بعد 59 عاماً من الاستقلال: السودان بين رايات التشاؤم في الانفاق المظلمة.

بعد 59 عاماً من الاستقلال: السودان بين رايات التشاؤم في الانفاق المظلمة.

حالة التدهور المتزايدة في اوضاع حقوق الانسان تكشف عنها اعتقال الحكومة للأستاتذة الحقوقيين، المدافعين عن حقوق الانسان فاروق ابوعيسي ود. امين مكي مدني. هؤلاء رجال ليسو طارئين علي حياتنا بل هم رجال لديهم تأريخٌ ناصعٌ. وحين يتعرض هؤلاء وامثالهم للاعتقال دون ان تعلم اسرهم مكان اعتقالهم او ان تراهم فلا بد ان استقلالنا في خطر حتي لو كان عمره يوماً واحداً. بعد كل الذي حدث من تجاوزات في مجال حقوق الانسان، لاتريد الانقاذ ان تتخلي عن ?حليمة رجعت لي قديمها?. واذا كانت دعوات الحوار التي تطلقها الانقاذ علي مدي ربع قرن فإِن جديتها تتأكد ان النصل في يسراها والقيود في اليمين. واذا جنحت المعارضة للسلم منذ نيفاشا والقاهرة فان الانقاذ لم تجنح لذلك سوي انها تعطيك من طرف اللسان حلاوة وتروم منك كما يروم الثعلب. واذا كان السودان وطناً بحجم قارة، كانت مساحته مليون ميل مربع وحجم ولاية دارفور وحدها اكبر من مساحة فرنسا. واذا كان السودان قد استحال بعد انفصال جنوبه الي بلد البضع كيلومترات اليس في هذا درس كافٍ لكي تراجع الانقاذ نفسها وتتذكر ان رواد الاستقلال قد حافظوا علي وحدة الوطن وسلامه اراضيه حتي جاءت هي فلم تجنح للسلم حتي ضاع وطن الجدود وليبقي مصير ماتبقي منه في مهب الريح؟. واذا بات الجميع مقتنعاً بأن السودان كيانٌ في خطرٍ ويستلزم الكثير من التنازلات فلماذا لا تتنازل الانقاذ وهي تعلم ان في اصرارها السم الزعاف؟. واذا كانت الإنقاذ تتحدث عن مخاطر الصوملة واللبننة، ومعهما مايحدث في العراق، أفليس في ذلك حافزٌ قويٌ يجعلها تقدم التنازل تلو الآخر خاصة وان الآخر لايمانع في الجلوس اليها بشروطه ولكن دون تفريط في المبادئ؟. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. واذا كان في مجموع الحراك السوداني مايؤكد إلي أن الأغلبية تسير صوب حلحلة الأوضاع فما الذي يدفع الانقاذ (وهم الاقلية) والسؤال: ما الذي تخشاه الانقاذ والحال في 1989 ليس هو الحال في 2014 ؟. لا اظن ان الانقاذ ليست لديها استعداد للاعتراف بخطئها الجسيم في يونيو 1989، ولا بشدة الظلم الذي اذاقته السودانيين علي مدي ربع قرن، فترة قرن هو ربع حكمها فما الحل ان لم يكن في الديمقراطية وهي عائدة وراجحة؟.

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..