غبش وضباب “وحكاية” ..!

بات شبه مؤكدا ان مستشفي الخرطوم التعليمي بتاريخه القديم والحديث يواجه عاصفة الضياع والتلاشي ..حيث تشير كل الدلائل والمعطيات “المحسوسة” وتلك التي خلف الاستار ان هذا المستشفي تجري عملية بيعه في سوق “الله اكبر” بعيدا عن العيون او كما يبدو وبخطي واثقة تشهد عليها عملية بيع الاسرة “ودق الجرس” في حظائر الدلالة والتي اشارت اليها الصحف بالامس كمقدمة للعملية الكبري وربما “الصادمة” بفقدان احد اقدم واكبر مشافينا عبر سياسة البيع واقامة الاستثمارات والتجارة الرابحة علي انقاض هذا المستشفي والاخطر من من كل ذلك ان القوي العاملة بهذا المستشفي والبالغة 1,645 اصابتها هول الصدمة وهي الان في حالة ترقب وتوجس تنتظر ما ذا ستحمل الايام القادمات من قرارات او اجراءات جديدة غير ان المحزن حقا ان كل هذه السياسات والتوجهات والافكار الجديدة لحكومة الولاية تحاك بليل وبلا شفافية ولا يؤخذ فيها براي ورؤية لاخرين من اصحاب الحق فلا تبالي الحكومة بالمخاطر والمفاسد الكبيرة التي تورثها عملية البيع لمستشفي تاريخي وعتيق كمستشفي الخرطوم لازال يتحمل اعباء مثقلة من الهموم والادوار والمسوؤليات نيابة عن مستشفيات ولائية اخري بائسة وبالية وعاجزة تماما من تقديم ادني مستويات الرعاية الصحية والعلاجية بالرغم ان رقعة المرضي والمعوزين في بلادنا باتت تتمدد وتتسع يوما بعد يوم ربما بقصد او دون قصد .
اذن ما الذي تريده وتفكر فيه حكومة الدكتور الخضر وسلطاتها الصحية بشان مستشفي الخرطوم ؟ هل هي فعلا تريد بيعه الي احد المستثمرين رغم اتساع قاعدة الرفض ؟ كل هذه المخاوف عبرت عنها الاستاذة سعاد احمد الامين العام لنقابة العاملين بالمستشفي في افاداتها “للانتباهة” فهي تعتقد ان المستشفي اصبح مجهول المصير وان الرؤية بشانه يحجبها كثير من الغبش والضباب وان الوقفات الاحتجاجية التي كان قد نظمها العاملين بالمستشفي لم تهدف الا لتسليط الاضواء الكاشفة لرؤية وسياسات حكومة ولاية الخرطوم تجاه هذا المستشفي والذي يعاني الان من شح ونقص حاد في الكوادر وبالاخص كوادر التمريض وتهالك في الاجهزة والمعدات وتصدع في المباني وتدهورا في نظام الصرف الصحي رغم ان مستشفي الخرطوم يعتبر ضمن 18 مستشفي اخر الت لحكومة الولاية بقرار رئاسي في العام 2011 اثار جدلا واسعا خصوصا علي مستوي العاملين في الحقل الطبي وقتها كانت حكومة الولاية قد تعهدت بتاهيل وتطوير هذه المستشفيات واحداث نقلات خدمية وطبية فيها ولكن يبقي السؤال ..هل تبدلت الفكرة ..ام تمددت الاطماع ؟ .
قفزة “المساعد” ..!
هل هو عبث سياسي ..ام مطلوبات مرحلية بان يطلق المساعد الرئاسي موسي محمد احمد “موجعاته” في المسرح السياسي ..ام هو تعبيرا عن حالة احباط لحصاد بائس من تجربة السنوات الثمانية العجاف التي انقضت من عمر الوثيقة التي ابرمها مؤتمر البجا مع الحكومة في خريف اكتوبر 2006 تلك هي الحالة “الحزائنية التي عبر عنها مساعد الرئيس ونعي فيها اتفاق الشرق حينما وصفه بان بلا اثر او تاثير موجب في واقع الحياة عند انسان “الشرق” ولكن “موسي” تجنب” الخوض في مسالب التجربة التي وقع فيها حزبه ووقعت فيها كذلك كل اطياف الاطياف السياسية بشرق السودان في تعاطيها مع نصوص وثيقة الشرق ..ولهذا يبدو ان المساعد الرئاسي مارس اقسي درجات النقد والهجوم الصريح علي حليفه “المؤتمر الوطني “خصوصا حينما نعته بالمحتكر او المنفرد بعسل السلطة بل ذهب الي اكثر من ذلك واعتبر ان المؤتمر الوطني يمارس سياسة استنساخ الحلول الجزئية والتمادي في ابرام الاتفاقيات الثنائية وبالتالي فانهم في مؤتمر البجا يرفضون كل محاولات “ترقيع” الدستور او تعديله هكذا رصدت الزميلة “السوداني” غضبة الرجل ,اذن فان ابلغ توصيف لتبرير غضبة “المساعد الرئاسي” بانها محاولة للقفز خلف اسوار “القصر” .
الغاز “سلعة سياسية” ..!
رغم كل الاحتجاجات والاسعار المتصاعدة والصفوف المتراصة بحثا عن انبوبة غاز الا ان الازمة تتمدد في كل ولايات السودان وتتعمق وتتشابك وتستعصي علي كافة الحلول الممكنة وهي ازمة غاز الطبخ التي تختلف بين ولاية واخري او بين وكيل واخر ..مقدارا ونسبة ..والقضية في شكلها العام لا ينبغي لها ان تتطاول او ترهق المواطن بكل هذا الانتظار والعناء فالمسارات واضحة من المنتج وحتي المستهلك صحيح المسافة الفاصلة بين المنتج والمستهلك تسيطر عليها الكثير من المطبات “والمنحنيات” والطفيليات والمافية الصغيرة المسنودة بسلطات او قرار فوقي او توجيهات غير مكتوبة او قل غير مرئية وكل هذه الحلقات “تترزق” وتتاجر في حق المواطن بلا ادني انسانية او اخلاق ..فيا وزارة النفط رجاءا ابحثي عن تلك الحلقة “المفقودة” فهي التي صنعت الازمة حتي ان انبوبة الغاز صعدت اسعارها الي اكثر من 70جنيه في النيل الابيض و80 في الجزيرة وفي كسلا فان الحصول علي انبوبة غاز يعتبر نوعا من الحظوظ الكبيرة والمفرحة هكذا يتحث المواطنين بكسلا .واسوا ما في هذه الازمة ان لجنة الطاقة بالبرلمان لن تصحو من نومها الا علي اصوات “الصراخ واحتجاجات المواطنين وشكاواهم ” لكن هذه اللجنة تستجمع قواها علي استحياء ففكرت في استدعاء السيد وزير الطاقة للتقصي من هذه الازمة بعد ان استقوت واصبح لها قوة وسلطان وسلاح وخلفت كثير من الضحايا ..اكثر ما نرجوه من الاخوة في لجنة الطاقة ان تبحث بجد منذ الان لمعرفة تلك الحلقة “الجهنمية” التي انتجت هذا الخلل واسالوا تلك الجهة التي تتولي مسوؤلية “الامداد” ومن الذي يتولي مهمة توزيع قسمة الغاز علي الولايات ؟ وكيف ؟ ..ومتي توزع وباي اسعار توزع .. ؟ ويجب ان تتعامل كافة الجهات المعنية بان الغاز يدخل ضمن السلع السياسية وبالتالي فان التعامل معها ينبغي الا يتجاوز هذه الخصوصية ولذلك فان الاجابة علي هذه التساؤلات كفيلة بتخفيف حدة الازمة ان لم تحسمها بشكل نهائي ولكن قبل كل هذا يجب علي البرلمان ان يطالب من وزارة الطاقة تمليك كل الحقيقة بشان ازمة الغاز ..هل هي ازمة انتاج ..ام ازمة ادارة وفساد ؟ .
غزل سياسي صريح ..!
مع اقتراب موعد النزال الانتخابي وتاكيدات الحكومة باستكمال هذا الاستحقاق بدات محاولات العودة الي القواعد ..فالبوفيسر ابراهيم غندور جمعته بالامس جلسة سياسية في غطاء اجتماعي مع زملائه القدامي في اتحاد العمال ..والحركة الاسلامية السودانية في الجزيرة والبحر الاحمر تدشن مرحلة جديدة لنفض الغبار من قواعدها في محاولهة لتنشيطها وانتاجها من جديد استعدادا “للتسويق” الانتخابي القادم وفي هذه المرة سمت مشروعها او مدخلها السياسي للمرحلة القادمة “بالعودة الي الله” ولكن السوال التي يطرح نفسه هنا بالحاح كيف وجدت الحركة الاسلامية قواعدها هناك ؟ ..هل لازالت تحتفظ بولاءاتها القديمة ..ام تبددت هذه الولاءات بفعل عوامل التعرية السياسية وحدة الاستقطابات الحزبية ؟ ..اما الحزب السوداني الذي يتزعمه ابراهيم الشيخ يحاول الان ان يتقوي بقضية دارفور ويظهر ولاءه وحرصه علي قضايا وهموم اهل دارفور وقد ظل الرجل ومنذ اطلاق سراحه الاخير من الاعتقال يكثف نشاطه في ملف دارفور خصوصا ان المشهد السياسي بدارفور يشير الي ان قضية دارفور لازالت في حاجة الي زعيم جديد يقدم لها حلول عملية لازماتها .. وفي ولاية النيل الازرق يبحث زعيم حزب الامة الفيدرالي الدكتور احمد بابكر نهار عن ركائزوولاءات جديدة يدخل بها السباق الانتخابي القادم ويحاول ضخ تطمينات و روح جديدة وسط منسوبيه وقواعده هناك عله ينال او يستقطع جزءا ولوكان يسيرا من الخارطة الجغرافية الكلية التي يتمدد فيها حزب الامة بكل فصائله واجنحته ..اما التحرك والنشاط الاكبر في الخصوص هو الذي يقوم به الان الاخ موسي محمد احمد زعيم حزب مؤتمر البجا في محاولة للالتفاف جديدة حول قضاي شرق السودان مستخدما في ذلك كل اساليب النقد والهجوم علي حلفائه في الحكومة وهذا المعايير السياسية افضل الطرق والاساليب لتحقيق عملية الالتفاف .
ولكن يبقي القاسم المشترك الاوحد بين كل هذه الانشطة والتحركات السياسية التي تقوم بها “النخبة” والرموز السياسية والحزبية الان انها جميعها تبحث عن سوق جديد لانتاج ذاتها عبر مغازلات سياسية صريحة .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..