مقالات سياسية

ما الفرق بين “هي لله لا لدنيا قد عملنا” و “الهجرة الي الله”

ظلت الحركة الاسلامية في السودان تؤكد مرة و اخري انهم يعملون لتطبيق الشريعة الاسلامية، و انهم سيقيمون دولة العدل التي سبقهم اليها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكان تأكيد هذا الهدف السامي شعارهم منذ خمسينات القرن الماضي حتي عام 1989 حيث تقيض لهم حكم البلاد و العباد في شمولية جعلت مصير البلاد و العباد في ايديهم. و بالرغم من ما صاحب سياسات التمكين من ظلم لا يتسق مع شرع الله ، استقبل غمار المسلمين شعار “هي لله لا دنيا قد عملنا” استقبال “المؤمن المصدق”، لكن اصيبوا بخيبة الامل عندما استشري الفساد و الظلم و استئثار اهل الاسلام السياسي و مشايعيهم بثروات البلاد، و اصبح الامر لا يحتاج لمصباح منير يكشف الحقيقة ، فالحقيقة علي مرأي و مسمع كل من يري و يسمع. تأكد للناس انها لم تكن لله و انهم بالفعل عملوا للدنيا و للدنيا فقط!! وكان هذا امرا محيرا لابناء جيلي الذين عاصروا بعض المتنفذين الذين كانوا يوما ما يجودون القرآن في غابة وادي سيدنا و هم صائمون، و اليوم مشغولون باكتناز المال و بناء القصور ، و كأنهم لم تقع اعينهم علي الآيات في محكم التنزيل!!

و كانت حجة اهل الاسلام السياسي ، عندما تسألهم عن الفساد، ان هذا امر وارد في كل الحكومات و الانقاذ ليس استثناءا!! ثم نجادلهم بالتدهور الذي حدث للبني التحتية ، و اثار ذلك علي المواطن الذي قطع عيشه ظلما ، كيف له و لغيره ان يبقي علي قيد الحياة في ظل مآلات الفساد الذي الغي العلاج المجاني و التعليم المجاني ،و جعل ضرورات الحياة لا يستطيع شراءها الا اهل الانقاذ والمتحلقون حولهم؟ يقولون هذا حال العالم كله لان الغلاء مشكلة عالمية!!

لكن يبدو الآن ان هنالك ثمة اعتراف بما حدث في ادارة السلطة و الثروة و التي ادت الي التدهور الكبير في البلاد في كل المجالات و رغبة في درء مآلات الفساد و مآلات سلطة الحزب الواحد. فالشعار الآن الهجرة الي الله و رسوله. وبكثير من حسن الظن فاننا نعتقد ان اهل الاسلام السياسي يريدون الهجرة الي الله و التي تعتمد علي ثلاث ركائز هي: التوبة و الاوبة و الاستغفار. وبما ان الاوبة و الاستغفار امر فردي، فان التوبة الجامعة للفردي و الجماعي هو ما يخص الشعب السوداني. و يعرف المفكر الاسلامي مروان رجب بانها: (التوبة و تعني الرجوع و العودة الي الله للسير وفق صراطه المستقيم مع الندم علي ما فات و رد الحقوق لاهلها.) و لذا فاننا نتوقع من اولي الامر ان يقوموا بمراجعات شاملة لقضايا الفساد المعروفة للناس و الاخري التي لا تعرفها الا السلطة و ذلك لرد المليارات من الدولارات لخزينة الدولة و لرد كل ما بيع من ممتلكات الشعب ان كانت مؤسسات او اراضي او عقار او خط هيثرو، و بذلك ترد الحقوق لاهلها.

لكن ان كانت الهجرة الي الله مقصود بها ما جاء في مقال في جريدة الانتباهة: (ووجه الأمين العام جميع مجالس شورى الحركة الإسلامية فى الولايات والمحليات والتى لم تقعد مجالسها حتى الآن بعقد مجالس الشورى بنهاية هذا العام، موضحاً ان المرحلة تحتاج الى إعلاء روح التدين والإحساس بالمشروع الإسلامى ونحن أكثر قوة وتماسكاً. وأشار إلى أن الحركة ينبغى أن تكون فاعلة ومستعدة لمواجهة التحديات القادمة التى تتمثل فى الإنتخابات ومجابهة المخططات الدولية المتمثلة فى المحكمة الجنائية الدولية والهجمة على الإسلام.) بهذا المعني فان الهجرة الي الله التي يشتاق اليها اهل الاسلام السياسي لا ينطبق عليها معني الحديث الاول: “عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) متفق عليه. ” فاذا كانت هي للانتخابات فهي الهجرة التي عرفها المصطفي عليه افضل الصلاة و السلام في قوله من كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الي ما هاجر اليه.

و بهذا الاستنتاج لا فرق بين “هي لله لا لدنيا قد عملنا” و بين “الهجرة الي الله” غير التوقيت، فالاولي كانت في عام 1989 و ما تلتها من اعوام لزوم التمكين و حشد التاييد الشعبي و الثانية لازمة اليوم 2014 استعدادا للانتخابات و لبعث الحياة في جسد الحركة الاسلامية التي تحتضر!!

رب ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. التوبة و الاوبة و الاستغفار
    لمواصلة الخم خمسة وسسسسسس سنين أخرى! حتى تسليمها عيسى عليه السلام!

  2. هذا ليس خداع لعامة السودانيين فالكل عرفهم و لا يستطيعون خداعه و لكن هذا ضحك على ذقون الاغبياء الذين ما زالوا يتبعوهم
    الهجرة لله ليست اقوال جوفاء خادعة انماهي سلوك افعلوه و سترون الناس تتبعكم اما ان تصدعون به في الاعلام و تدخلون الناس المساجد و تذهبون انتم الي الاسواق و الفنادق، لعمري هذه قسمة ضيذى. انتهي عهد الاستغفال يا الزبير انت كنت نايم. بالله سمو الاشياء باسمائها قولوا حي على الانتخابات

  3. إعادة التعليق بتاريخ 23/12/2014

    هي لله .. هي لله .. ألم تكن الرؤية المزعومة للحركة الاسلامية و عبر رسائل شعارية لا لدنيا قد عملنا .. و إراقة الدماء منهم و منا أو ترق كل الدماء قمة التضحية الرسائلية للرؤية ..و قد تسلحنا لكل أعداء الدين و للأمريكان ..لإاين نحن بعد مرور أكثر من ربع قرن على هذه الرؤية و الرسائل الجهادية في كل مناحي الحياة التي اقتصرها الخالق عز و جل في أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف !! و أين الحقيقة التي كانت تشدقا أدبا سياسيا كل ما نطق من ناطق أردف عبارته بكلمة (حقيقة) حتى وقتها عبرت لأصدقائي بشفقتي على الحقيقة من هؤلاء الناس و أحيانا تشكل بالتنوين المفتوح لضرورات التأكيد !!فلنسأل الدكتور نافع عن الهجرة الى الله هل هي معنوية أم حسية أم كلاهما فلا تنفع الهجرة الى الله بالمعنى دون الحس و لا بالحسية دون المعنى فلابد من تناقمهما في منظومة واحدة متحدة مع وحدة الوجودو تسبيحها في سبحان الخالق بدون رياء فلا هجرة الى الخالق بدون جواز سفر و الجواز المطلوب هنا هو التطهر و التزكية حتى الوصول الى درجة الطيبية و هي الدرجة التي يقبل المهاجر اليه الهجرة و المهاجرين لأن شروطه هي العمل الطيب و لا يقبل إلا طيبا و من طيبات العمل الرضا و الرضا يا دكتور نافع لا يتأتى بالخداع الرضا لا يولد إلا من النفس الرضية التي تتشبع بجينات الصدق مع النفس و الصدق مع الناس و الصدق مع الرسول صلى الله عليه و سلم و الصدق مع الله عز و جل و الباب مفتوح للولوج الى الهجرة طالما تقيد المهاجر بالتوبة و الأوبة الى الله و هل هذه العملية ليست لها شروط؟ لها و دكتور نافع يعرفها جيدا و كل منسوبي الحركة الاسلامية يعرفونها لكن كما قلتها لبعض الاصدقاء من الحركة في تسعينات القرن الماضي أن أخطر ما تواجهون حب الذات و المال و السلطة و هل تبرأتم منها ؟؟؟؟؟؟

  4. الفرق ان الجملة الاولئ تتحدث عنهم كمعتقد وركيزة يعتمدون عليها وهي جزء من عقيدتهم
    الجملة الثانية دعوة بركيزة الئ عقيدة
    الفرق كبير
    علئ العموم استفراد صاحب القلم بالخيرات شئ طبيعي في كل الانظمة العندو القلم ما بيكتب نفسه شقي
    والتحدي كبير جدا ليحملوه هم لوحدهم لا احد يستطيع حمل تحدي لشعب او شعوب وقبائل لوحده لان الصورة والاحتيجات وغيرها لا تكتمل الا بمشاركة فاعلة من الجميع
    المشكلة دوما ليست تبادل السلطة او الثروة والسلطة عندي اقوئ واهم من الثروة
    المشكلة هئ قصور النظر بسبب تدنئ الصورة المعلومة عن حال الشعب لاستفراد الحاكم بسلطته واقتصار صورته علئ ما يصله من اتباعه وادواتهم التئ تستخدم لحكم المكتسبات التئ ايضاءىستكون محدودة بسبب تمانع شرايح كبيرة عن ادلاءها بصورها الحقيقة لانها ترئ ان النظام سيغتمنها منهم او يحاربهم عليها ان علم بها
    اخشئ ما اخشاه ان يكون النظام في حلف مع نظام خارجي دولي واصبحوا جميعا الانةيعانون من نفس الامر
    لان ذلك يعني ان اسبقية التطور والتقدم قد انتصرت عليها شهوة الانانية وحب النفس وبالتالئ هناك نظام مريض عقيم الان يقود شريحة واسعة من العالم ويؤدي بها الئ التهلكة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..