إنذار إلى الشيخ موسى هلال

عجيب أمر السودان وأعجب منه أمر الحكومة والأكثر أعجوبة هي منسوبي الحكومة الذين يطلقون ألسنتهم (فلقت) في خلق الله ولا يقولون كلاماً يمكن تحقيقه ولا هم قدر تنفيذه. قصدت المفاوض أمين حسن عمر. هل هو الشخص المناسب ليهدد الشيخ موسى هلال بتلك الكلمات منذراً له بأن يسلم السلاح ونفسه مما ذكرني القول المشهور:(سلِّم تسلم)، والتي انتهت بأن قبع ابن القائل في القصر الجمهوري.
حاول صديقي البروفيسور بوب أن يوجه أمين حسن عمر إلى خطل كلامه وعزلته عن الواقع المعاش في منطقة اللاحرب واللا سلام. والبروف ينحت في صخر وهو يسأل أمين حسن عمر عن العطاوة!! أمين حسن عمر أكيد لم يسمع بالقول المعروف: (الساير عطية والمقيم حيماد .. والدخان البتلتل داك راشد الولاد .. تهددنا أنت يا أمين عمر الداج). الداج تعني الماشي ساي بلا هدف. وأكيد أمين حسن عمر الدرب دقش ليهو الموية وصار يتخبّط في حديثه التقول راميهو جمل كباشي شارد.
لو كان أمين حسن عمر عاقلاً (ورأسا بين كتافيه وقلبا أم بينات ديودا) لما أرسل هذا التهديد المغلف بالوعيد لرجل مثل الشيخ موسى هلال. لكن العرب قالت: (المقتولة ما بتسمع الصايحة). أقول لو كان أمين حسن عمر عاقلاً لشبّه نفسه بحسبو عبد الرحمن.. وسأل نفسه لماذا لا يطلق حسبو تصريحات نارية تجاه موسى هلال؟ هل لأن حسبو جبان؟ لا فحسبو ليس جباناً وهو في قمة السلطة أكثر من أمين حسن عمر وله من السند القبلي ما يفوق ما لدى أمين، لكنه يحسبها صاح. فالكلمة كالسهم إن إنطلقت فلن ترجع وستجر خلفها بلاوي متلتلة.
لا يغرنّ أمين حسن عمر اتفاق حميدتي مع الحكومة فهذه مرحلة وعمل تكتيكي وليس أستراتيجي فالظفر عمره لن يخرج من اللحم. وكما يقول أهلي: (الأهل غابة .. الغابة بتلبِّد الفيل .. ألبد وسط أهلك). وحميدتي لابد له أن يلبد وسط أهله ويكون معهم عندما تحر الحارة ويكون لها الرجال فقط.. وعندما ينطلق الذي جهزوا اللانكروزرات للهروب شمالاً فسيكون حميدتي ومن معه من يحمون الديار وعندها سيعرف أمين حسن عمر وأمثاله من المغيبين أو السكرى بنشوة الحكم أي منقلب سينقلبون.
هل يعلم أمين حسن عمر ومن هم خلفه يدفرونه ليقول ما يقول؛ أن الشيخ موسى هلال خلفه تقف أكثر من 40 قبيلة من العطاوة والحيماد وراشد الولاد وآخرون من نسل جنيد ومجنود؟ هل لأمين حسن عمر وحكومته قدرة على الوقوف أمام هذه الكم من الفرسان والرجال إذا حصحص الحق وتباينت الصفوف وتمايزت القبائل كما قال خالد بن الوليد؟ يومها سيعرف أمين حسن عمر ومن يدفعونه لخطل القول أنه فعلاً قتيل لسانه ولكنهم سيعرفون متأخِّر ومتأخِّر جدّاً. هل عرفتم الآن أن الشيخ موسى هلال لا يحارب وحده ولا يحارب لنفسه؟ أرجو ذلك. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا كباشى موسى هلال ده راجى شنو ما يجى يخم العفن ويريحنا من عصابة الرقاص السفلة الفجرة الكفرة.

  2. لله درك يا اخى كباشى قلت الحق. يعجبنى اسلوبك البسيط فى الكتابة واستخدامك للأمثال الدارفورية والكردفانية-الحبيبة إلى النفس والمليئة بالحكم- فى أسلوبك الرائع. اسال الله ان نراك ونستمع الي حديثك الطيب فأنا احد العطاوة (بس عيال بحر وللحسرة حتى الآن ماشفت الحديبة ام الديار)
    أما فيما يتعلق بالمدعو أمين وامثاله خليهم اتكلموا ويطلعوا آخر مافى نفوسهم المريضة فسوف يأتيهم الطوفان من حيث لا يتوقعون.

    أستاذ مساعد فى جامعة سعودية (مفصول من -حكومةامين -بعد 17 سنة خدمة فى كليات الهندسة بالجامعات السودانية)

  3. الساير عطية والمقيم حيماد… والنقارة الترزم راشد الولاد… ان حكومة المؤتمر الوطني إستصغرة العطاوه وفي غفلة زمن من أبائهم الإنتهازيين جحلتهم وقودآ لحروب عبثية لاتجدي ولا تنتهي … وجاء جيل جديد وبرزت قيادات جديدة وظهرت قضايا كبيرة … أخرصت أبنائهم الإنتهازيين … أن الحراك اليوم وسط البوادي والقري … فتبأ لكل من باع أهلة من أجل قصر في الخرطوم وسوف ياتي يوم يصبحون فية مثل هذا الامين حسن عمر… فالتحية للشيخ موسي هلال الذي حرك الساكن في مجتمعات العطاوة والخزي والعار لقياداتهم من طفيلين … وشكرآ لك كباشي علي توضيح هذة الحقائق.

  4. أخي كباشي سلمت يداك وما قصرت
    أخي كباشي سلمت يداك وما قصرت
    يبدو أن جهة ما تحاول استفزازنا

    اقول لهم نيابة عن أولاد عطية و حيماد وراشد الولاد:
    ” حظراتكو و انقرعو اخير ليكو ”

    حبا بالله وحرصاً على البلد، أتمنى أن لا تحاولوا

    خالد الرزيقي يبدو أن جهة ما تحاول استفزازنا

    اقول لهم نيابة عن أولاد عطية و حيماد وراشد الولاد:
    ” حظراتكو و انقرعو اخير ليكو ”

    حبا بالله وحرصاً على البلد، أتمنى أن لا تحاولوا

    خالد الرزيقي

  5. ..في وجهت نظري المتواضعة جدا ..موسي هلال من طينة اهل الغرب الابطال ىقاوم تعنت و صلف بعض مدعي الثورة امثال ابو قرده و نيام و غيرهم الكثيرين الذي في بداية الثورة في دارفور و تسجيلهم بعض الانتصارات القوية و الخاطفة تفلت بعضهم و اخذوا يقولون نريد ان ننتقم من العرب و غيرهم لتسديد ثمن تارات قبلية قديمة لم يكتفي الانتهازين بل فتنوا بينهم و الفور ولاتنسي يا اخي بان اهلي الزغاوة لهم لهم جمال ايضا تدخل الي مزارع و حواكير الفور و هنا ظهرت فتنة زرقة و افارقة استخدمها و عمق منها البعض للاستفادة من دعم و تعاطف الاوربين بالضبط مثل اتهام المراحيل او المسيرية بانهم يستعبدون الدينكا ….؟؟؟؟ وبقية القصة انتم ادري بها …. اما ما عرف بقوة ما يسمي بالعرب ظهر عندما اطلق سراح اللواء بشري علي ما اذكر بعد اجتياح مطار الفاشر ..و هنا ظهرت ضرورة التعاون بين اهل الغرب و السودان , و ان الشر الحقيقي يكمن في الاسلاموين من كل الاجناس…..اكرر يعني ليس الجلابة بالمفهوم القديم فنحن الغرابة بنا جلابة اخطر بكثير من ناس المركز ( الم يحارب ابوقرده الفارس خليل بعد غزوة امدرمان ؟؟؟؟؟ ).اما عن الجبهة الثورية و غيره من تجمعات يوغندا ……كل محاولات مضروبة من يومها ..السؤال المطروح ..لماذا لم تتم مسالة القيادة الدورية منذ ان اتفقوا ؟؟؟؟؟.
    .انا اتحدي صانعيها اذا انها لاتساوي حبرها الذي كتبت به , ياولد ابوي كل تمثيل في ثمثيل وفهلوة ناس المركز و لافرق بينها بين حوارت البشير في بداية الانقاذ . و وصبته الحالية ..عنوان جميل و التنفيز كوشة هههها ….اقول هذا لان عندي مايثبت بما تحسبهم جميعا و قلوبهم شتي ..لذي بادب قلنا لهم اعملو دستور من مجمل دساتير حركاتهم و من ثم ان يطبقوا لوائحه فيما بينهم و بعدين ممكن نقول موسي هلال اذا لم يلتوم بانه غواصة او غربي ضد الزرقة !!!!! طبعا الاخيرة دي مني انا – عربي- موسي هلال صادق لكنه لايمكن ان يكون منقذ اذا لم يكون هناك قانون و دستور يحكم توجهه السياسي مما يجعل الناس تلتف حوله الاغلبية من اهل غرب السودان علي الاقل و من ثم يتحالف مع بقية الغلوبين علي امرهم من كل السودان ……و اذا حدث هذا فهو مخيف لسلطة الانقاذ و المتسلقين علي جثث اهل الهامش من كل السودان …..
    و اخيرا يقولون هن موسي هلال انه متفلت و ليس متمرد لانه نسيب ادريس ديبي رئيس دولة شاد الشقيقة و هذا عهد قوي بين المعارضة الشادية و دبي ..اذا المسالة اكبر من فهلوة الجلابة في المركز و الهامش نعم كل انواع الجلابة سوي كانوا جلابة شمالين او غرابة امثال ابوقرده …..و الله و شعب السودان اعلم

  6. ألهويرة أم قش الغافل يقع … وقال أهلنا أيضآ أقوال مأثورة كتيرة جدآ … أن وعي الشيخ موسي هلال وعي حمية ووعي فراسة تحدسنا عن قضية البيع وفبض الثمن من إنتهازيئ العطاوه الذين أصبحت لهم إستثمارات في خرطوم الفيل البشير ودبي وغيرها… إن الأوطان لاتبني بالإنتهازيين … في أجتماع مناقشة أمر محلية الوآحة بمجلس تنمية وتطوير الرحل وسيلة ثراء أتباع النظام الطفيلي ماذا قال هلال… كان حديثة مباشرآ ومغضوبآ تحدث عن الحقارة وعدم الإحترام والتقدير ( قال وزير داير يحاسب موظف شغال معاهو لانوه غلط يجبروا علي تقديم الاستغالة ووآلي منتخب يعزلوه ويعينوا والي تاني في مكانة وانا وصيتي لأخونا كاشا مايقبل المنصب في الولاية العينوه فيها وكذلك للاخ مسار) … إن الشيخ يري بعين بصيرة وبعيدة المدي ويدافع عن عزت النفس … فمادمنا في هذا السودان نحن الآن (نكون أو لآ نكون ؟؟؟؟).. وهذا هو السؤال لذلك قام مجلس الصحوة من الزراء والفريق والنفير والحلة والقوز وغيرها وتمدد.. وماشين لسة .

  7. ادناه بعض التوضيح عن تاريخ العطاوة في السودان ماخوذ من رواية للكاتب غريق كمبال (قريب الاخ كباشي من قبيلة ولاد حميد ، وهى توثيق جيد لتأريخ العطاوة في السودان ولأولاد حميد والبقارة تحديدا
    هجرتهم الى السودان
    هل وصل البقارة إلي موطنهم الحالي عبر طرق النيل ام جاؤوا من الجنوب والجنوب الشرقي الي منطقة شارى وبورنو و واداي من جهة شمال أفريقيا ومن هناك انتشروا شرقاً صوب النيل ؟ هكذا يقول ماكمايكل :

    وبعض البقارة يقرون بأن أجدادهم أتوا مباشرة من ” تونس” و” فزٌان” مع ابلهم إلي غرب دار فور . وعند سرد شجرة نسبتهم أو تاريخهم ، يقول البعض منهم : إنه جدٌ مخصوص منهم هو الذي جاء بالقبيلة إلي ” برقا” ( يقال انه جمعان العويصى زعيم بنى هلبة ، كان دليلا لهذه القبائل فى دخولها الى السودان ، كما قاد حميدان أبوهزله قبائل المسيرية والحوازمة وأولادحميد فى دخولهم لاحقا الى كردفان ) ومن ثم إلي واداي وكردفان . أولئك ، الأسلاف عاشوا هناك من خمسة إ?لي تسعة أجيال ومن أجدادهم تشعبت البطون.
    ولا مجال للشك أن نقول أنٌ فئات من هؤلاء العرب اندفعوا ، في موجات هجرة تجاه الجنوب ? من تونس والجزائر والمغرب نحو وسط أفريفيا في القرون التي تلت غزو الملاليين لشمال أفريقيا، وقصص أبو زيد الهلالي التقليدية التي نسمعها من البقارة تلقي الضوء علي تلك الأحداث . ولدينا روايات أكدها ابن خلدون بأن جهينة ? في النصف الأول من القرن الرابع عشر ? تقاطرت عبر بلاد النوبة وتوغلت بعيداً تبعاً لأماكن هطول الأمطار . والمؤرخون المحدثون يرجحون بشدة وجهة النظر التي مفادها بان قدوم البقارة كان من جهة المشرق . ويقول بارث بأن ” الشاوا” أي ” الشاوية” طائفة من عرب البقارة أطلق عليهم هذا الاسم محلياً في بورنو وباقرمي وتشاد ومن هؤلاء أيضاً السلامات .
    وهجرة هؤلاء العرب من الشرق أمر لا ريب فيه إذ تقدموا تدريجياً عبر الجزء الشرقى من بلاد الزنج ولهجتهم تختلف من اللهجة المغربية مع أنهم فى أوجه كثيرة يحافظون على نقاء وفصاحة لهجة الحجاز . والشاوية ينقسمون إلى أسر وعشائر مميزة وفى بورنو يتراوح تعدادهم من 200.000 إلى 250000 نسمة . ويضيف بيرث بأنهم فيما يبدو هاجروا من الشرق فى أزمان موغلة ولو أننا فى الوقت الحاضر لا نجد أدلة تاريخية لتواجد أولئك العرب فى بورنو قبل حقبة إدريس العومى من (1571م ــــ 1603) . ومما ذكره أنظمة الدية وعادات الإناث كتقاليد تربط السلامات ” الشاوا ” بمجتمع الشرق . وذلك طبقاً لما ذكره السيد ” م . كاربو ” الذى قسم ” الشاوا ” إلى مجموعتين : واحدة من الشمال والأخرى مجموعة جهينة من الشرق ومما لاحظه أن كلمة ” نوبه ” تطلق على الأهالى المسلمين من غير العرب . وهذا مما يعطى بعداً للتيار التقليدى الذى يرى بأنهم إستقروا مؤقتاً فى السودان . وبنفس الطريقة هذه العادة سائدة عند أولئك العرب الغربيين حيث يطلقون على الكابنو أسم ” الهمج ” وهذا يشير إلى الإرتباط الوثيق مع قبائل جهينة والتى وصل تعدادها فى القرن السادس عشر إثنتان وخمسون قبيلة فى أرض سوبا على النيل الأزرق إبان حكم الفونج ولو أن أغلب هؤلاء فى الغرب.
    ومجموعة جهينة الرئيسية قدمت من الشرق كرعاة إبل فى القرن الرابع عشر وما يليه وتوجهوا دائبين فى سيرهم حتى بلغوا ” بورنو ” ولكن كم من الزمن مضى على تحرك فروعهم جنوباً وأصبحوا ” بقارة ” هذا ما لا نعرفه . ومجموعة كردفان سبقتها المجموعة الجعلية التى ولجت من ناحية دنقلا . وتلك المجموعة ” الكردفانية ” إستقرت حول الرهد والبركة وتزاوجت مع ” النوبة ” ، ومجموعة جهينة هذه صارت رعاة أبقار فى الريف الغربى بكردفان . وفى تاريخ متأخر يقدر بخمسة أو ثمانية أجيال كانت هنالك حركة نزوح لجهة الشرق بسبب الظروف السياسية التى ألهبت العداء فهاجرت مجموعات من البقارة ليؤآزروا أبناء جلدتهم فى جنوب كردفان . وبقارة الغرب هؤلاء عاشروا بربر شمال أفريقيا المستقرين وهذا رسخ إنطباعاً فى الأذهان بأن البقارة لم يدخلوا عن طريق النيل بل من ناحية تونس .
    موقعة شقة الناقة
    مثل معظم القبائل العربية في السودان فقد كانت هجرة أولاد حميد ضمن المجموعة الجنيدية عن طريق الأربعين إلى ما يعرف في شمال دار فور الآن بوادي شلنقو والواحات والآبار حوله في الصحراء وكانوا كشأن بقية مجموعتهم أصحاب ابل لم يتحولوا إلى رعي الأبقار بعد ،وكان ذلك في أغلب الأحوال بعد خراب الأندلس وخراب دويلتهم فيها ،والتي لم نجد لها أثرا” موثقا يستحق الذكر ، وأقاموا في هذه الصحراء ما شاء الله لهم حتى حدث النزاع المشهور بين القبائل الجنيدية وسلطنة خزام التي كانت تبسط هيمنتها على تلك المنطقة وهو نزاع يرويه البقارة شعرا في المساجلة التي تمت بين العريقي(1) وبين سلطان خزام والذي كان سببه استيلاء السلطان ومصادرته لناقة ( العريقي فن) المشهورة بغزارة انتاجها من اللبن فقال له العريقي ( الساير عطية ? إشارة إلى أبناء عطية رزيقات ومسيرية وحوازمة والمقيم حيماد إشارة إلى أبناء حيماد أولاد حميد ? تعايشة هبانية وسليم ، والدخان البتلتل(2) ده راشد الولاد ? إشارة إلى أولاد راشد ? ما بتاكل ناقتي يالخزامي الداج(3) ) فرد عليه السلطان ( كان تلموا جنيد ومجنود وأخوكم سلامة المعتوق كور الغنم ما بقابل جبين الدود ) يعني ( لو جمعتم جنيد هو جد المجموعة الجنيدية المشار إليها واخيه مجنود هو جد الشكرية والكبابيش والحمر وبني جرار وسلامة هو جد السلامات ، تحدى السطان العريقي الذي أشار إلى أبناء عمه الجنيديين ( أبناء حيماد وعطية وراشد) فزاد عليهم السلطان أبناء عمهم مجنود وشبههم جميعا بقطيع الأغنام الذي لا يستطيع مقابلة الأسد ويعني به نفسه , وهكذا طارت نذر الحرب بعد ظلم السلطان البين وتجمعت قبائل جهينة جميعا وأحاطت بالسلطان وجيوشه إحاطة السوار بالمعصم وهزمت خزام هزيمة تفرقت على أثرها بين السودان وشاد .
    للوصل الي صورة واضحة عن تحرك البقارة يمكننا أن نرجع لما سطرته الحكايات الشعبية والتراث الشعبي لتلك القبائل. فالحكاية الشعبية المعروفة ب”شقة الناقة″ وٳن كانت تختلف في صيغتها بين غرب السودان ومناطق وادي ومناطق الشوا في البرنو…….فانها تعطي دلالات هامة. فالحكاية تبدأ عند قبيلة التعايشة بالحرب التي قامت بينهم وبين قبيلة ″خزام العربية” وقد دارت الحرب بين التعايشة كجزء من الجنيديين وقبيلة خزام بسبب ناقة . وتقول الحكاية “يحكي أن رجل يدعي ? عريفي فنه ? كانت له ناقة حلوب، وفقد هذه الناقة فجد في طلبها في بوادي العرب. الناقة جاءت الي جماعة من خزام فلما وجدوا الناقة حلوب جدا أخفوها. فحينما جاءهم صاحبها يسأل عنها ? وقد عرف سلفا أنها عندهم ? أنكروا وجودها عندهم ولكن أخيرا اوضحوا له أن ناقته لا يمكن أن ياخذها منهم. فلما عرف موقفهم هذا قال يهددهم بقومه من أبناء جنيد:
    الساير عطية والمقيل حيماد
    النقارة تدبدب راشد الولاد
    الناقة وين تقع بيها يالخزامي قراد
    فرد عليه الخزاميين بقولهم:
    كن تلموا جنيد ومجنود
    وأخوكم سلامة المعتوق
    كور الغنم مابقايل جبين الدود
    وبعد ذلك يقال بأن الرجل كوي بعيره بوسمين “السامع” و”الدامع” [يرمز بهما الي موقفه أي أني باكي من الظلم] ﻹستنفار الجنيدية لنصرته، فهبوا لنصرته وٳسترجاع ناقته كلهم ومن ضمنهم التعايشة لأنهم أبناء حمياد وهو من أبناء جنيد.
    وقد سمعت نفس الجزء من ﺇفتحار “عريقي” بقومه بصورة أخري يمكن أن نوردها وهي تقول:
    الساير عطية والمقيم حيماد
    والدكن البتلتل راشد الولاد
    الناقة وين تلقاها يالخزامي الداج .
    ونجد نفس الحكاية الشعبية لدي قبيلة الرزيقات “الأبالة” مع تفصيل أكثر.
    حيث نجد أن حسن محمد حامد النحلة قد قام بجمع هذه الحكاية من مصادر قبيلة الرزيقات وصاغها في قالب أدبي في كتابه التراثي القيم “ناقة فني-بسوس في بادبة السودان-“……..ويمكن ?أن نختصر ماأورده في اﻵتي:
    تبدأ الحكاية عن “فني” الذي هو من سلالة عريق الذي تعيش عشيرته علي الجانب الشمالي من وادي هور وهو وادي يقع في شمال غرب السودان-، ﺇفتقد “فني” ناقته الحلوب المدرار “عنجاء”……..أخبرا عمه “هجام” والعشيرة وبدأ في البحث عنها في مضارب قبيلة خزام التي تناثرت عبر أرجاء الوادي الذي يفصل بين القبيلتين……. وذهب يسائل عنها الرعاة مرددا وصفها كلما عثر علي أحد من الرعاة بأن:
    شخيرها مثل شخير الدود، حلبيها في قردود. وديدها سعن وتحته جلود..الليل ترعي ولمراحها تعود، دلوني كن شفتوها والبشارة قعود().
    مضت الأيام والشهور ولم يعثر “فني” علي ناقته ٳلي أن أقبلت “أم كربيل” ذات يوم من مضارب خزام عند جبل عريفي تقصد فني، فهي ﺇبنة عمه سالم تزوجها خزام…….الذي أمره عبيده بربطها والتوغل بها في شعاب “بحور الويك”- وهي أودية كثيفة الأشجار مظلمة-وحذرهم من ان يعلم بأمرها أحد وظل العبيد يرعونها عند تلك الأودية ويأتونه بلبنها كل ليلة بعد أن ينام الناس().
    ذهب فني بعد ذلك ?قبل أن يخبر عشيرته- الي “شرنقو” يسأل عنها فلم يعترف بوجودها لديهم….. فجاء الي عشيرته فاخبر عمه “هجام” ………..وٳجتمعت عشيرة فني وحكمائها في دار هجام، وتمخض الراي عن ﺇيفاد رهط من حكماء العشيرة من بينهم فني للذهاب الي شرنقو لطلب الناقة بطريقة لبقة ()……لم يعترف شرنقو أيضاً ولكن أمام الحقائق الدامغة ٳعترف بوجودها لديه وهدد بأنه سوف لن يرجعها له، وفي ثورة الغضب أنشد فني مفتخراً بأهله وأجداده:
    السارح عطية والمقيم حيماد والنقارة التي ترزم راشد الولاد
    أين ستذهب بالناقة أيها الخزامي الداج؟.
    ورد عليه ″شرنقو” ٳن ﺇجتمعوا جنيد ومجنود، ومايملك سلامة من خيل وجنود كور الغنم مابقابل جبين الدود فر عليه “فني” فقال: غداً عندما نلتقي عند القردود، ستعلم أينا الشياه وأينا الأسود(). وتمضي القصة فيقرر “فني الذهاب للاستنجاد بخؤولته، الذين يقيمون عند اسفل وادي هور وتبعد ديارهم عن ديار عشيرة فني مئات الاميال، والذين أشتهروا برجاحة الرأي وكثرة العدد والمال. وكان خاله محمود الملقب ب ″أبي غافلة” سيد القبيلة وزعيمها وعرض فني مشكلته علي خؤولته وبعد نقاشهم للأمر توحد أمرهم علي حرب “شرنقو” وﺇنطلق وفد من الخؤولة لديار عشيرة فني يعلنون ماأجمع عليه الخؤولة، وظل فني يتنقل بين البوادي والفلوات يروي حكايته وقد كان لوضع علامة علي راس بعيره [اسفل العين لتشير الي الظلم الذي لحق به]، أثر كبير في شحذ الهمم وتقوية العزائم، وعند وصولهم لعشيرة فني توحد رأيهم علي حرب “شرنقو″(). ومرت الايام وبدأت الحرب بين القبيلتين …وكانت الجيوش تلتقي ضحي كل يوم وتنجلي المعارك قبيل الغروب فتعلن موعداً ﺁخر للمعركة القادمة().
    وتمضي القصة فتوضح انه في نهاية الأمر ﺇنتصرت قبائل جهينة ممثلة في عشيرة ″فني” وخؤولته وأقربائهم وانسحب شرنقو وعشيرته حيث ﺇستقر أمرهم علي ترك الديار، وﺇتجهوا غرباً الي تشاد، ريثما تستعيد العشيرة قواها فتعود مرة ً أخري وتثأر من فني وقومه وقد وجد هذا الرأي قبولا ً فأجمعت عليه خزام.
    وفي ختام الأمر نجد أن الناقة “عنجاء” التي أصبحت رمزا ً للشؤم تم عقرها بيد ﺇمراة من قبيلة خزام قبل رحيلهم تسمي “قدالة” حيث أعملت السيف في نحرها وعقرتها في عرقوبها وهرولت مسرعة الي دارها دون أن يراها أحد().
    ويحكي أن “فني” قصد بعد ذلك موضع الناقة وتبعه بعض فرسان القبيلة ثم توافدت العشيرة الي هناك قبل أن تنهش النسور ماتبقي من “العنجاء”. ترجل فني وجعل يتحسس جسمها عضوا ً فعضوا وجعل ينشد عدة ابيات يرثيها فيها:
    بركت يالعنجاء بركة- فارس وقع ماقام
    بركت يا”أم عمش” ? وعم الكون الليلة كلام
    بركت ياسعادة العرب- وياحكمة الأنعام
    وختم قائلا ً بعد عدة أبيات:
    هلكت يا”العنجاء” الليلة- وحكاية صرت بين جنيد وخزام
    ومابتتنسي حكاية فني وناقته- الفرتقت بوادي خزام
    ثم صمت قليلا ً وأنشد يهجو “شرنقو″ فقال عدة أبيات نقتطف منها:
    ماقلت ياصاحبي الغنم——— مابتقابل جبين الود
    ومابتخشي الحرابة لولاقيت——– جنيد وكمان مجنود
    والعنجاء مابتفوت مراحك———- ولي فنّي مابتعود
    نسيت حديثا ً قلته يوم————ضاق بي عشيرتك القردود().
    هذا ونجد أن هذه الحروب القبلية، التي كانت في ذلك الزمان، أشبه بحروب العرب في الجاهلية وهي كما أسماها مؤلف الكتاب بسوس في بادية السودان. وحرب البسوس تعتبر من أعظم حروب العرب، وكانت بين بكر بن وائل، وتغلب بن وائل، وكان للبسوس خالة جساس ناقة فرﺁها كليب بن ربيعة قد كسرت بيض حمام في حماه كان قد أجاره، فرمي ضرعها بسهم، فوثب جساس عل كليب فقتله، فهاجت الحرب بسبب ذلك ، ودامت بين الفريقين أؤبعين سنة.
    ونجد أن هذه القبائل ورغم تلك الحروب التي كانت بينها قد ﺇرتبطت بمصير واحد وثقافة واحدة وكانت ٳمتدادا ً لبعضها في منطقة حزام البقارة وهي لا تمثل ﺇلا ذلك النوع من التجانس الثقافي توحدا ً في تراثها العربي وتفردا ً به. فقبيلة خزام في غرب السودان أو في تشاد وبلاد البرنو في نيجريا تعتبر ﺇمتدادا ً لثقافة البقارة وتأصلا للجذور العربية في هذا المنطقة.
    الاستاذ محمد موسى محمود عن دخول العرب الى دارفور ومسألة الحواكير فى كتابه ، حديث الطبع ، . صفحات من تاريخ دارفور .
    وقد ظهر أن العرب كانوا يوجدون منذ زمن بعيد حول المياه في واحات وآبار الصحراء، على طول درب الأربعين، في مسافات متباعدة وعلى الدرب الآخر أيضاً. وقد جاء ذكرهم، وذكر وجودهم، في مناطق تقع إلي الشمال من دارفور، منذ القرن الثامن الهجري – الرابع عشر الميلادي، في قول مصطفي محمد سعيد: (أما في الغرب فإن عرب جذام وغيرهم من المهاجرين من مصر جنوباً، اجتاحوا مملكة الزغاوة، حتى سيطروا على منطقة دارفور الشمالية واتخذ أولئك الأعراب من هذه المنطقة قاعدة لشن غاراتهم على ما جاورها من أقاليم، حتى مملكة برنو في الغرب).

  8. الأخ كباشي تحية طيبة وبعد
    مع كامل احترامي لرأيك لكن اراك تلفحت رداء القبلية التي اقعدتنا سنينا عددا.. اليس لمن ذكرت من عمل قومي يسندهم ابدا؟ فمثلا عبدالفضيل الماظ ما ذو منعة قبلية في الشمال لكن السودان كله تغني بعطائه (حين استشهد في مدفعه غبدالفضيل)
    انت ككاتب صاحب فكرة فلا تدعها تنزلق الى هاوية الترويج للقبيليه رجاءا..
    ولك العتبى

  9. عشان انت ياكباشى الشر بتكره الانقاذ داير تخلى اهلى يحاربوا الحكومة وكمان داير تعمل فتن قبلية . الشيخ موسى ادري بمصلحة اهله منك ولو انت داير الدواس خلى اهلك فى بابنوسة والمجلد يكاتلو وانا اخوانى تانى ماعندهم شغلة بالحرب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..