العيش مع الدكتاتورية

أن تعيش في دولة دكتاتورية فذلك من أصعب المحن ، فبقاءك يعتمد على مدى تغاضيك عن حقوقك المسلوبة وعن أحلامك المغتصبة. فمهما كانت الدمقراطية فاشلة فهي أفضل ألف مرة من دكتاتورية ناجحة ، ناهيك عن الدكتاتورية الفاشلة.
الحياة في دولة دكتاتورية هي الجحيم بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، حيث الارهاب الثقافي والديني والمجتمعي ، انعدام الفرص ، تفشي الفساد والمحسوبية ، إنهيار الخدمة المدنية ، انتهاك استقلال القضاء وهو الآلية الأولى والأخيرة التي يلجأ لها الأفراد ، المركزية العقيمة والبيروقراطية التوتاليتارية ، إنعدام المسئولية والمساءلة ، تحول الخطأ إلى صواب والصواب إلى خطأ . إنهيار البناء القيمي بالكامل ، وتشويه الإعلام ، تقييد الحريات وتكميم الأفواه ، وسيطرة منطق القوة وانعدام قوة المنطق ، إنهيار المؤسسات العلمية والصحية والعدلية ، وتفشي الأمية والجهل والفقر والمرض والحروب الأهلية ، والاغتيالات …الخ.
الحياة في دولة دكتاتورية جحيم لا يطاق وكارثة على مستوى الأفراد والجماعات . إن الهجرة إلى الخارج تصبح فرض عين على كل قادر والهروب يصبح تحررا من العبودية ، وحمل السلاح واجب لمن استطاع إليه سبيلا .
في الدول الدكتاتورية تراهن الأنظمة على الرفاهية كبديل للحرية ولكنها تفشل حتى في منح الرفاهية وتصادر في نفس الوقت على الحرية ، ويمارس الاعلام والمسئولون استخفافا بالشعب يمارس لتعميق الشعور بالضعف والعجز في مقاومة الأنظمة ، إن آلاف الروايات لا يمكن أن تعكس الحقيقة الكارثية للدكتاتورية . إن إنعدام الأمل لا يمكن أن تصفه مجرد كلمات ..
أمل الكردفاني
6يناير2015
[email][email protected][/email]