أشباح المفاوضات الماضية “كيف نطبق دروس الماضي على عملية السلام الحالية. {1}

في البدء اود ان اذف احر التهاني للشعب السوداني الصابر بحلول العام الجديد 2015م الذي اتمناه ان يكون عام للسلام والأمن والاستقرار ونهاية لمعاناة الالاف من المدنييين. ونذكر بالمثل الذي يقول”ان العيش يلف أخيراً يجي الطاحونة”،حيث ان اللف والدوران في حلقة مفرغة ودون جدوى لن يقود الي شيء وسنعود الي ذات النقطة، والمتابع للشأن السوداني يلاحظ انالحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بذلت ومازالتتبذل قصارى جهدها للتوصل الى اتفاق سلام شامل و نهائي للصراع في السودان من خلال المفاوضات المباشرة التي انتهت أعمالها في 9ديسمبر من العام 2014م في أديس ابابا. الا ان مطالباتنا بوقف أنشطة استهداف وقذف المدنيين ورفع الحصار اللإنساني وإنهاء جميع السياسات والممارسات غير الشرعية من منع الغذاء والدواء عن المدنيينتظل قائمة بشدة ولا تشكل شروطاًمسبقة تحكمية في عملية السلام بل تتفق والتعهدات التي أقرت منذ بداية العملية التفاوضية بل اكثر من ذلك فهي حق انساني اصيل ومنع لإستمرار جريمة من جرائم الحرب.خاصة بعد المبادرة الإنسانية الشجاعة الاخيرة من جانب الحركة الشعبية لاطلاق اسري الحرب من القوات الحكومية بجانبها فقد احتفظت بهم كواجب اخلاقي ودولي يتماشي مع ما ظلت تدعوا له وتمارسه عبر تاريخها النضالي الطويل في مقابل سياسة ” اكسح امسح قشو سلمونا نضيف ما تجيبو حيٌ ، التي يمارسها نظام المؤتمر الوطني في حربة ضد السودانيين الامر الذي يعبر بجلاء عن عقلية النظام الذي يفتقر الي الاخلاق والقيم الانسانية. إن الحصار اللانسانيالغير الشرعي ضد المواطنين بمنع المساعدات الانسانية، والعدوان الجوي بشكل يومي علي المدنيين في جبال النوبة والنيل الازرق قد أسفر عن تدمير البنية التحتية المنعدمة اصلاً واعادة انسان تلك المناطق الي العصور الحجرية فضلا عن تدمير 75في المائة من منازل المدنيين ونحو 85 في المائة من مستوى معيشة الافراد بقتل الماشية وحرق المحاصيل وتدمير ابار ومصادر المياه ،ادي الي النزوح واللجوء وفصل الأسر عن بعضها اضافةً الي انتشار الفاقد التربوي والتشرد باعداد كبيرة في المناطق المتأثرة بالحرب وعبر الحدود مع دولة جنوب السودان واثيوبيا. فبالرغم من كل ذلك فإن أيادينا الجريحة مازالت قادرة على المصافة و التلويحبألاغصانلوقف الحرب وللسلام من حطام اشجار التبلدي والدليب التي يقذفها ويدمرهاالنظام كل يوم،إن شعبنا فقط يطمح في العيش في أمن وسلام واستقرار على ترابه الوطنى و بناء حياة كريمة ومستقبل مشرقللأجيال القادمة بعيداً عن الظلم واللامساواة.ولكن السؤال المهم والذي يطرح نفسه بقوة هو اي سلام نريد؟ هل هو سلام هش لا يخاطب القضايا الاساسية ولايوفر ضمانات للتنفيذ علي ارض الواقع؟ هل هو سلام يقود الي حرب مجدداً؟ كل هذه الأسئلة هي اسئلة موضوعية ملحة امام وفدي التفاوض وتحتاج لشجاعة اكبر من شجاعة خوض الحرب،فهي شجاعة جلب السلام والاستقرار وحقن الدماء… نواصل.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..