عندما يُكشّر الشعب عن أنيابه

أوضحنا أن الشعوب المتهاونة الغافلة عن واجباتها الوطنية والثوابت المحورية تفرز مسئولين غالبيتهم علي ذات الشاكلة متسيبين متهاونين مرتشين إلخ..
كذلك من علا منهم في السلم الوظيفي الحكومي يتعاملون مع المناصب وكأن كل ما تحت إمرتهم من ما يخص الدولة هو رزق لهم. بل كثيرا ما نسمع إستهزاءا بمن يعتلي منصباً لفترة من الزمن وما يزال فقيرا فيطلق عليه مخبولاً لأنه لم يستفد بالقدر الكافي.
إذن فالنجاح والفلاح وفقا لهذا المنظور هو مدي القدرة علي التحايل علي القوانين والنظام الٱداري للنهب والٱختلاس وتمرير الغير مسموح من أجل الرشوة والأنتفاع. منهم كذلك من يختص بعضهم بالتسهيلات والتصديقات والأعفاءات وتمييزههم عن بقية المواطنين .
إلي هذا الحد وأكثر من ذلك أضحت هذه الممارسات من كثر تكرارهها أمورا عادية.
كذلك الحال تصاعدا ، فالفساد في أعلي المراتب له أوجه أخري أكثر طمعا ونهما وتهكما وتجنيا علي مكتسبات وممتلكات الوطن والمواطنين.

بلا وازع أو رادع أو رقيب أو غيرةًً او همةً أو خوفا من ربهم أو رهبا من شعبهم عبثوا وخربوا ونهبوا وقتلوا وسجنوا.

من منكم أيها السادة المتسيدين من يتصدي للفقر العام في المجتمع وتبعاته؟
نحملكم المسئولية المباشرة بالدين والشرع والقانون وحقوق الأنسان علي كل موروثات الفقر والبؤس في المجتمع وفي إقتصاديات وطننا السودان.
إن إخفاقكم المتعمد في إهمال التنمية وتحسين المستوي المعيشي لٱبناءه في بلد يحسدنا غيرنا من الشعوب علي ما حبانا الله من سعة أرض ووفرة ماء وثروات حيوانية وغابية ومعدنية لا تحصي ولا تعد كفيلة بأن تجعلنا ننهض كأمة ونزدهر ، بل ونسد حاجة الكثير من البلدان حولنا.

تعمدتم أن يسود الفقر و ما أدراك ماذا فعل الفقر بينننا شرد أبناءنا وهتك أعراضنا وجوع أمهاتنا وقتل مرضانا وحطم نفوسنا وطأطأ رؤوسنا ..وفعل ما فعل من قبيل ذلك الكثير.

ذلك نتاج سياساتكم ونهجكم القائمة علي أساس ُجوّع شعبك يتبعك ، وإذا جاعت البطون تاهت العقول،، ومن ثم يبقي نتاجا لذلك شعبا هينا لينا محبطا فاقداً لإرادته يسهل قيادته وإنقياده.

تغافلتم كذلك عن كل الفاسدين المقصرين والمجرمين. لم تأبهوا بما فعلوا وما زالوا يفعلون ليس هناك من حساب أوعقاب أو إسترداد لحقوق وأموال طائلة غادرت الوطن و تركت أهله جياعا يتهافتون. ونتساءل : أهذه هي تعاليم ديننا الحنيف ونهج نبينا محمد (ص) ؟
ألم تعلموا بما فعل العظماء بشعوبهم وبتنمية بلادهم؟ كانوا مثلكم يحكمون ، لكن بالشرف والنزاهة والشفافية يسودون وعلي قلوب شعوبهم محبة يتربعون، وما زالوا لهم بالخير يدعون.

إن شعبنا الآن أضحي أكثر نضجا وإدراكا تبصرا وإمعانا صلابة وعنفوانا. لم ينقطع أمله ولن يخيب رجاءه وعهد أن لن ينقطع نضاله فأصيل المعادن لن يفني حرقا.

40 مليونا من الثائرين الغاضبين الرافضين للفسق والفجور والظلم والقتل والتهاون والأستهتار بمقتنيات الوطن. اكاد أسمع أنينهم ، صراخهم غضبهم ، وتزمرهم لم تفعلوا لهم خيرا ولم تضمدوا لهم جرحا ولم تعيرونهم إهتماما!! خيبتم آمالهم وأهنتموهم وأثخنتموهم سحقاً . فأحذروا شرهم ، مكرهم وبأسهم ، دعاءهم وتضرعهم.
ءأمنتم غدرهم؟ وأستبعدتم هجمهم؟
ألا تزكرون نظم بن علي ، مبارك والقذافي وصالحا؟ كانوا أكثر منكم قوةً وجبروتا ، فما أغنت عنهم من بطش شعوبهم شيئا قال تعالي (ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر// حكمة بالغة فما تغن النذر)

صدق الله العظيم

فللصبر حدود ولليأس نشوذ وفي الحكمة خيرا كثيرا

خالد حسن

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..