قدمتم درساً في الصمود.. يا شباب لقاوة الباسلة!

شهر ونصف الشهر وشباب مدينة لقاوة الباسلة صامدون في اعتصامهم الحضاري السلمي من أجل قضايا لا تسمى الحياة حياة بدونها. شهر ونصف الشهر و(لقاوة) – التي لا يدري سياسيون كثر و(مثقفاتية) أكثر من حصى الرمل – أين موقعها من خارطة ما تبقى من السودان ، تمدّ لسانها دون أن يطرف لها رمش في وجه القتلة وسارقي قوت الفقراء والمساكين. شهر ونصف الشهر وعزم شبابها يقوى وحماسهم يكبر كل يوم في بادرة لو عملت بها مدن السودان وقراه لسقط هذا النظام القبيح بين عشية وضحاها. لم يقل شباب لقاوة المعتصمون بأنهم قاموا بهذا الاعتصام تحت شعار سياسي ? وهو أمر لا يعيب أي فئة تقوم به غدا أو بعد غد ? فالسياسة دخلت قفة الخضار وحلة الملاح وكراسة التلميذ مذ تخفى الفاشيون الجدد ذات يوم في جلباب الدين وسرقوا بلادنا من أجمل ما فيها. وشباب لقاوة المعتصمون ما نادوا باسم قبيل أو جهة أو نقابة. كل ما فعله هؤلاء الشباب ? حفظهم الله ? أنهم سمعوا أنين الجياع في البيوت وشهدوا العري في الشارع ولمسوا النقص في كل ضروريات الحياة بما يجعل تلك الحياة شيئاً لا يطاق.. ولأنهم صبروا على وعود الدولة – التي يكذب قادتها مثلما يتنفسون ? صبروا صبرا جميلا هم وأهلوهم دون أن ينالوا مثقال ذرة من حقوقهم ، فقد اختاروا ميدان “الحرية” واعتصموا ليقولوا للفاشيين الجدد: ها نحن هنا فماذا أنتم فاعلون؟
إنّ أزلام دولة القمع يعرفون جيداً وبال ما يجره عليهم إقدامهم على فض هذا الاعتصام السلمي الراقي باستخدام القوة متي دفعتهم نزوة الحماقة لفعل ذلك. وهم يعرفون فوق ذلك أنّ ” لقاوة” التي صمد شبابها شهرا ونصف الشهر ? حتى الآن- في نزال مدني حضاري من أجل حقوق إنسانية مشروعة بنصوص الدستور والقانون ? لقاوة هذه- ليست مجرد تلك المدينة التي تربط شموخ جبال النوبة بكبرياء سهول المسيرية وبوادي دار حمر الفسيحة.. هي فوق ذلك نسيج سوداني متجانس بين عشائر اختلطت أرحامها والتقت في حلو العيش ومره منذ أكثر من ثلاثة قرون ? حين وفدت عشائر المسيرية إلى هذا المكان لتلتقي في المأكل والمشرب والمرعى والزرع والضرع وفي المآتم والأفراح بعشائر النوبة والداجو والتنجر والبرقو وآخرين. الناس هنا قوس قزح .. وهم لمن لا يعرف الجغرافيا البشرية مساحة من تآلف وتجانس قوي ، إن صاح بالوجع واحدهم تداعي له الآلاف من جنقارو وكاتشا وكيقا الخيل مرورا بالبردية ورجل الفولة وانتهاء بالمجلد ? المدينة التوأم للقاوة! قلنا هذا تحذيرا لنظام أرعن يجهل كل شيء عن فسيفساء المجتمع السوداني العظيم! لقد انتهت لعبة تحريض قبيلة على أخرى. انتهى زمن تسليح القبائل لتقوم بحرب بالوكالة عن المركز ? هذه اللعبة بائخة ومتخلفة. عوضاً عن ذلك يقف في ميدان الحرية بلقاوة اليوم قوس قزح شبابي ينظر للمستقبل بوعي إنسان القرن الواحد والعشرين!
يا شباب لقاوة الصامدة، أنتم ? بما قمتم به من اعتصام سلمي ? وهو شكل من أشكال الرفض والعصيان المدني- قد زرعتم الرعب في قلب النظام الفاشي في الخرطوم. وأنتم بحراككم السلمي الراقي من أجل مطالب أهلكم وبوحدتكم ونأيكم عن عصب القبيلة وتقوقع المعطى السياسي قد أعطيتم درساً لنا جميعاً نحن أبناء هذا الشعب بأنّ قوتنا في تضامننا وأنه ما ضاع حق وراءه طالب حق.
همسة أخيرة: اسمحوا لي باسم رابطة الدم والرحم والمكان أن أرفع هامتي اعتزازا وافتخارا بكم !
[email][email protected][/email]
إنه حقاً انموذجا راقيا من وسائل الضغط والاحتجاج للمطالبة بالحقوق. نشيد بهذا الاسلوب الحضاري الشجاع وندعم صمودهم بكل الوسائل الممكنة، ونهيب بكل القوى الفاعلة في مدن السودان كافة أن يحذو حذو هؤلاء الفتية المؤمنين بقضية أهلهم.
وشكرا للأديب الرائع فضيلي جماع على هذه اللفتة والانتباهة الذكية.. وواجب على الإعلاميين الاحرار الكتابة وتسليط الضوء على هذه الثورة المدنية السلمية في جزء عزيز من الوطن، ليطلع عليها الشباب في المدن الاخرى وتنسيق ثورة الاعتصام في كل البقاع.ز
هههههههههههههه لقاوة والا بقلاوة
لك التحية والإنناء أخي القامة فضيلي جماع أنا من المتابعين لكتاباتك الصحفية منذ زمن وخاصة الآدبيه منها.. والله العظيم أخي فضيلي هؤلائي الشرزمة دخلونا جحر ضب .. لادنيا أصبنا ولادين .. هؤلائي تتمدد كروشهم ومآخراتهم يحسبون شحم ونعتقد إنه سرطان يهلكمهم بفعل تلك الظلمات التى أدخلو فيها البلاد والعباد .. بإسم الدين ولكن للدين رب يحيه .. وتري سريان الدم في عروقهم من حياة الدعة والنعومة .. بناتهم علي شواطئ النيل يفعلون … ويتعاطون .. وهم في شقق الدعارة .. او مع الزوجة الخفية ..
لك الشكرالاخ الشجاع فضيلي نحن اكيد محتاجين لتشجيعك انت راجل من رجال السودان الذين نعتز بهم كثيرا
تحية اليك ايها الكاتب الشاعر القاص وانت ترفع من همم هؤلاء الابطال فعزيمة الرجال ماضية..فالانسان السودانى عرف بقوة العزيمه والصبر والجلد..وسوف يذهب هؤلاءالاوغاد الى مذبله الدنيا..وقريب..وقريب..انشاء اللة..
مبرووووووووووووك لقاوة
تجربة حية في النضال تقدمها لقاوة للشعب السوداني، تفاصيل هذه الهبة تستوجب أن يطلع عليها الناس في جميع أنحاء السودان، وهذا واجب أهل لقاوة في الداخل والخارج، ومن هذه التفاصيل المهمة أن المشاركين في الاعتصام يمثلون سودانا مصغرا، وهذه الحقيقة ذات اهمية قصوى في الظرف الراهن حيث تتشتت الأهواء وتتقوى العنصرية والقبلية وكل الشرور التي يحاول النظام ترسيخها لهدم البناء الوطني المتضامن.. شكرى لك الأستاذ فضيلي جماع على ابراز الأبعاد الوطنية لهذا العمل الكبير في لقاوة..