ماك هوين سهل قيادتك .. !!

* التهنئة التي وجهها الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما الي الأمة السودانية بمناسبة الإستقلال ، كانت تحمل دﻻﻻت كثيرة ﻻ يجب علينا تفويتها ، دﻻﻻت تعكس نظرة الشعب الأمريكي للسودان ، فعندما يتحدث الرئيس الأمريكي فهو يمثل ارادة شعبه الذي وثق فيه وانتخبه ، وليس مثلنا تحكمنا حكومة انقﻻبية جاءت بالسﻻح وفرضت ارادتها واصبحت تتحدث باسمنا دون حق ودون تفويض او إنتخاب ، المهم تعمد أوباما في خطابه ان يتجاهل إسم الحكومة السودانية ورئيسها ، ووجه الخطاب مباشرة الى الشعب السوداني ونقل اليه تهاني شعبه ، وهذا تاكيد ضمني بان الحزب الحاكم ﻻ يمثل الشعب السوداني ، مع عدم إعتراف بالحكومة السودانية ، واي تعامل دولي يتم هو تحصيل حاصل ، وفعليا يعيش السودان في فراغ دستوري حقيقي منذ العام 1989م وهو تاريخ الانقﻻب على الديمقراطية ومنذ ذلك التاريخ والشعب السوداني يناضل من أجل استعادتها واعادة الشرعية ، ومهما فعل المؤتمر الوطني فلن يصبح له حكم شرعي فكل ما يقوم به من انتخابات ديكورية وكتابة دستور صوري مؤقت يعدله كيفما يشاء ومتى يشاء وعلى هواه – لن يحول نظامه الانقﻻبي الي نظام شرعي منتخب ، وخيرا فعل الرئيس أوباما عندما وجه خطابه مباشرة الي الشعب متجاهلا النظام ، فالامة السودانية اليوم ﻻ زعيم لها وﻻ قائد منتخب ، والحزب الحاكم ﻻ يمثل الا عضويته ، والشعب السوداني ليس ملزما بتقديم فروض الوﻻء والطاعة لحكومة غير منتخبة وﻻ تمثله وتحكمه جبرا وغصبا ، ومن حقه ان يطالبها بالرحيل فوراً وله كامل الحق الشرعي والدستوري في النضال حتى إسقاطها واعادة الديمقراطية مهما كان الثمن ومهما طال الزمن .. !!

* وهناك نقطة أخرى يجب ان ﻻ نفوتها وردت في التهنئة الأمريكية ، قال فيها ان السودان ( معبر الحضارات ) وهذا خطأ ، فعلى الشعب الأمريكي وكل العالم ان يعرف ان السودان هو (منبع الحضارات) واصل التراث الإنساني وبه اقدم وأعرق الحضارات التي شهدها التاريخ ، وليس معبراً لها ، ولكن عدم الاستقرار السياسي وفرض الثقافات الواردة على المجتمع السوداني سياسياً في ظل عدم وجود حرية وديمقراطية بالنتيجة ادي الى تجاهل الدولة لهذا الكم الهائل من التراث الانساني والحضارات عن عمد حتى تعرضت للسرقة من قبل دول اخرى ادعت انها صاحبة هذا التراث ، ولكن سيظل التاريخ هو شاهد الإثبات الذي سيعيد لهذا الشعب حقه الأدبي والتاريخي ، وهذا ما وجب توضيحه ، ونيابة عن هذا الشعب العمﻻق ، نشكر الشعب الأمريكي ورئيسه المنتخب على هذه التهنئة المعبرة والجميلة والافته ، ونتمنى ان تحذو كل الشعوب الحرة صاحبة القرار الحقيقي حذو أوباما و تخاطب الشعب السوداني مباشرة ، فهو لم ينتخب الزعيم الذي يمثله داخلياً وخارجياً بعد ، وليس من السهل قيادة شعب عمﻻق كالشعب السوداني بالقوة والجبروت ، فهو حتى اليوم سيد نفسه ، وصدق شاعر الشعب له الرحمة عندما قال : على أجنحة الفجر ترفرف فوق اعﻻمك .. ومن بينات اكمامك تطلع شمس اعراسك .. ماك هوين سهل قيادتك .. سيد نفسك .. مين أسيادك .. ديل اوﻻدك … وبين ( ديل اوﻻدك ) و ( من اين اتى هؤﻻء ) مساحة كبيرة جداً كتلك التي تفصل بين الديمقراطية وخيار الشعب وبين الدكتاتورية والانقﻻب العسكري .. !!

مع كل الود
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..