ابراهيم الشيخ حين تكون الزعامة فعلا وسلوك

للزعامه محددات وصفات تتبدي او تتمظهر في القاده، من اهمها الكاريزما والشجاعه ،والقدره علي اتخاذ القرارات الصعبه والإيمان بالمبادئ كأفكار وتطبيقها كفعل وسلوك يراه ويتلمسه الناس ومن ثم يحكمون عليه، ومن ضرروراتها التفاف الناس العفوي والتلقائي ،حول القائد باعتباره يمثل محورا للتماسك العاطفي او الثوري والتي تري فيه مجاميع الجماهير شخصية المخلص ،من واقع موغل في السوء، هذه بعض ملامح متي ما توفرت في شخص ما فهو اهل لان يكون قائدا وزعيم.

سقت هذه المقدمة للتحدث عن زعيم ظهر من بين غمار هذا الشعب، لم تسنده طائفة، ولم تأتي به الوراثة في منظومه الاسر البطريركيّة. زعيم صنع نفسه من خلال موقف ومبدأ وفكره، حملها منذ ان كان طالبا في جامعه الخرطوم ورئيس لمجلس اتحادها الاربعيني، في دورة ثورة أبريل المجيده، عركته التجربه وشد عوده تحمل الصعاب، ، أتي من بين صفوف هذا الشعب، وتقدم بخطي واثقه وحثيثه ليصنع اسمه كرجل مرحله هي احوج ما تكون لأمثاله.
ما شجعني للكتابه عنه هو مواقفه المتتالية والمتراكمه التي يوما بعد يوم تثبت ان لهذا الرجل شاؤ عظيم في خارطه هذا الوطن ومستقبله القادم.
فقد اتي من خلال حزب يعتبر نموزج في فكره وخطه السياسي لم يتلوث بادران الاخطاء التاريخيه التي علقت بثوب الاحزاب،وشاركت في محن هذا الوطن منذ فجر الاستقلال، حزب يقدم الان نفسه في خط الصدام الاول مع نظام، قمعي اقصائي ،من خلال شبابه، طلابه نسائه ، يخاطب الجماهير في اسواقهم وتجمعاتهم ومدنهم وقراهم، بل يذهب اليهم في مناطق الحروب ،ولا ينتظر ان تاتي اليه الجماهير في القلاع التاريخية والحدائق الموروثه، من خلال هذا الحزب اتي ابراهيم الشيخ.
بعصاميته بني ذاته، وبفعله وعطاءه تبوأ رئاسة الحزب لدورتين، نقل فيها الحزب مع رفاقه الاشاوس، نقله جماهيريه ونوعية كبيره وحوله من حزب صفوه الي حزب يتمدد يوما بعد يوم في فيافي واصقاع هذا الوطن الكبير.
عارض من داخل الوطن لانه محب لهذا التراب، وحين فشلت محاولات الاغتيال المعنوي لجهاز الامن من خلال بث المغرضين، وصحافيي الغفله للسؤال عن مصدر ثروته التي بناها بمداميك الصبر وعرق العصاميه واسمنت العزيمه، حاولو كسر إرادته بالزج به في غياهب السجون، لم تكن سجون الخمس نجوم وانما سجون الهامش، ولانه من وإلي انسان الهامش صمد صمود الرجال شهورا عددا،حتي اجبر امن هذا النظام علي ان ينكسر مدمرا صلفهم وناسفا لغرورهم ،وخرج مرفوع الراس، رافضا الاعتذار كما فعل الاخرون، وحين خرج اضاف الي رصيده الحافل منذ ايام هبة سبتمبر حين كان في خط المواجهة ملتحما مع الجماهير، اضاف درسا جديدا لسلوك القادة فخرج من عباءه حزب المؤتمر السوداني ليدتثر برداء اكبر، وهو القوميه السودانيه التي طالما حلم ونادي بها.
وفي سلوك جديد يقدمه الحزب الفتي وسابقه نوعية في تاريخ الاحزاب السودانيه التي تنتهي دورة رؤساء احزابها بالوفاة او العجز ، يترجل من رئاسة الحزب وهو في قمة عطاءه البدني والفكري والسياسي ليفسح المجال للمارسه الديمقراطيه التي تطبق فكرا وسلوك، ويبرهن هو وحزبه ان من يريد ديمقراطيه الكل عليه، ان يطبقها تمرينا في الجزء، ومن ينادي بانتقال السلطه في الوطن عليه ان يمارسها من خلال حزبه.
الان ابراهيم الشيخ بمعيه قيادة من حزبه يتجول في معسكرات النازحين،في دارفور الجريحه،بعد ان شردتهم اله حكومه ظالمه، يخاطب جماهير الهامش والمكتوين بمظالم النظام وقتله وتشريده.والشاعرين بالمررات التاريخيه التي عاناها انسان الهامش، من هيمنة المركز،واختلال معايير السلطه والثروة في وطن متعددالاعراق والثقافات والديانات ،يقيم الندوات ويزور النازحين يجلس، بينهم ويستمع لهم، ويتلمس همومهم،وانه لعمري مالم يفعله احد من القاده، قبلا،الذين اكتفو بالنظر والكلام، وهو هنا يبرهن انه رجل مهموم حتي النخاع بهموم الوطن والمواطن، يطبق شعار طالما تغني به طلاب وشباب هذا الحزب
قل ما تشاء ،،،،،كن ما تقول
ان تقلها تمت وان لم تقلها تمت.اذا قلها ومت.
وسنظل نحفر في الجدار اما فتحا ثلة للضوء او متنا علي سطح الجدار
وهاهو ابو الشيخ يفتح ثلة للضوء في تلك الهوامش التي عانت منذ فجر الاستقلال ومازالت في ظل هذا النظام.
سيترجل ابراهيم من رئاسه حزبه في غضون شهور ولكن لا محاله بفعله وسلوكه وحضوره وما بناه وسطره، سينطلق في فضاءات القوميه والوطنيه التي قطعا تحتاج لامثاله لانتشالها من غيهب هذا الواقع المرير.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. علي الاحزاب ان تتعلم من هذا الحزب الاصيل المصادم،،ما زال فيهم نقاء الطلاب ولا يعرفون المساومة،،ليت البشير يتعلم من ابراهيم الشيخ وليت الصادق والميرغني وعقار والشيوعيين..التجديد مطلوب في الحياة السياسية فقد انتهي عهد القائد الملهم

  2. هذا من اجمل ما قرأت في الصحافة السودانية لكاتب من السودان حيث يضنون بالكلمة الطيبة على مستحقها ويبذلونها للهلافيت المفاعيص وزاد من جمال هذا المقال انه يصدر ليس لان القائد العظيم قد توج نفسه زعيما لكل الازمان وانما بمناسبة انتهاء دورته الرئاسيةفهو كلمة وداع لرجل قام بدوره وليس كلمة تملق لرجل يريد ان يكنكش في الموقع القيادي ويحجب ادوار الاحرين.مبروك لهذا الحزب شبابه الفهيم ومبروك عليه زعيمه المتواضع القدير والحمد لله الذي نسأ في اعمارنا لنرى ونعايش مثل هذا الجمال

  3. هذا من اجمل ما قرأت في الصحافة السودانية لكاتب من السودان حيث يضنون بالكلمة الطيبة على مستحقها ويبذلونها للهلافيت المفاعيص وزاد من جمال هذا المقال انه يصدر ليس لان القائد العظيم قد توج نفسه زعيما لكل الازمان وانما بمناسبة انتهاء دورته الرئاسيةفهو كلمة وداع لرجل قام بدوره وليس كلمة تملق لرجل يريد ان يكنكش في الموقع القيادي ويحجب ادوار الاحرين.مبروك لهذا الحزب شبابه الفهيم ومبروك عليه زعيمه المتواضع القدير والحمد لله الذي نسأ في اعمارنا لنرى ونعايش مثل هذا الجمال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..