فريقان … لا ثالث لهما ..!

الآن دورة اللعبة تمضي إلى مداها .. شغلاً للساحة المغيبة الجماهير .. الشعبي ينسحب من حضور جريمة تمزيق الدستور في برلمان النوم العميق .. والإنسحاب هو كفعل من ترك السكين في يد القاتل الذي ينازل قتيلاً أعزل في غرفة مغلقة..
فلو كان الشعبي معارضاً حقيقة لظل نوابه تحت القبة مسجلين موقفاً تاريخياً بالتصويت ضد تلك التعديلات وإن فازت بأغلبية البصمة الراجفة !
فسياسة اللعب على الحبلين للإسلاميين باتت مكشوفة ومضحكة ، حقاً إنهم لا يستحون !
فكمال عمر .. يقدح بالصراخ في وجه نداء السودان الذي رجفت له الحكومة لمجرد أنه يعيد تماسك المعارضة فيصبح تحريكها ثقيلاً عليها، فيتحول فجأة من بوم ناعق بالنقمة على النظام الى تلك الصورة التي صورها الكاريكاتير إياه له حارساً لبوابته المخلّعة.. وهو ذات الرجل الذي يحتفل مع أزرق طيبة بالأمس منادياً بتوحد المعارضة وقيام ديمقراطية ما بعد الإنقاذ التي تعيد لحُمة الجنوب مع الشمال .. وكأنه يبكي في بردالشتاء لبناً سُكب في حر الصيف !
فالكيزان وإن تظاهروا بأنهم ليسوا على ربطة معلم واحدة .. فهم في النهاية تجمعهم الفكرة وتفرقهم المصالح و لكن الخوف من سوء المصير يعيدهم الى الوقوف في خط الدفاع الموحد عن كيانهم .. لأنهم موقنون أن كراهية الناس لهم لا تفرق بين وطني وشعبي و إصلاحي أو سائح او من وقف بعيداً يضرب على دف التبروء من إنقلابهم وهو الذي كان يعلم بنية قيامه وموعده المشئوم !
فمن كان يظن أن مجرد تلاقي اكف السلام بين البشير والترابي ممكناً ثانية وقد تبادلا ما صنع الحداد بعد مضي عشر سنوات من تمثيلية الذهاب الى السجن حبيساً والمضي الى القصر رئيساً..!
ولكن عندما قاربت الإنقاذ ان تطوي يوبيلها الربع قرني .. وكادت أجنحتها ان تتكسر في طيرانها الخفيض المتعثر في رياح الربيع العربي ..الذي سما به طائر اسلاميي مصر وارتفع ..ولكنه كما طار وقع !
تبادل الجماعة نظرات الجواميس التي يداهمها الأسد ..ففكروا في خطة زيادة أكوام التفرق حتى إذا ما أكلت المرحلة العصيبة فريقاً كان هنالك أكثر من فريق أفلت من الهجمة..فنشأ فريق ثالث .. سمى نفسه بالإصلاح الذي سبقته تمثيلية إنقلاب قوش و كتيبة السائحون !
وحينما إشتد الخناق ..نزلوا الى الملعب مجتمعين وقالوا لعواجيز الدكة والمعوقين ..هلموا بنا الى لعبة الحوار لنتوثب معاً خلف ذات الكابتن الفاشل !
وهدفهم بالطبع أن تطيش كرة الشارع الناقم وتسقط في شوك كسب الزمن الذي سينفسّها وستحتاج عملية إعادة نفخها متسعاً من الوقت يصلهم بصفارة الإنتخابات ..التي يمسك الآن بعضهم بعصا المشاركة فيها من منتصفها فيما يطوح بها الآخرون في هواء الرفض !
وهي التي في مقاطعة تيم دافوري الأحزاب غير المسخن وربما نسي أصول اللعبة وخططها وهوغير ملم بقوانيها المستجدة.. ستفرز الإنتخابات لا محالة فريقاً إسلامياً يفوز بكأس الدوري حينها .. وفريقاً إسلامياً آخر يكون وصيفاً له في المعارضة!
ولسان حالهم ينشد لسنا في كياشة إسلامي مصر .. ولن نقدم تنازلاتٍ في نقاء إسلامي تونس الذين لم يكونوا أفسدوا مثلنا ليخشوا المحاسبة!
مايبنبغي أن يدركه شعبنا ولعله كذلك .. أن الإسلاميين بعد أن فشلوا في الهجرة الى قلوب الناس .. يلتمسون الآن دغدغة عواطف تلك القلوب بفرية الهجرة الى الله وهي دعوة حق أريد بها باطل البقاء على ظهر الأمة ليقطعوا بقية مشوارهم الى تفتيت ما تبقى من تراب الوطن .. لآن ولاؤهم ليس له وإن اضاءوا جنبات القصر ببهارج كذبة الفرح بذكرى الإستقلال وأيُ أستغلال ذلك الذي إستباحوا به بقية حرية وكرامة اهل السودان التي تركها لنا الإستعمار فأتوا عليها بليلهم الطويل والبهيم !
الآن هم باتوا فريقاً في ضفة لوحدهم وإن تكوموا متفرقين … و الشعب يظل فريقاً في ضفةٍ آخرى وإن بدأ شتاتاً ولكن الى حين !
[email][email protected][/email]
طبعاً كلمة حكومة الاسلاميين دي بتزعل الكيزان الذين يتدارون من وراء حجاب وعاملين فيها معارضة تزعلهم زعل شديد عشان كده يجب تسمية الاشياء باسمائها وخلونا من اللف والدوران مافي حاجة اسمها متأسلمين في حاجة اسمها اسلاميين يحملون اجسام بغال وعقول عصافير.
رائعاً كعادتك يا أستاذ محمد فى كل مقالاتك الله يديك الصحة و العافية..
فعلاً إنهم مازالو يلعبون و يضحكون على عقول هذا الشعب الصابر , الجميع يعرف بتمثيليتهم الساذجة الرخيصة و تواطئهم الفاضح داخل برلمانهم الكئيب ..
و فعلاً ليس لدى شعب السودان أدنى فرق بين العصابة الإسلاموية من شعبى و وطنى , كلهم أخوان شيطان مهما ذهبو فى تمثيلياتهم الهزلية الضعيفة , يظنون أنهم يحتالون على عقول المواطنين , لكن المواطن نبيه و حصيف لكل ألاعيبهم و سوف يقتص منهم جميعاً طال الزمن أم قصر , وعندها سيعرف كل أخوان الشيطان بمسمياتهم المختلفة قوة الشعب المارد الذى سيأتى بهم جميعاً للمسائلة و للقصاص على جرائمهم فى أكثر من ربع قرن من الزمان الضائع هباءً . و ان غدا لناظره قريب .
الآن هم باتوا فريقاً في ضفة لوحدهم وإن تكوموا متفرقين … و الشعب يظل فريقاً في ضفةٍ آخرى وإن بدأ شتاتاً ولكن الى حين !
من أجمل ما قرأت لك التحية
الشتات لم يعد إشكال نحن الآن نجتهد في القناعات والتوعية والتعبئة الفردية. أي كل منا
يكتمل نضوجه ويسخن ويتفاعل وسوف نرى نتائج طيبة إنشاء الله تبدأ بكبح جماح الفسدة
والتشهير بهم، ثم تطويقهم ومن بعد خلعهم . خطوات لا بد منها لأنهم أصبحوا
ضروسا ولكن للأسف فاسدة وجب خلعها وكف أزاها وآلامها.