الفاتحة على روح الإستقلال ..!

قد لا يعلم الكثيرون من أبناء وبنات الأجيال الحديثة أن تاريخ 19 ديسمبر من العام 1955 هو يوم اعلان الاستقلال الحقيقي !
ولكن يوم 1/1/1956 الذي يطغي فيه هرج اطفاء الأنوار في احتفالات الأندية برأس السنة الجديدة على اشعال وهج أضواء البهجة بتلك المناسبة الوطنية ، انما هو يوم جلاء قوات دولتي الحكم الثنائي وانزال علميهما ورفع علم السودان القديم فوق سارية القصر.
ففي ذلك اليوم ومن تحت قبة البرلمان تجلّت الوحدة الوطنية بين الأحزاب والكتل المختلفة ، فنائب دائرة نيالا السيد عبد الرحمن دبكة وهو من حزب الأمة ، قدم اقتراح الاستقلال وقام بتثنيته زميل آخر له وهو السيد مشاور جمعة نائب دائرة دار حامد ، ثم تلى الزعيم الأزهري مرسوم الآستقلال بصوت تهدّج من شدة التأثر ولعله كان يوصينا باكياً بان نستلم من يده ما هو أغلى من الأحداق، ثم ذرفت عيون زروق دفقاً من الأمل المرجو فينا على غير اعتبار أو توقعات ماسيكون لاحقاً، بينما تقطرت دمعات المحجوب لتروي شجرة التفاؤل بغدٍ مشرق لعله لم يحن بعد، أما نظرات بولين ألير فقد سرحت بعيداً مع موجات حلمه بان تظل رابطا بسقيا المحبة بين كتفي ذلك الكيان الوليد ولطالما سعى المستعمر لفصل تماسكهما بشتى الطرق والأساليب والوسائل فحقق له الآن أبناء الوطن مسعاه بعد أن رحل بعيداً.. !
فطوبى لرجال الإستقلال في رقدتهم وهنينئاً لهم أنهم لم يشهدوا انقطاع ذلك الجدول واحتراق شتلات الوصل على جنبتيه في الجحيم الذي إشتعل بعد رحيلهم !
الان مضت ثمانٌ وخمسون سنة ، تخللتها كل أنواع النكوص عن مبادي وروح الاستقلال ، في ظل ديمقراطيات تنزلق بنا مبكراً الى وحل الديكتاتوريات الطويلة!
كان اخرها انقلاباً بتدبير الدكتور حسن الترابي الذي تفتقت ذهنيته التأمرية وهوخبير القانون و مفصل الدساتير..!
( لإستغلال )
إضعافه لقبضة السلطة الديمقراطية عن الإمساك بمقود الأمور وقبل أن تصل بباقي مرؤتها الى حل مشكلة الجنوب وتفوّت الفرصة على الاسلاميين باعلان الجهاد لفصل ذلك الجزء الكافر حربا أو سلماً ، فأقترح عراب الجماعة الإنقضاض على الحكم من داخل الشراكة البرلمانية فيه ويا للمفارقة بين ذلك الإقتراح وتثنية هذا والتي قام بها زعيم المعارضة النائب المنتخب والقاضي العالم بجرمه على عثمان محمد طه ، ثم أعلن بيان التحرر الأول عن..
الإستقلال الوطني إنحيازاً الى استحواذ التنظيم ،
الضابط عمر حسن أحمد البشير حانثا بقسمه كجندي وهوالذي أداه لكي يصون وحدة تراب الوطن مدافعا عن إستقلاله وحدوده ، ليس من مواطنيه بالطبع وانما ممن يستهدفون كرامته وتجنبا لعودة الاستعمار مرة أخرى ، سواء من بوابة القصر أو حتى خروجا من متاحف سلطنة دارفور!
صورتان تجعلان العيون تذرف دمعا مختلفاً ، الصورة الأولي كانت فرحة منقوصة وقفنا عندها ظلاً لم يزد شبراً حتى لنتحفز الى أن نحتفل بعيدنا .. مثلما يحتفل الآخرون !
والصورة الثانية تجعلنا نتسأل هل حقا هو حي يرزق ويمشي بيننا ، أم مات ذلك الاستقلال فعلا ؟
لنقرأ عليه..
( الفاتحة )..
وينتهي العزاء بمراسم الندم على سنوات مرضه الطويلة التي سبقت رحيله ، ثم نلتفت الى الوراء لنتعارك حول أحقية تركة..
( العنقريب المقلوب )
مع بقايا أسمال الراحل العزيز؟ !
و………
ويظل هذا المقال قابلاً للنشر في كل أعوام الحداد على راحلنا غير المقيم أو الى حين !
الفاتتتتتتتتتححححححححة..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحكومة والمعارضة رفعوا علم الاستقلال وانزلوا اعلام الاستعمار والآن حكومة الانقاذ الغير شرعية تحتفل بالاستقلال لوحدها والمعارضة فى الخارج مخونة وتوصف بالعمالة فعلا شيلوا الفاتحة على الاستقلال!!!
    انا ابدا ما غلتان لمن اوصف الحركة الاسلاموية ببت الكلب وبت الحرام اللى هم اشرف منها ومن الاسسوها فى مصر!!!!!!!!

  2. بداء التدهور المريع وانهيار السودان منذ ان بدا اسماعيل الازهرى ومن معه الذين نصبوا انفسهم اوصياء على الشعب السودانى وطالبوا بالاستقلال وهم غير مدربين وليست لديهم اى خبرة سياسية فى ادارة البلاد فبدات المحسوبية والفساد منذ ذلك الزمان اول من استن سنة عدم احترام الدستور هو اسماعيل الازهرى فى قضية نواب الحزب الشيوعى عندما رفض تنفيذ قرار المحكمة باعادة النواب الى البرلمان .. تاريخ السودان مزور وكثير من الحقائق تم اخفاؤها .. الازهرى ومن معه لم يكونوا الا انتهازيين اخرين وطلاب سلطة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..