سيد الرايحة يفتش خشم صديق ودعة !

قال لي قائل ذات يوم : إن تخطيطات الإنقاذيين ومكرهم للسيطرة على حاضر السودانيين ومستقبلهم لم يفسدها شيء مثلما أفسدتها الانترنت. وبقدرما حاولت التأمل في هذه المقولة المؤلمة والباعثة على الفخر والحماس بذات الوقت ابتغاء تفنيدها ارتد تأملي خاسئا وهو حسير. فالحراكات الكبيرة والانتصارات الكثيرة التي حققها السودانييون وسجلوها ضد طغمة الإنقاذ ما كان لها أن تكون لولا الانترنت وعظمتها وفتوحاتها
الانترنت حققت أمرين اجتهد الانقاذيون في أن لا يتحققا:
أولا : إيجاد قنوات للتواصل بين المجموعات والأفراد غير قابلة للتتبع والاختراق إلى حد كبير. أصبح من غير الضروري أن يجتمع شخصان في مكان ما ليتبادلا الأفكار والمعلومات والوثائق والاقتراحات ناهيك عن التواصي بالصبر والصمود والتشجيع المتبادل على مواصلة البذل والعطاء والحلم لأجل انتصار سوداني وشيك على هذا النظام البئيس. القنوات التي كانت متاحة قبل الانترنت ظلت شحيحة وغير متاحة لكثيرين وقابلة لإغلاق “بلفاتها” بأكثر بكثير من ما كانته الوسائط العنكبوتية.
ثانيا: إطلاق منصات ومنابر إعلامية ” تواصلية” بين هؤلاء الأفراد والمجموعات وبين كتل الجماهير السودانية الكبيرة ولا شك أن هذه المنابر والمنصات تتحمل المسئولية كاملة عن كل الهبات التي اندلعت ضد النظام . على الأقل منذ مطلع 2011 وحتى الآن . قل حتى سبتمبر 2013 على وجه التحديد. لقد أحكم النظام بطبيعته الكومسونجية القوادة منافذ الإعلام الإقليمي والعالمي بوجه أصوات السودانيين بعد أن أفلح في تلوين كل منافذ الإعلام الداخلي بلونه الظلامي الأسود المعتم. فجاءت مواقع الانترنت ومنابر الحوار والصحف الالكترونية التي تتوجت بشبكات التواصل الاجتماعي العملاقة من فيسبوك وتويتر وواتساب وغيرها لتشكل ضمانا نهائيا لجموع السودانيين في الداخل والخارج لتبادل التحريض ومقوماته وصولا لثورة جذرية وشاملة ضد النظام وسياساته وجرائمه ومخازيه .
لاشك أن النظام ? بالمقابل ? يبذل مجهودات جبارة عبر أجهزته “المختصة” لإبطال مفعول هذا السلاح الجبار الذي امتلكه المعارضون وعامة الناس ولتقليل تأثيره القاتل عليه وعل وجوده لأقصى مدى ممكن . ولا شك أن هذه المجهودات تتنوع بتنوع أساليبه في الكذب والتضليل والتعتيم والتشتيت والتغويص والتجسس وغيرها. بيد أن المؤكد أنه يفشل رغم كل هذا البذل في القضاء على جذوة الثورة وعلى الاتجاه العام الذي أخذ ينتظم كل فرد سوداني الآن والذي ينص على أن ثمة ضرورة ملحة لتغيير جذري وشامل في الحياة السياسية السودانية.
الدليل على هذا الفشل الذريع أن قاعدة المقتنعين بضرورة التغيير تتسع ولا تنقص وأن بوتقة العاملين لأجل التغيير تتكاثف وتتزايد وتتطور كما وكيفا ووعيا ودربة وأن معدل انكشاف جرائم المسئولين والاجهزة والجهات ذوات السلطة والمسئولية في ازدياد مضطرد كذلك وأن كل ذلك يجد طريقه للكون سربا عن طريق هذه الانترنت ووسائطها التي افسدت على القوم تأمرهم ومكرهم أيما إفساد.
ومع هذا الفشل تظل هناك محطات لابد من التنبيه لها والتذكير بها . ولا أقل من “قصتين” ينهض احتمال قوي بانه تم الترويج لهما في الآونة الأخيرة من قبل النظام واجهزته ، استهلكت أولاهما جزءا غير يسير من اهتمام وحبر ووقت الفاعلين والناشطين على الانترنت وبالتالي من اهتمام ووقت وتركيز متابعيهم. ولا زال القوم يحاولون بالثانية عند كتابة هذه السطور.
الأولى كانت إغراق وسائط الانترنت بشريط فيديو يصور سودانيين عاديين (أو هكذا أريد لمن يشاهد الفيديو أن يعتقد) يقومون بتعذيب متهم بالسرقة وإيذائه بطرق سلطوية وأمنوية وحشية في الوقت الذي نهضت فيه قضية انسانية حقيقية ضد سلطات شرطة نظام البشير متمثلة في تعمد إغراق مجموعة من الأشخاص في النيل ومن بينهم طفلة صغيرة وكان أن سحب “فيديو الشطة” اهتماما كبيرا كان من المفترض أن تحظى به قضية الإغراق الجنائي مكتملة الأركان. لقد وجد موتورون ضد الانسان السوداني البسيط ضالتهم في ذلك الفيديو فأسرفوا في العراك خارج معتركهم . كيف نلوم ونسرف في لوم من تقاعسنا عن إنقاذ وجوده وحياته ومعاشه في حدوده الدنيا ناهيك عن توعيته وتضميد جراحه الانسانية والنفسية المتراكمة بينما نخف أيدينا وألسنتنا عن النظام الذي كان سببا في كل ذلك الأسى؟
القصة الثانية التي ظلوا يروجون لها في الأيام الفائتة بإلحاح شديد فتارة يذيلون ما كتبوا باسم صلاح ال البندر وتارة ينسبون ذات النص إلى كاتب أماراتي وثالثة إلى (زول متأكد 100% ) فتأمل!
الثابت والحقيقي في تلك الأحجية أن البشير تخلف فعلا تخلفا صامتا ومريبا عن وفده المرافق في الإمارات فقاموا بنسج حكاية أيا كانت دوافعهم لنسجها فهي تسيء لشخص بشيرهم أيما إساءة . ومهما كان المردود السياسي والأمني من هكذا ترويج فإنه لا يرقى لأن تتم التضحية بسمعة رئيسهم “غير الناقصة أصلا” إلى هذا الحد المهين والمشين. الحبس بدولة الامارات لأجل توسطه للمشعوذ النصاب المدعو صديق ودعة. إنهم يريدون إخفاءا كبيرا أو إلهاءا كبيرا فاستخدموا في ذلك قصة ودعة فباءوا بخسران مبين وإن غدا لناظره قريب.
الله في

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ولماذا لا نعرف الحقيقة….ولماذا تظل الحقيقة حول تخلف البشير في الإمارات غامضة أياً كان السبب؟؟؟؟ إن عدم إعلانها من قبل الجهات المسئولة .. يترك المجال لكل من يريد ان يقول ما يشاء….كفى مهازل وإساءة للسودان من قيادته التى لم يعد يهمها…ما جري في نيجريا…أو جنوب أفريقيا…. أو ما يجري حالياً في الإمارات….نريد معرفة الحقيقة….وبس…..

  2. إني لا أكاد أصدق ماقيل في إحتجاز الرئيس بسبب هذا الصديق.

    أيعقل أن تتصرف هكذا الإمارات مع رئيس دولة ؟؟؟؟؟

    أما كان أولي بهم إعتقاله مسبقاً لتسليمه للمحكمة الدولية ؟

    ولو فعلت هكذا الأمارات فقد أساءت للبلد كلها في شخص الرئيس.

  3. وهل السيد الصغيروووووني عااااااااجز ما يقول الكلام ده لغاية يوكل صحفي عشان يفسرو لينا.
    كلامك ده ياسيد لطيف مجرد مظهر آخر (بس بالكلام) من مظاهر شيل الجزم وتقبيل الأيادي والهرولة حاسر الرأس خلف السادة.
    يااااااشناه جمل الطين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..