لقاء السباب..وليس السحاب.!

كنا نتوقع في هذا الطقس البارد لقاء ساخناً في قصر الضيافة موقع لقاء رئيس الجمهورية باحزاب الحوار الوطني. تغيّر شكل المشهد السياسي وتدفع الرئيس لإ صدار قرارات قوية تمتص حالة الغضب والفوران في الساحة السياسية والشارع العام.. ولكن يبدو أن اللقاء جاء (لوداع آلية الحوار الوطني7+7). من مبدأ(الباب البجيب الريح..). وأهم ما خرج به اللقاء قرار الإفراج عن المعتقلين السياسيين علي رأسهم أمين مكي مدني وفاروق ابو عيسي..!
ليس ذلك فحسب بل تلقت هذه الاحزاب التي سارعت للقاء(من حضر منها ومن غاب).سيلاً من الشتائم من قبل نائب الامين السياسي للحزب الحاكم عبد الملك البرير.. واصفاً الأحزاب المشاركة في الحوار بعرقلته(بمضادات خاوية).. واتهم الأحزاب المقاطعة للانتخابات(بالتلكوء).. وسخر من أتجاه حزب الامة للعمل السرى.. وسخر من المعارضة علي عدم مقدرتها علي تحريك الشارع حتي للمطالبة بالإفراج عن زعيمها( رئيس تحالف قوى الاجماع فاروق ابو عيسي) وبقية المعتقلين السياسيين.!
أحزاب الحوار الوطني علي الرغم من الجو(الإستفزازى) الذى ساد اللقاء والرسالة المغلفة بعدم جدوى الحوار.. إلا أنهم صرحوا للصحفيين بأن الحوار سيستأنف في الاول من فبراير.. أي قبل الإنتخابات بشهرين.. مع أن الحزب الحاكم ما عاد يحتاج لهذا الحوار وتصريحات نائب الأمين السياسي للحزب واضحة بقوله(بعض الاحزاب المشاركة في الحوار تعمل علي عرقلته). مع اتجاههم لحل آلية(7+7). علي كل حال هذه الآلية وهذا الحوار ماكان يمكن له أن يحقق انجازاً في ظل ثوابت الحزب الحاكم.. بجانب ثقته الكاملة في ضعف الأحزاب وعدم مقدرتها علي مناطحته.. ومن المعلوم أن صاحب القوة لا يفاوض الا قوة موازية او مقاربة لقوته.. وهذه ايضاً تم توضيحها في اللقاء بقول(أن المعارضة غير قادرة علي تحريك الشارع او حتي التظاهر لإطلاق سراح زعيمهم).الحزب الحاكم إستطاع وبجدارة كسب الوقت لصالحه ويعمل الأن بصورة مكشوفة لكسب ما تبقي من زمن حتي موعد الإنتخابات.. في تقديرى الحزب الحاكم إستطاع أن يمسك بنقاط ضعف هذه الأحزاب وإستخدامها لصالحه. المشكلة أن أحزاب الحوار الوطني لا تريد أن تعلم ذلك ربما في سبيل بعض الكسب الشخصي بمبدأ(شئ خير من لا شئ). بيد أن هذه الأحزاب لا تعلم أن الكسب المنتظر من هذا النوع ربما لا يأتي ابداً وأن أتي لبعض الحسابات فانه يذل صاحبه وياتيه بخيارات معطيه.. صدقوني كل الحسابات القديمة تغيرت لا عاد الشعب السوداني هو ذاك الشعب المسالم المتسامح.. ولا عاد هذا الوطن يتيماً.. غداً يخرج لكم آلاف الآباء والأمهات والأبناء وستعلمون حينها أنكم أساتم التقدير.. فشدة النار تزيد الحديد قوة.. وقد انصهر هذا الشعب البطل وما عاد يخشي مواجهة اللهيب.. خير له الإحتراق في سبيل قضية تترك وطناً معافي للأجيال القادمة من الموت بالمواد المسرطنة والمياه الآثنة والموت جوعاً.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياسلام عليك. كلامك في الصميم وعين الحقيقه. انا ماعارفك كنت شغالة في التيار كيف. هنا في الجريدة وجدت حريتك فلا تتواني في هذا النهج عسي الله ان يجعل لنا مخرجا.

  2. ينبغى أن نتساءل اليوم لم يوحى مصطلح المعارضة عندنا بمعان فى الغالب لها صلة بالعنف والفوضى وتهدبد اركان الدولة والمساس بالنظام العام . فى حين يوحى فى الديمقراطيات الغربية ومنذ تاريخ قديم بالتوازن والوفاء والاستقرار .. هل تمكنت السياسات الاعلامية الغربية فى المنطقة من شيطنة المعارضة فى بلداننا ولماذا ؟ أم نحن السبب ؟ وما الذى ان نقوم به لكي نصحح المصطلح وانقاذه اليوم قبل الغد ؟ .. لماذا بريطانيا معارضتها منذ سنة 1826 م تعتبر بالعارضة الوفية لجلالة الملكة كتعبير عن التزامها بخدمة الدولة .. فى مازال مصطلح المعارضة فى بلداننا مثير للهواجس لدى البعض ومخاوف عند الآخرين ولا يستقيم فى الكثير من البلاد العربية الا اذا ارتبط بغباء وبالعنف والعمل المسلح والفوضى والاضطرابات كما هو الشأن فى السودان وغيرها من الدول العربية .. وفى المقابل نؤكد تأسيس معارضة وفية للشعب تستطيع ان تكون بديلا أفضل للحكم وتضع حدا لكل احتكار السلطة اليوم عندما تكون خارجها وغدا عندما تصلها وتشكل معارضة أخرى .. بالطبع وفية مثلها وليست غبية كغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..