نيالا البحير.. تبكي بين الفينة والأخرى..

انفراط عقد الأمن في مدينة نيالا بسبب حوادث القتل والاغتيالات هي الأزمة القديمة المتجددة منذ أن فقدت دارفور أمنها.. فتحولت المدينة الرائعة الجميلة التي تحتل مكانة عظيمة في أفئدة كثير من السودانيين وكل الدارفوريين لاختلافها وتميزها على غيرها بعض مدن السودان فكانت تتوشح بنسيج اجتماعي وتمازج الثقافي وتلاقح جهوي وقبلي احتضنته في دواخلها دون من أو رياء فاكتنزت بالذين شدوا الرحال إليها من التجار والباحثين عن الرزق الوفير من ولايات كردفان والشمال وغيرها من مناطق السودان باعتبارها المدينة التجارية التي فتحت أبواب الغنى والثراء وأعطت من معين خيرها الوفير كل من جمع حقائبه واتكأ عليها ليستريح من العناء فلمعت أسماء لكبار التجار ورجال الأعمال السودانيين.. إلا أن عطاءها هذا لم يجد الوفاء من المسؤولين من أمن البلاد والعباد فضربتها الفوضى واستبيحت حرماتها وأصبحت مسرحاً لارتكاب جرائم القتل والنهب والسلب إلى درجة وضعتها تحت مطرقة حظر التجوال وسندان الخوف.. ورغم الحديث عن محاولات لبسط الأمن إلا أن التظاهرات التي ضربت المدينة أمس الأول ما هي إلا فصل من فصول التراجيديا التي يعيشها إنسان مدينة نيالا ومن نزح إليها منذ أن اشتعلت نيران الحرب في الإقليم المنكوب قبل أكثر من عشر سنوات. قطعاً هذه التظاهرة ردة فعل لاستسهال استخدام السلاح في المدينة الوديعة (نيالا البحير) الذي تروي مأساته حادثة قتل المواطن أحمد محمد عبدالرحمن وحوادث قتل واغتيال أخرى.. جعلت المدينة تبكي وتثور بين الفينة والأخرى على تدفق الدماء، وتنوح بحرقة على حصد الأرواح بقساوة أخطبوط امتدت أذرعه لتسحق بلا رحمة.. صحيح الحرب في الإقليم عصفت ببعض القيم التي حلت محلها الرغبة في استنشاق رائحة الدم فكانت الصورة القاتمة ومشهد الرعب المتجدد بتشجيع الجثامين التي تعبرعن غياب هيبة الدولة وفوضى السلاح.. نعم صارت الأبواب مشرعة لكل أنواع العنف حد القتل الذي توفرت له ظروف موضوعية وفي مقدمتها السلاح المنتشر في دارفور، وفقدت الدولة السيطرة عليه إلى درجة العجز عن الإعلان عن جمعه من المجموعات والأفراد غير النظاميين.. قطعاً لن يصمت مواطنو المدنية أمام هذه الفوضى التي تهدد أركان المدينة التي تهدأ ويتلفحها السكون توطئة لعاصفة رعب أخرى تهز وجدان البلد الطيب التي تدفع فاتورة التحولات الخطيرة لمسار مأساة الحرب التي عبرت عن عنفوان الصراع السياسي المسلح، الذي فرخ الصراع القبلي، والمتفلتين، واسترخص الأرواح فزاد الحريق اشتعالاً وبيعت الثقة بين الدولة والمواطن في سوق العنف حينما ضاعت هيبتها.
مهما وصم المسؤولون التظاهرة التي سيرها مواطنو مدينة نيالا تنديداً بما يحدث من اغتيال وقتل لم ينجُ منه بعض أعيان المدينة، بأنها استجابة لرغبات الحركات المسلحة التي تستغل الأجواء المضطربة للصيد في الماء العكر، فهذه المبررات والاتهامات لن تعفي القائمين على أمر الولاية من المسؤولية خاصة وإن القاتل فرد (قالوا نظامي).. وهي مأساة أكبر حينما يتحول حماة الأمن إلى قتلة يثيرون الغضب.. اللهم هدئ روع هذه المدينة وأمِّن أهلها من الخوف وأطعم نازحيها من الجوع.. آمين.
بلا انحناء
الجريدة
[email][email protected][/email]
اعلان: كل منسوبي الانقاذ و الاشخاص الذين يشاركونهم تمثيلية الانتخابات ، يعتبرون اهدافا مشروعة ، طالما استمر الانقاذ في قتل الناس افرادا و جماعات ،في اي جزء من الوطن.
الوسيلة : خلايا المقاومة بالاحياء باشعال حرب عصابات المدن، للانتقام لكل شهداء الحرية و جعل الحياة مستحيلة على الكيزان و كلاب الامن و من يناصرهم ويشترك معهم في اعمل عصابة الانقاذ.
وثورة حتى النصر.
لك التحية اخت فاطمة غزالي يبدو انك دخلتي عالم كتابة الاعمدة جديد ولكن حديثك شيق والاهم بعيد عن الاتهامات الجهوية والتلميح الخفي للمسئولين هذا الذي نبحث عنه نحن كسودانين وليس دارفوريين كما يروج له بعض كتاب الراكوبة – نسال الله ان يبسط الامن والامان للسودان عامة ودارفور نيالا بصفة خاصة لانها مدينة لاتستحق ما يجري فيها