ثنائي الأصولية الاسلامية ..وهل افترينا عليهما كذباً ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

في أكثر من مقال تناولت فكرة أن السلفية الجهادية بكل صورها من القاعدة وتفريعاتها وداعش ..انما هي سليلة فكرين ..هما الاخواني والسلفي..وبالطبع لا أعني جملة ما جاء فيهما في مجالات مختلفة..ولا ألقيت ما رأيته وغيري على عواهنه.. لكن استناداً على غايتهما كما رسماها .. ووسائلهما المشتركة..ونتائج محاولات تمثيل فكرهما في الواقع .وسوف أحاول إيجاز وتبسيط ما أراه في السطور اللاحقة .
أما من حيث غايتهما ..فيتفقان في أشواق بعث الدين في الحياة متخذين من دولة المدينة مثالاً للعودة إليه.. ومن السلف قياساً.. لذلك فهما يتكاملان دعوياً ويتحالفان سياسياً ما داما على ذلك..كما حدث في مصر إبان الانتخابات التي فازا بمقاعد برلمانها..وكما هو حادث في السودان.. لكن يحدث الفراق بينهما حال ظهور أي تجديد من طرف يخالونه بدعة..كحال السلفيين من اجتهادات الترابي..وتكفيره ومعارضة النظام ما دام عرابه..ثم التحالف مع النظام مباشرة عقب إقصائه. هذا علاوة على اهتمامهما بمظاهر تكاد تكون واحدة وغير ذلك .
أما وسائلهما فتتمثل في اثنتين رئيسيتين.. الدعوة ..مستخدمين التراث الخطابي في اللغة العربية في الغالب والتجنيد عبر المساعدات للطبقات الفقيرة ..ويتناقضان مع الصوفية بالكامل كخط استراتيجي.. ولو ان اسباباً سياسية تكتيكية تجعل الاخوان يسعون لتكوين جبهة تضمهم كما حدث في السودان.. كون الاخوانية أكثر اهتماماً بالسياسة كوسيلة يرونها أنجع لتكوين الدولة بذريعة أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ..حين أن السلفية أكثر ميلاً للتعايش مع النظم السياسية ما دامت تتبنى رؤيتها الدينية كما في السعودية.
أما الثانية فتتمثل في الجهاد كذروة سنام للاسلام… يهتمان في سبيله بالتربية العسكرية ..وتكوين الخلايا السرية خاصة الاخوان ..ما يجعل تبني العنف وسيلة لتحقيق ذلك مطروحاً بل واجباً دينياً..ولو أنهما لا ينفردان بذلك بين الأفكار والأيديولوجيات ..إلا أنهما بالقطع يناقضان تيارات داخل العقيدة نفسها أوسع منهما انتشاراً ترى غير ذلك.لكن الأسوأ في ذلك هو الشعارات المرفوعة للحث على ذلك ..فتأمل معي هذه الجمل التي اعتدنا عليها..فليعد للدين مجدة وعزه..أو ترق منا الدماء..أو منهم دماء ..أو كل الدماء!!!!
أما من حيث النتائج ..فإن إقصاء الآخر المناقض لفكرهما عند التمكن هو السمة المشتركة الأولى كما حدث في كل دولة تمكن أحدهما فيه ..لدرجة العنف المفرط المفضي إلى هلاك الأنفس واعتبار ذلك جهاداً كما قام به السلف..وتحويل الخلاف السياسي إلى ديني علاوة على اعتبار الآخر المختلف العقيدة ? رغم تشاركه في الدولة بمفهومها الحديث -أقل درجة (ذمياً) ..تحميه الدولة المسلمة ويذعن لتوجهها..
لكن النتائج الأخطر كانت في حالات الفشل في الوصول للغاية الموضوعة أياً كانت الأسباب والعوامل..صرف النظر عن رأي الآخرين في إمكانيتها..حيث لم تكف إراقة الدماء (منا) و(منهم )..فأصبح الخيار للأجيال التي تربت على ذلك ..(كل الدماء) حتى الأبرياء من الأطفال والعجزة والنساء..هو الأكثر سيادة بظهور الانتحاريين وتسميتهم ( جهاديين) ..وهم القاعدة وداعش بمختلف صورهما وتمظهرهما..فهل افترينا عليهما كذباً ؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وقمة الانحطاط ، دفعهم للاغبياء و المعاقين نفسيا و الهبل و المجانين للانتحار بالاحزمة الناسفة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..