إذن.. من سرق لسان جهاز الأمن؟

ستنشر صحيفتنا هذه (التغيير) بإذن الله خلال الأيام القادمة، وفقاً للترويج الذي جاء على أخيرتها أمس، حواراً أجرته مع الدكتور أمين حسن عمر رئيس مكتب سلام دارفور والقيادي الإنقاذي المعروف، ولستُ هنا للتعليق على الحوار غير المنشور والذي لا يعلم القارئ الكريم تفاصيله، بل للتعليق على جزئية لافتة للنظر ومثيرة للاستغراب ومدرة للتساؤلات، جاءت على لسان الدكتور أمين في الترويج المنشور، في هذه الجزئية يقول الدكتور أمين الذي يعد من العالمين ببواطن ما يجري في أروقة الحكم والحزب الحاكم “لا اتجاه لتجميد نشاط حزب الأمة، وما يتداول في الشارع شائعات واتساب”، ومبعث الحيرة والاستغراب في هذه الإفادة أن قيادات حزب الأمة قد أكدت أكثر من مرة وعلى لسان أكثر من قيادي تسلُّمها لنسخة من الشكوى المقدمة من جهاز الأمن للسلطة المعنية ضد حزبهم، يطلب فيها اتخاذ الإجراءات ضد حزب الأمة القومي بموجب المادة 19 من قانون الأحزاب السياسية لسنة 2007م، بسبب توقيع زعيم الحزب على نداء السودان مع الجبهة الثورية السودانية بفصائلها المتعددة والمتمردة وبعض المجموعات المعارضة بأديس أبابا، ليس هذا فحسب، بل نشر الحزب في الفضاء الإسفيري صورة ضوئية من هذه الشكوى بكل تفاصيلها، وعكف فعلياً على مقاومتها وتفنيدها، وغير نفي د. أمين لوجود شكوى تستهدف تجميد نشاط الحزب، كان إعلام مجلس الأحزاب قد نفاها أيضاً، فمن يا ترى سرق لسان جهاز الأمن إذا صح هذا النفي، بل ما هي حقيقة هذه (الغلوتية) التي تؤكدها قيادات حزب الأمة وينفيها غيرهم، بينما الجهاز الطرف الأصيل فيها صامت لا ينبس ببنت شفة…
على كل حال وحتى إذا كان الأمر مجرد سرقة لسان، سيبقى أيضاً مثيراً للاستغراب والتساؤل، من هو هذا الأحد أو هذه الجهة التي تجرأت على سرقة لسان جهاز الأمن، كان الأمر سيكون عادياً لو أنها كانت فبركة تمت على لسان سياسي أو أي (ملكي) آخر، أياً كانت صفته ومكانته، أما تقويل الجهاز ما لم يقله واستكتابه ما لم يكتبه بكل ما يثيره اسمه من رعب، فهذه سابقة لا أظنها حدثت قبلاً، ويقيني إذا صحت هذه (السرقة) أن الجهاز سيقعد لهذا السارق كل مرصد، و(يا ويلو وسواد ليلو)، وسيبقى حاله مثل حال الكلب سارق لسان التمساح، كما في الأسطورة الشعبية. وتقول الأسطورة إن الكلب الذي درج الكثيرون على تسميته (حاج إبراهيم) ربما والله أعلم تكريماً لجده (قمطير) رفيق فتية الكهف الأكرمين، قد سرق في زمان غابر لسان التمساح، وفي رواية استلفه منه ولم يرده له حتى اليوم (والشاهد أن التمساح لا لسان له)، ولهذا إذا أراد أحد تخويف الكلب صرخ فيه (سيد اللسان جاك).. ويا سارق لسان الجهاز سيد اللسان جاك
التغيير
غايتو انت ياشيخ حيدر حاجة قديمة جنس قدم .. الله يديك العافبة
مفال خفيف و طريف وعميق ياستاذ
على حزب الأمة أن يأخذ الأمر مأخذ الجد ويستعد للمواجهة وأن يولى اولوية لتأمين منسوبيه وممتلكاته فهذا الأنكار لا يعدو كونه خداعاً حتى يتمكنوا من اخذه على حين غرة.