من اليمن الي الاتحادي الاصل ..الكي بعد العسل

*تمرض الدول ويذهب ريحها كما يمرض الناس زرافات ووحدانا مع اختلاف بين في النتيجة اثرها وقوتها ولا شك في ذلك !!!
* من الدراسة الي الواقع في رحلات عمل ماكوكية لليمن والاحتكاك بطبقات متنوعة في الشعب اليمني يتضح لك تماما هشاشة الدوله المدنية فكرا وعملا وواقعا وثقافة بالمقابل يتضح جليا وحتي تاريخيا سطوة القبيلة وهي سلطه غاشمة ومتوحشة لسببين تضاريس الارض وتضاريس المجتمع وانتشار السلاح كنتيجة طبيعية لهذا الواقع المعقد والتي فيه الحياة الانسانية ارخص الاشياء واقلها حماية !!!
*في تلك الرحلات حضرت موت الحمدي صاحب الثورة الناصرية وكان اقرب الي بن بيلا لملاءمة العصر لكنه رحل سريعا لانه جاء بالثقافة ضد الواقع المسرطن وكان ذلك في جلسة (قات ) ومن مجلس جلسات (القات يدار اليمن الشمالي)- وبالمناسبة اول من كتب عن مضار (القات) الدكتور العالم الموسوعة الفيلسوف التيجاني الماحي في تقرير للامم المتحده طالبا ايجاد لانقاذ اليمن من هذه المحنة التي تحكمه حتي الان – ثم رحل خليفته (الغشمي ) سريعا باغتيال في مكتبه وكانت بداية الكارثه الكبري مجئ علي عبد الله صالح الذي اطر لملك عضوض بتحالف قبلي كبير ورغم طيلة مدة حكمه كانت الفاعليه باتجاه الدولة المدنية تنتحر اكثر فاكثر ضد الواقع وظروف العصر حتي اقتلعته ثورة الاحتقان الكامن في اعماق المجتمع !!!
*ما يحدث الان في اليمن هو نتيجة طبيعية لاهم سببين هما طول فترة حكم صالح وجذوره الممتدة في الدولة الباطنية لليمن والسبب الاخر هو وحدة اليمن الشمالي والجنوبي التي جاءت متعجله وبغير دراسة تحليلية وفكرية وثقافية ومن ثم بغير اسس عقلانية للوحدة وانما اعتمدت كشأن العرب كله علي الهيجان العاطفي وتلك كانت هي المفارقه الكبري وقد ذكرت ذلك في جلسات مع اصدقاء يمنيين وقلت يومها ان اليمن الشمالي ورئيسه صالح يهدف لابتلاع الجنوبي وهذا كارثه علي اليمن كله نتائجه تاتي لاحقا !!!
*لا مقارنه مطلقا بين الشطرين فالاختلاف كبير وعميق وجذري والاتفاق يتمثل في وحدة النوع البشري والاصل فقط عدا ذلك لا يوجد وجه شبه او حالة مقارنه مما جعل الشطر الجنوبي يشعر بالظلم والغبن حتي جاءت الحالقه الان وفي روعي ويقيني انتهي شهر عسل سفاح الوحده الظاهري والاسمي ولا حل الا بالانفصال حتي يستدرك الشطر الشمالي المعقد والمنغلق تاريخيا وقبليا يستدرك كيف يحل معضلاته التاريخية المتوارثه بجهد مثقفيه واستثارة الوعي الجمعي حتي يتمكنوا من معرفة علي الاقل اسس وخيارات الوحدة علي اسس عقليه اكثر منها عاطفية !!! عافية اليمن ضد وحدته ولو الي حين حتي تنضج الظروف فتقود الي وحده حرة مبراه من العاطفة محصنة بالفكر والثقافة!!! غريب امر اليمن عافيته ضد وحدته حالة نادرة في الوجود!!!انه الكي بعد العسل الفاسد !!!
*شئ من الذي قلته عن اليمن يذكرني الحزب الاتحادي الديمقراطي في السودان والذي يتكون تاريخيا من حزبي الوطني الاتحادي بزعامة الازهري وصفوة الخريجين وحزب الشعب الديمقراطي المتكئ علي طائفة الختمية وكان اتحادهما من حيث توحيد المشرب والهدف ولتكوين كتلة قوية لمقارعة حزب الامه المدجج بطائفة الانصار !!!
*الان الحزب الاتحادي الديمقراطي بكل مسمياته صار واحدا من اعقد امراض السياسة السودانية رغم جماهيريته ووسطيته الحبيبه والتي تجعل منه واسطة عقد ورمانة ميزان السياسة ولكنه بشرذمته بسبب ضربات الشموليات علي مر العصور تحول هذا الحزب لحزب مصالح اكثرمنه حزب منافح من اجل الديمقراطية !!!
*ما من شك ان الانقاذ تلاعبت بالاحزاب عموما حتي صار الحزب الاتحادي الديمقراطي دمي في يدها يأكل من فتات موائدها ويحمد للحزب الاصل من فترة لاخري له منكفات ومناورات رغما ان راعيه السيد محمد عثمان الميرغني في كثير من المنعطفات خيب ظن كثير من مثقفيه القابضين علي جمر المكابده المؤسسية المغيبه بواسطة الراعي الذي حول مجري كثير من الدراسات خاصة المشاركه في الحكومة الحالية من واقع مؤسسي الي تهميش افرغ الدراسة من محتواها !!!مما كتبنا عنه في هذا الموقع الرائد انتظار لوعد ان تصلنا تلك الوثائق لنشرها !!!
*ما من شك ان امثال احمد عمر سعد وعثمان عمر الشريف ?واضرابهم-هما عرابي تخريب المؤسسية في الحزب وتحويله لحزب المصالح الخاصة وما من شك من يتتبع التصريحات علي طرفي المؤسسية والمصالح يدرك حجم الهوه واتساع رقعة الخلاف لمدي بعيد وبدا احمد عمر سعد ومن لف لفه (هم بيت الكلاوي ) وعلي السيد وكوكبة المؤسساتية ( طه علي البشير ) وبخاري الجعلي هم علي الهامش ومن هنا كانت ثورة الهامش المثقف علي بيت الكلاوي المصلحي !!!
* ومن هنا كانت الثورة بين الهامش المثقف وبيت الكلاوي المصلح ويبدو انه قد انقضي وقت العسل

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من اغرب الاشياء ان لا يتوصل الباحثون والساسة لمشكلة الحزب الاتحادي !! أو انهم يعلمون عين المشكلة ولكن لا يجرؤون على البوح بها !!! على العموم ان وجود امثال احمد سعد عمر وعثمان الشريف هو نتيجة للمشكلة العميقة التي يعاني منها كل كوادر الحزب المخضرمين والشباب فهم ليسوا سببا لمشاكل الحزب لكن مواقفهم هي نتيجة لتدجين السيد للجميع وهؤلاء افنوا اعمارهم داخل هذا الكيان وتعبوا من النضال كما قال بعضهم وراوا ان يصطلحوا مع من حولهم من اسر واصحاب يكابدون واقع المجتمع (الصعب) فآثروا في اخريات ايامهم ان ينفحوا من حولهم نسمات المال والجاه علهم يستطيعوا مواجهة الزمن القاسي !!! اما مواجهة السيد فلاطاقة لهم بها فهم ضحايا مؤسسة خربة اضطرتهم للخنوع ومازال الداء يسري ما دام ليس هناك من يواجه السيد ولولا مباركة السيد ما استطاع هؤلاء المرور بجانب المؤتمر الوطني فارحموهم فانكم لن تتوصلوا لعناوينهم لو فارقوا هذه المقاعد الوثيرة ولن تجدوهم ( عينكم في الفيل تطعنوا في ضله)

  2. ابو اشرف اشكرك ما قلته واضحا رغم ان خاتمة المقال بترت بخطأ فني مني وليس من الموقع فاليمن والحزب الاتحادي في تقديري لا ينفع معهما الا الانفصال وان يرجع كل منهما لاصله فعلاج مشكلة في الانفصال وكذا الاتحادي ان يرجع لجذرة لاستقامة العود من جديد لان سبب مشكلة الحزب في الاختلاف في وجهو نظر الاتحاديين وجماعة الشعب الديمقراطي وهذا سبب مرض الحزب الحقيقي ولا علاج له الا بفرز الكيمان احمد سعد تهمه مصلحته وحسب لا يهمه شئ وهو غواصة المؤتمر الوطني في الحزب وهو الذي امتنع في لجنة الخمسة لدراسة انضمام الحزب للحكومه وقد اوصت اللحنة بعدم الانضمام ولكن بحيلة احمد سعد ومادة في دستور الحزب استطاع السيد اشراك الحزب في الحكومة مما فاقم الاوضاع والتصريحات المتداوله خير مثال علي ما اقول من صحة العودة للجذور وشكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..