أخبار السودان

عثمان ميرغني ورفع الجلابية للبُطان ..!

قد لا تتلاقى المواقف السياسية والمبدئية بين المهندس والصحفي بالسليقة الأستاذ عثمان ميرغني وبيني و لغير مرة تصادمت وتباينت أفكارنا حول مختلف القضايا حيال تناول كل منا لها من زواية موقفه التي يتكيْ عليها ولكن من خلال معرفتي اللصيقة بالرجل وقد عملت كاتباً صحفياً لدى التيار لعدة أشهر مكثتها بالسودان وكان هو من زكاني للحصول على بطاقة الإنتساب لإتحاد الصحفيين السودانيين عبر صحيفته مشكورا .. استطيع أن أقر أنه رجل مصادم بشجاعة رأيه رغم تشكيك الكثيرين بأنه محض بوق دفعت به أجهزة الدولة كدبوس لتنفيس بالونات الإحتقان الشعبي والتمويه بأن حرية التعبير مكفولة.. وذلك عندما بدأ يعبر الى الضفة الأخرى تاركاً ضفة الإنقاذ التي غطتها أعشاب الفساد السامة و كستها رمال الجفاف الحارقة و علاها تشقق إدمان الفشل وباعدت بينها وبين مراكب الأمان معاقرة الإصرار على ترديد الشعارات الجوفاء المنبتة عن واقع الحال التي لا أرضاً قطعت ولا ظهراً أبقت !
إلا أن والحق يقال أن مواقف الرجل حيال الكشف عن مواطن تراكم الفساد في السلطة القائمة وحزبها الحاكم والحركة الإسلامية الرافعة لها فوق عنق الوطن والفارضة لوجودها كل هذه السنوات العجفاء على حساب خواء البطون وإفراغ العقول وإنهاك العافية في الناس لصالح أشباع القلة من المتسلطين .. وكل الثمن الذي دفعه عثمان من جسده الذي تعرض لآذيً كاد أن يذهب نور بصرة .. فضلا عن إغلاق صحيفته لعدة شهور نافح فيها عبر منصات العدالة لإستعادة حقه المغتصب حتى نجح في تحقيق إنتصار قانوني إزرد له حلق خصومه بالغصة وكم كثر ..!
الآن عثمان في محنة جديدة تجعل مجلس الصحافة المدجن وإتحاد الصحفيين الموالي للحكومة في محك محرج ..إذ لا يمكن أن يستقيم ظل حرية الصحافة على قصره وعود ه مثنيٌ بقبضة الجهات التي تستهدف الصحافة وصحفييها لمجرد أنهم يعكسون ولو همساً ما يضج به الشارع ولا يخترق صمم الذين أدموا إحتقار شعبنا إن هتف بغير ما ينافقوننا به !
ليس الأمر محصور في الدفاع عن شخص بعينه ..ولكنها قضية باتت تطعن في اللحم الحي لحرية إنساننا الذي طفح به الكيل من إحتقار من يظنون أنهم خاتمة مطاف الحكم في حاضر ومستقبل هذا الوطن الجريح وشعبه الذي أنهكه الضيم الى درجة شلل الألسن و وتمزق الجناجر من عبراتها الحرى ..!
لابد من أن يقول الجميع لا لكسر الأقلام وتكميم الأفواه ..فكل منظمات المجتمع المدني الحرة التي لا تعوم في موجة الإنقاذ مطالبة بوقفة إحتجاج قوية ..فوعي المجتمعات تنمو شجراته وتنضج ثماره في حرية إعلامه و شجاعة صحافته.. فكل عناصر الململة فوق جمر الصبر جاهزة .. حتى صحافة النظام التي كانت تجمل وجهه بنسج الأقنعة الزائفة بدأت تنفض يدها ولو من طرف خفي وكأنها تستشعر الطوفان ..فبات بعضها من المغضوب عليها من القص الرئاسي مباشرة !
عثمان لا ينبغي أن نتركه مرفوع الجلابية لتلقي سياط البطان وحده .. مهما كانت له من مقومات الجسارة و قوة الإحتمال وسط زغاريد الإعجاب بركوزه المشرف من بنات الفكر الحر!
فمن يدافع عن الحق العام في وجه الظلم .. فمن الظلم أن نغض الطرف عن محنته التي تكررت .. والله ناصر الحق و هازم الظالمين .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك مقال رائع ومؤثر لابد من الوقوف مع صاحب الحق وتقديم الظالمين الي العدالة او مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم( وعاش الصحفيين الاحرار الذين يقولون الحق في وجه الظالم )

  2. بارك الله فيك مقال رائع ومؤثر لابد من الوقوف مع صاحب الحق وتقديم الظالمين الي العدالة او مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم( وعاش الصحفيين الاحرار الذين يقولون الحق في وجه الظالم )

  3. صدقت أستاذ برقاوي!! هذه هي الحقيقة…المطلوب مساندة الأستاذ عثمان ميرغني… لقد تعرض للظلم كثيراً…مرات من السلطات و مرات أكثر من المعلقين الذين لا يغفرون له أنه كان يوماً في معسكر الإسلام السياسي رغم فراقه لهذا المعسكر (فراق الطريفي لي جملو)!!!

  4. لا شك الاستاذ عثمان ميرغنى شجاع ومناضل ورجل موسوعه . عندما تشتم انفه رائحه الفساد يتتبعها رغم ما تحدثه له من زكام وضيق فى التنفس , وكلنا يقف مع الرجل حتى لو كانت سيرته الاولى انقاذيا او هو الان غواصه كما يقول البعض , ساوو الصفوف واعتدلوا الكتف مع الكتف والقدم مع القدم ونافحوا ودافعوا عن عثمان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..