أندية الجاليات.. حالة إستقطاب أم أزمة إنسجام ..!

من المفترض عقلاً ومنطقاً أن تكون أندية الجاليات السودانية في كل مكان تجمعات المغتربين هي بيتهم الواسع الرحب الصدر بكل تشعباتهم المناطقية و انتماءاتهم السياسية لا فرق بين موالٍ ومعارض في حق إرتياد دار الوطن التي لا ينبغي أن تغشاها هيمنة السلطة الحاكمة في أي زمان أو سطوة السفارة إلا في حدود ما تحتمه الضرورة التي ترتبط بمصلحة المغترب وهي ضرورة لا يستطيع أحد إنكارها في كل الظروف بالطبع !
بيد أن الملاحظ في السنوات الأخيرة أن حالة الإستقطاب و الشقاق قد ضربت أطنابها في تلك الأندية بالقدر الذي جعل نصاب الحضور اليها مخجلاً جداً قياساً لأعداد المغتربين في المكان المعين ..!
ولعلي قد صدمت في ضآلة العدد الذي شارك في الإستحقاق الإنتخابي الآخير في الجمعية العمومية للنادي السوداني بمدينة العين حيث كان فقط مائة وثلاثة وعشرون مصوتاً من ضمن أربعمائة ونيف هم من سددوا إشتراكاتهم قياساً الى جالية يفوق عددها العشرين الفاً من السودانيين المقيمن بالمدينة الجميلة !
وهذا يعكس حالة الإنقسام التي تتطلب معالجة بمبادرة يقوم بها مجلس إدارة النادي الأم بدبي باعتبار أنه المسئؤل المباشر عن الفرع بالعين .. ومن ثم تنداح هذه الجهود لتشمل كافة الأندية الآخرى وفي كل مكان وليس دولة الإمارات فقط .. بغرض الفصل مابين مايلي الوطن كله من ولاء وما ينسحب على الولاءات الآخرى التي تضر بوحدة الشتات الذي تعرض لإختراق مخيف وهو الذي في أمس الحاجة للتكاتف و الوحدة في إطار بيوت الجاليات حتى نحيلها الى حضن دافي بعيداً عن حالة الداخل التي شقت بنياننا الإجتماعي وطعنت في قيمنا الأخلاقية الى درجة أن تناثر غثاء سيلها في بلاد الإغتراب كإنعكاس طبيعي لتردي الأحوال السياسية والأمنية و الإقتصادية والمعيشية الطاردة .. مما يحتم على الجاليات ممثلة في أنديتها أن تضرب المثل الحي في التكتل و الوقوف سداً منيعا حيال كل الظواهر التي تحسب علينا وقد كنا مضرباً للمثل في حسن السمعة و تكافلنا الذي تحسدنا عليه بقية الشعوب وجالياتها في الخارج !
هي دعوة صادقة أنثرحروفها المتواضعة بين أياد كل الحادبين على السودان وسمعته في الخارج وصرخة مدوية أطلقها أملاً الا تتوه في أودية الإهمال حفاظا على بقية وطن ضاع ثلثه وتشرد خارجه عشرة ملايين نرى أنهم الأمل في عودة تماسكه ولو من خارج أسواره .. فهل من يسمع.

..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اين هي هذه الاندية التى اصبحت مكان لتجميع المال والقرارات المجحفة التى القصد منها جمع المال لذلك اضمن لك بان اغلب السودانيين قد هاجرو هذه الاماكن لانهم سئمو من دفع اغلى ما يملكون من اموال ووقت وجهد وفي النهاية يذهب الريع لاصحاب النفوذ اذا ما الفائدة المرجوه من هذه الاماكن لن تحل مشاكلهم ولن تدفع لك في حال الحاجة في جدة مثلا اكبر تجمع الجاليات في العالم اذا اعلنو بان هناك مسؤول سوداني رفيع المستوى قادم اليهم فانك سترى العجب العجاب من حيث الخدمة هناك من يتحمل الضبايح وهناك من يتحمل ايجار القاعة وهناك من يتحمل المواصلات ياخي حتى الملاعق التى ياكلون بها يتحملها المغتربون وفوق هذا هناك تبرعات يقوم المسؤولين عن الحفل بتجميعها من الحضور كل حسب استطاعته ليظفر بها هذا المسؤول عديم الرحمة والضمير ولكن بفضل من الله كل هذا اصبح من الماضي ولم يعد ﻻى مسؤول اهمية سوي من بعض المتمصلحين من اصحاب المصالح الخاصة اما غير ذلك فلم يعد احد يهتم بهم وسيسقطون عما قريب ان شاءالله الى مزبلة التاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..