خطاب رئيس الجمهورية المطلوب للجنائية 2.2

خطاب رئيس الجمهورية المطلوب للجنائية في يناير 1990 من محاربة الطائفية الي خطاب الابادة 2.2
59 عاما مرت علي استقلال السودان ،والبلاد نفسها دحلت في استعمار اخر من حزب اسلاموي حاكم مستبد والمتابع لخطاب قبل 15 عاما والخطاب الانقلابي امام منزل الزغيم اسماعيل الازهري والحامل للامال والطموحات ،خطاب مليء بالاكاذيب والتناقضات،ومرتبك وحامل لتناقضات ،وحكومة الرئيس عمر البشير لم تستطع الحفاظ علي وحدة البلاد ولا تطبيع علاقات قوية من دول العالم اجمع ،وفتحت جبهات عداء متعددة مع دول الجوار والاقليمية والدولية واتجهت الي تطبيع علاقاتها مع الدول التي كانت تطلق عليها الشيوعية المعتنقة لفكرة افيون الشعوب كروسيا والصين ،ليس من مبدأ اخلاقي في السياسية ،رغم ان البعض يقول لا اخلاقيات في العمل السياسي،فالعمل السياسي هو عمل يهدف الي ترميم علاقات مستقبلية مستقرة مع الدول والبحث عن المصالح المشتركة ،وهذا لا يعني البتة اتباع سياسة الانتهازية ….
هل حقق الحزب الاسلاموي بقيادة الترابي الذي كان ينظر الي انقلابه العسكري من عبر الستائر الاسلاموية غرضه الذي جاء من اجله ؟،وهو كان من 3 احزاب حازت علي مقاعد في انتخابات عام 1986 بعد ان اطيح بنظامه الانقلابي العسكري جعفر نميري في انتفاضة مارس ابريل عام 1985،وهي نفس الاحزاب التي رأت مصالح المركز الاسلامو عروبي ان يستقر سياسيا علي حساب الاحزاب الاخري التي ينظر اليها علي انها جهوية واقليمية وعنصرية،لان السياسية التي انتجت المؤتمر الوطني الحزب الحاكم ،هي من نفس البيئة الاسلاموية والعروبية التي تفكر بمنطق العروبة والاسلام ،والدواء الاسلاموي المستخدم هو (الروشتة) التي يعتمدون،لذا يعتقدون ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ،هي حركة عنصرية هدفها القضاء علي العرب في السودان،من دون ان يجازفوا ان يسألوا انفسهم ،لماذا من هم انفسهم يحتكرون السلطة طيلة هذه السنوات ،من دون ان يشاركهم الاخرون مقاعد السلطة السياسية والاقتصادية والثقافية ،ويكون الاخرون ،اخرون كما يريدون هم ذلك،لا كما يريدوه الاسلاموي العروبي نفسه ….
واما جانب القضاء علي الطابور الخامس والخونة والمرتزقة واعداء الوطن ،فشل المخطط من اوله ،اكدت الحركة الشعبية السودان ،علي انها علي قدر من المسؤولية الوطنية عندما حملت السلاح في وجه الخرطوم،وان مشروعها التحرري هو مشروع سوداني من نابع من السودان،وليس فكرا مستوردا من الخارج يهدف الي اقصاء السودانيين،لان مسرحية المؤامرة كانت سيئة الاخراج وادوارها ملطخة بالدماء،ورفع الغطاء عن هذا الدستور الكاذب المطلق عليه الوطني ،القيادي في الحركة الاسلاموية داؤد يحي بولاد الذي تم اغتياله في بداية التسعينيات ،بعد ترك الجسم الاسلاموي العروبي العنصري وانضم الي الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان قائدها دكتور جون قرنق ديمبيور ،وسأل الراحل جون قرنق ديمبيور ،لماذا قررت الخروج من الحركة الاسلامية،وانت كنت من القيادات البارزة فيها؟،واختصر الرفيق داؤد يحي بولاد الاجابة ،قائلا له ،وجدت داخل الحركة الاسلامية الدم اقوي من الدين،هذا هو المسكوت عنه الذي تكلم عنه بولاد،وخاف كثيرون ان يجهروا بذلك داخل المنظومة المسيطرة علي الخكم في السودان لعشرات العقود،لان العنصرية المستبطنة في الداخل مؤشر خطير قاد الي استقلال جنوب السودان من الشمالي السياسي الحاكم،وانتفض اخرون وانضم الي الحركة الشعبية في قتالها ونضالها التحرري ضد الحكومات التي تعاقبت،والفترة الوحيدة التي شهدت سيل المزيد من الدماء في عهد السلطة الحالية بقيادة الرئبس عمر حسن احمد البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني،خرجت جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور من عباءة الطاعة المركزية الاسلاموية العروبية في الثمانينيات من القرن العشرين ….
بعض المتفائلين ان الرئيس السوداني سيكون خطابه مع تداخل اعمدة العام الجديد يحمل بشريات وتغيرات يشهدها الملعب السياسي في التحولات نحو عمل حقيقي في ملعب يسع الكل ،لان الخطاب كان هروبا من المسؤولية تجاه السودان للقبضة علي رقاب الاخرين ،وقبلها صاحبت الرئيس افكار التخوين لقادة المعارضة بعد توقيع اعلان باريس الذي جمع بين الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي الخارج من الحوار الوطني بعد الوثبة وقادة الجبهة الثورية ،وابعدها نداء السودان التي وقع مع الجبهة الثورية في اديس ابابا الاثيوبية ،واعتقل قادته الموقعين في الداخل ،مازالوا في احضان قانون جهاز الامن الوطني معتقلين،وتوجيه التهم يمنة ويسرة ان نداء السودان واعلان باريس انه صناعة موسادية اسرائيلية واستخباراتية امريكية،وهي التصريحات هي من تحدد كيف كان الخطاب الرئاسي في اعياد الاحتفال بالاستقلال ..وليس هذا وحده ،منع جهاز الامن قيام ندوة لحزب المؤتمر السوداني في لاية سنار احتفالا بعيد الاستقلال،واستدعي قبلها جهاز الامن القي القبض علي رئيس مجلس صحيفة المستقلة ،ونائب رئيس تحريرها وحقق معهما جهاز الامن والمخابرات الوطني لساعات في مكاتبه،وهناك انباء غير مؤكدة ان صحيفة الميدان الناطق باسم الحزب الشيوعي صادرها جهاز الامن والمخابرات بعد الطبع دون ابداء اسباب ..
والخطاب الحربي الداعم لشن المزيد من الهجمات علي المناطق التي تنشط فيها الحركات الثورية ،سيطر علي الحزب الحاكم قلق واضطراب سماه بالصيف الحاسم ،وهي عمليات ابادة جديدة ،وتعثر هذا الصيف مع دخول عتبات الشتاء في ولاية جنوب كردفان (جبال النوبة) واستطاعت الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال ان تهزم كل التحركات العسكرية في جبال النوبة واسقاط طائرة انتينوف في منطقة بالقرب من كادوقلي ،وفي جبل مرة استطاعت حركتي تحرير السودان بقيادة عبدالواحد ومني ان توقف تمدد الحملات العسكرية ،وهو خطاب حربي من المؤتمر الوطني الذي يجاهر بالحوار وحصر منابر التفاوض في الدوحة واديس ابابا،ويعتقل من يعارضونه،اذا وقعوا من الجبهة الثورية،لن يشهد العام الجديد ان سلام واستقرار سياسي في الخرطوم والمناطق الملتهبة،والحريات ستزداد تضييقا مع اقتراب موعد الانتخابات الذي يؤكد البشير ان استحقاق دستوري ،من المستحيلات ان يتنازل عنه ،وطرده للعديد من موظفي الامم المتحدة في اليوناميد،هو التعثر بعينه،لاخفاء شئ خطير من يجاهر به ،ونتائجه ملموسة في تصريحاتهم واستعدادتهم العسكرية …