وزير المالية وحكاية سارق العتود

مما تحكيه أضابير القضاء السوداني أن اعرابيا بأحد الأرياف تم القبض عليه متلبسا بجريمة سرقة عتود ، واقتيد الى المحكمة الريفية على ذمة هذه القضية ،ولكنه أنكر التهمة ( حطب ) عند مثوله أمام القاضي ، وكاد القاضي أن يطالبه بأداء القسم على المصحف الشريف ، قبل أن يستدرك سريعا استهانة أهل ذاك الصقع بالمصحف واستعدادهم للقسم عليه حانثين مئات المرات ، بينما يخشون جدا القسم على مصحف أثري يخصهم ، ليأمر القاضي بجلب ذاك المصحف الأثري ، فجئ به محمولا مثل عنقريب الجنازة بواسطة أربعة رجال أشداء من فرط ضخامته ، وضعوه أمام المتهم وأمره القاضي أن يقسم عليه بعدم سرقة العتود ، ولكن المتهم بدلا من أن يقترب من ذاك المصحف ويضع يده عليه توطئة لترديد القسم ، اذا به يقفز خطوتان الي الخلف ويصيح فزعا ( أفو .. يا حضرة القاضي إت ما بتخاف الله؟!! دحين أمانة في ذمتك هسع ده مصحف عتود؟) …ومن أضابير القضاء أيضا ولكن هذه المرة بولاية الخرطوم ، أذكر أن احدى الصحف كانت أوردت خبرا حمل عنوان ( الحرامي للقاضي ..أنا ما سرقت بس جيت أعاين ) ويقول متن الخبر أن ذاك الحرامي عندما فشل في انكار تسوره للمنزل ووجوده بداخله ، برر ذلك بأنه لم يأت للسرقة وانما للمعاينة فقط .. وكأني بهذا الحرامي كان يستنجد بالا غنية الشهيرة للفنان اللحو ( السمحة يا نوارة فريقنا يا العسل يا النشفتي ريقنا .. السمحه يا دهب الخزاين تشبهي الموز في الجناين .. تهموني بيك وانا قالو خاين انا ماسرقت بس جيت أعاين ) ، وعلى منوال اللحو نسج شاعر شايقي قصيدة يقول مطلعها ( أنا داير أنط الحوش بردلب .. أنا داير أشوف اللابسي الدهب ) ..
تداعت الى ذهني كل هذه الحكايات ، وأنا أطالع تشكيك السيد وزير المالية في تقرير المراجع العام الذي طرحه مؤخرا أمام البرلمان ، وكان مما قاله الوزير في هجاء التقرير أن ما ورد فيه ليست تجاوزات وانما ملاحظات وتناقضات وأن الهدف من المراجعة الاصلاح وليس التجريم ، أليس بربكم تجوز المقارنة هنا بين ما قاله ذاك الاعرابي سارق العتود للقاضي (دحين أمانة في ذمتك هسع ده مصحف عتود؟) مع ما قاله هذا الوزير بشأن تقرير المراجع العام ، وأليست هي أيضا حكاية ما سرقت بس جيت أعاين ) ، فقد بدا السيد وزير المالية في مقالته تلك كأنما أراد أن يقول لنا ( هسي دي ما تناقضات وملاحظات ساكت .. دايره ليها تقرير قدر دا ) على رأي صاحبنا الاعرابي ،فأن تهدر مليارات الجنيهات من مال الشعب أيا كان سبب هذا الاهدار.. تناقضات كانت أو تبذير أو تجنيب أو سواطة في الصرف على البنود الخ وبافتراض أنه لم يكن بينها مليما واحدا منهوبا، فذلك وحده يكفي لأن ينزعج له الوزير أيما انزعاج ، ولكن للأسف أزعجه التقرير ولم تزعجه السواطة والخرمجة،وكأني به يقول مدافعا عن من رصد مخالفاتهم المراجع ( ديل ما سرقوا .. ديل بس جوا يعاينو.
التغيير
يا اخى معقول يرهن اقتصاد السودان لوزير فراعى مع احترامى للفراعة وكمان انتساب يا اخى الكيزان ديل ما بختشوا هو نحن بنقول الخراب دا من شنو ما من كده الله يلعنكم يا افاكين يا فاقد تربوى يا حليل ناس بروفسير محمد هاشم عوض ودكتور بشير عمر فضل الله فطاحلة فى الاقتصاد . بالله الكيزان ديل بخجلوا…………؟
يا استاذي الفاضل عيب عليك ديل عندهم التحلل حتي وان اتو يعاينو