة في البلد، مثل قرار موفق أو قانون مفيد أو مستشفي جديد أو طريق إنقاذ غربي وغيره. الصحفي الذي ينهي (كل) مقالاته بلا إستثناء بكلمة “أعوذ بالله” هو صحفي قاسئ القلب، يقسو علي نفسه وعلي قرائه.

    ياخي قل “أعوذ بالله” تسع وتسعين مرة و”ماشاءاالله” مرة واحدة فقط!

    رجاءاً فكر في كلماتي هذه قليلاً بالعقل المتجرّد، وليس بالعقل السياسي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..