فقدك ليس جرحاً خاصاً يا إبراهيم .. !

يا لها من فاجعةٍ حينما تكون ضفتا القتال المتقابلتان بسلاح كل منهما موجهاً الى صدر الآخر هما اللتان تشقان الوطن ليتسع وسطهما نهر الدماء التي تحلبها هذه الحروبات العبثية اللعينة من عروق الشباب وأكباد الأمهات ودموع الأباء وهي لا تنحدر إلا في فقد العزيز الغالي الذي كان الأمل ليس لأهله فحسب وإنما لوطنه وقد كان يعد شبابه للبناء و الدفاع عنه من الغرباء !

ولكنهم ظلوا يتقاتلون ويتساقطون ، ولو سئلوا كالموؤدة بأي ذنب قتلوا بعضهم ..لقالوا لا تسالونا ولكن سلوا من أشعلوا هذه الحرائق وجعلونا حطباً يستدفئون به من زمهرير هذه الأيام وقد دفعوا بأغلى ثروة من جديد لقتال وإن هُزم فيه طرف سوداني اياً كان فإن الآخر ليس منتصراً بكل المقاييس !

العقيد ابراهيم عبد الله الأمين بن عمي الشاب ( الشهير بإبراهيم الحر )الذي قضى بالأمس في إحدى معارك جنوب كردفان مع نفر من ابناء القوات المسلحة الذين ذهبوا لا ليقاتلوا عدواً محتلاً لجزء من البلاد ولابد أن للطرف الآخر هو ايضاً خسائر سودانية ..ولكل فقيد من الجانبين أم ثكلى و أب مكلوم وزوجة ترملت وابناء تيتموا .. ولن يضمد جراحهم تكبيرات الذين ياتون كل مره رافعين الأصوات المتخمة مثلما جاءوا صباح اليوم الى قريتنا المفجوعة ليغرسوا استفزازات اصابع التكبير الأجوف والتهليل النفاقي في تلك الأعين التي فقأتها المصيبة بفقد ذلك الشاب .. الذي إحتسبه النظام شهيداً.. مثلما يعتبر الطرف الآخر أن قتلاه شهداء ولكن هل هنالك قتيل حقيقي بين أولئلك وهؤلاء غير هذا الوطن الذي يموت في كل صيف عشرات المرات حتى فاض به الموت ليستمر شتاءً وخريفاً على مدى سني الإنقاذ التي لا يريد قادتها أن يفهموا أن نصل السكين البعيد عن لحمهم وهم القابعون في العاصمة .. يقطع أوصال الشباب الذين يموتون نيابة عنهم و تتفتت معهم لُحمة هذا التراب الذي لن تعيد تماسكه كما كان مونة الحروب المعجونة بأزكى الدماء وهي سودانية سودانية .. !

والرسالة ايضاً موجهة لقادة الحركات المسلحة ليراعوا الله في مواطني التهميش النازحين تحت الصقيع و جنودهم الذين يقاتلون فيتوحدوا على كلمة سواء ويرفعو قبضاتهم قوية لان في ذلك ما يرهب الطرف الآخر فيجعله ينزع الى السلام الذي ظل يراوغ لإفشاله بتشتيت الحركات وتقسيمها و تشظيتها بغرض إضعافها بالشراء أو الإغراء ومن ثم ليضع تبعات ذلك السلبية في عمليات التفاوض الفاىشلة دائما على عاتق عدم إتفاق الأطراف المسلحة .. فيما هو يحشد جيشه النظامي و مليشياته الداعمة لإشعال المزيد من مواسم الحرائق .. لآنه لا يستطيع أن يعيش في الأجواء المعافاة !

ليس فقدك يا ابراهيم هو جرحنا الخاص كأسرة وكأهل وإنما هو مقسم بالتساوي على كل بيت و كبد سوداني ..فقد تطايرت دماؤك ليس اليوم فقط على هذا الثرى بل منذ أول يوم إنطلقت فيه بنادق الضفتين تجاه بعضهما !

ونحن إذ ننعيك مواطنا سودانيا وجنديا خالصاً بغض النظر عن كل الإعتبارت الآخرى !
نسأل المولى الكريم أن يرحمك و يتقبلك وزملائك القبول الحسن و أن يجعلك وإياهم من الطرفين آخر أحزان عيون هذا الوطن المكلوم فيكم جميعاً .. ولا نملك إلا الصبر في فقدكم .. و ليس لدينا ما نقوله حيال هذا الجحيم المتجدد في أكبادنا جميعا… الله يجازي من كان السبب!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اللهم دمر كل من شارك فى دمار الوطن الجميل والشعب الجميل
    اللهم عليك بالكيزان فانهم لا يعجزونك
    اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين ,, اللهم أجعلهم يشتهون الماء ولا يستطيعون شرابها ويتمنون الموت من شدة الالم فلا ينالونه ,, اللهم عذبهم بكل أم بكت أنصاف الليالى على فلذة كبدها أو زوجها أو أبيها ,, اللهم عذبهم وزبانيتهم بحق كل فم جاااع ,, وبطن قرقرت ومريض مات من عدم أستطاعته توفير الدواااء اللهم عذبهم بحق كل زفرات شوق وبعاد يعانيها ابناء المهاجرين والمتغربين الفارين من الوطن بسبب سياساتهم وأفسادهم ,, اللهم أجعلهم يشتهون الطعام فلا يتذوقونه بحق كل شبر من أراضى السودان التى باعوها والتى حبسوا عنها الماء فصارت بووورا تشكوهم لربها ,,, اللهم أنا غير شامتين ولكن أمرتنا بالدعاء على من ظلمنا لذا دعوناك ,, فأن كنتم أيها السودانيين تظنون أن البشير والكيزان ظلموكم فعليكم بالدعاء فأنه أمضى سلااااح ,,أدعوا عليهم بالويل والثبوور وعظائم الامور من سرطان وأمراض

    الترابى .. البشير .. على عثمان .. نافع .. الجاز .. الزبيرين .. ربيع .. امين حسن .. غندور
    قطبى .. مصطفى اسماعيل .. بكرى .. الخضر .. احمدهارون .. عثمان كبر .. وقوش .. والمتعافى ودوسة .. وسبدرات .. ومامون حميدة .. وحاج ماجد سوار .. وكل باقى التنابلة
    وكل من اشترك فى دمار وتشريد محمد احمد دافع الضريبة
    لك الرحمة ياود مناقزة

  2. أجي يا برقاوي … يعني خلاص عشان الراجل قريبك بقى دمه زكي وطاهر و..و.. ياخي اختشي علي دمك ، الموت لا يعرف الرتب العسكرية والماتو قبل قريبك ده الاف ما سمعنا زي رايك ده الا اليوم

    عجيب امرك يا البرقاوي

  3. تعازينا الحارة لك اخي محمد ولاسرتكم اينما كانت وللوطن الذي يهدر كذلك وكنا نعدهم ليوم وطعان خلس لو تداول الايام بالمنايا والرزايا فكيف التاسي عز المصاب موت هؤلاء هو موت كل نفس يا ايها الوطن المكلوم علي السلام كيف ترسي !!!

  4. نعزيك يا برقاوى وانفسنا بهذا الفقد الجلل ونسال الله ان يتقبله شهيدا عنده
    لانه كان يؤدى واجبه. ونسال الله ان يداوى الجرحى.
    الجبهة الثورية هي التي بدات القتال ومذابح أبو كرشولا لا تنسى هؤلاء ذبحوا أئمة المساجد, كيف يحكموا البلاد بهذا الحقد الاعمى, نسال الله ان يخلصنا منهم.

  5. المقال كان متوازنا بين حزن الكاتب على بن عمه وهذا موقف عاطفي لا يمكن تجريده منه لكونه معارضا للنظام .. فهذا الضابط في النهاية ذذهب مأمورا من منطلق عمله الملزم له بطاعة ولي الأمر .. ولو كان إبنك أو أخوك أو يمت لك بصله فكنت ستجد نفسك في نفس دائرة الحزن نفسها .. و كل الدماء التي تسيل في هذه الحرب سودانية وزكية .. فلو كان الشاب مرتزقاً مع حميدتي لكان الأمر مختللفا ..و الكاتب أدان الحرب من حيث هي و آدان دور النظام وقادته الأكبر فيها .. ولم يبدل قناعاته ولا في كلمة واحدة .. وانما حث المعارضات المسلحة على توحيد وتقوية قبضتها حتى يلوي ذراع النظام نحو السلام الذي هو الحل وليس الحرب مهما طال ! مالكم لا تعقلون …

  6. اللهم ارحمه واغفر له … يا برقاوي السودان دا كلو ما فيهو واحد قلبو زي جماعة شارلي ابيدو .. يريحونا من العصابة ويخلصو منهم .. وبعدين الحشاش يملأ شبكتو … ونشوف من العندو شعبية المؤتمر الوطني ولا احزاب الفكه

  7. الكيزان لا يرفعون كوادرهم فى الرتب و الدرجات الا بعد تجربتهم فى خوض المعارك مع ما يعتبرونهم أعدائهم، فاذا خاض كادرهم مثل هذه المعارك و كان مطيعاً للأوامر الصادرة إليه من “فوق” و بدون مناقشة أو استفسار حتى لو كان ذلك قتل انسان مسلم، صنفوه بأنه “يعتمد عليه” و صار يترقى حتى يصل لأعلى المراتب بسبب شجاعته فى خوض المعارك و طاعته للأوامر بغض النظر عن ماهية هذه الأوامر و هل هى مخالفة للدين و الأخلاق و العرف أم لا؟
    و نأمل أن لا يكون قريبك من هؤلاء الكيزان.

  8. قل خيرا او اصمت ..من حق برقاوي ان يحزن لابن عمه وفي نفس الوقت هو لم يتجاهل من هم قبلة ولا من الطرف الاخر يعني بالدارجي كدا ما زكي ود عمو علي زول خلو الزول يعبر عن حزنو وامشو شوفو الفيل وين بدل تطعنو ضلو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..