تطبيقات جديدة تراقب جميع تحرّكاتك

هل تشعر أنك تحت المراقبة؟ في الآونة الأخيرة، عرفت أني كذلك، بفضل تطبيق هاتفي ذكي يتعقب خلسة كل خطوة أقوم بها، من دون ضرورة تسجيل الدخول إلى الأماكن، مع دقة أكثر من دقة أدوات تحديد الموقع الجغرافي. «حدد مكاني» هو اسم التطبيق المجاني الذي يستفيد من أجهزة استشعار الهواتف الذكية ونظام تحديد المواقع وقدرات الـ{واي فاي» لمعرفة أين ذهبت وإلى متى، ويخزّن هذه البيانات في سجل خاص بك على الـ{أي فون».
قد يبدو الأمر غريباً أو غير ضروري، لكن كلما ازداد عدد الناس الذين يحملون الهواتف الذكية معهم في كل مكان، ازداد الطلب على تطبيقات تعقب المواقع، وليس من المسوقين فحسب، بل أيضاً من الأفراد الذين يريدون إبقاء العين على الحركات الخاصة بهم أو تحركات أحبائهم الذين يعانون ظروفاً طبية خاصة، مثل داء الزهايمر أو غيره من أمراض يفقد معها المريض الذاكرة. على الأقل، هذا هو أمل الجهة التي أنشأت هذا التطبيق، شركة «ألوهار موبايل» Alohar Mobile التي أصدرت أيضاً مجموعة أدوات تطوير البرمجيات لمساعدة المبرمجين على إنشاء التطبيقات التي يمكن أن تسجل تحركاتك بدقة وكفاءة، من دون أن تنفد البطارية في الهاتف الذكي.
لاستخدام هذا التطبيق، المتاح للـ{آي فون» والهواتف التي تُشغل برمجيات «غوغل»، عليك أن تشغّل نظام تحديد المواقع والـ{وآي فاي». أثناء سفرك في مختلف أنحاء العالم، سيسجّل التطبيق بصمت المواقع التي تزورها. ضمن التطبيق، يمكنك عرض خرائط يومية للأماكن التي كنت فيها. وتتميز كل وجهة أمضيت وقتاً فيها بدبابيس قليلة؛ يمكنك الضغط على الدبوس لمعرفة كم من الوقت أمضيت في مكان محدد. يمكنك أيضاً إضافة ملاحظات حول الموقع (الطبق المفضل في أحد المطاعم، ربما). ثمة أيضاً، سجل أبجدي لكل توجهاتك.
يجمع التطبيق البيانات من أجهزة استشعار الهاتف المختلفة وتحديد المواقع والواي فاي، يشفّر البيانات، ويرسلها عبر اتصال آمن إلى خوادم «الوهار»، ومن ثم يحسب موقعك. لخفض استنزاف البطارية، تحسب المواقع عن بعد، ويأخذ التطبيق فقط عينات من البيانات لتحديد المواقع في أوقات معينة.
هامش من الخطأ
مؤسسا «الوهار موبايل» ألفين لاو وسام ليانغ يتصوران مستقبلاً يصبح فيه بإمكان التطبيقات استخلاص معلومات مفيدة من جميع بيانات الموقع هذا: على سبيل المثال، تنبيه خدمات الطوارئ تلقائياً إذا كنت أصبت في حادث سيارة، وترك المسعفين يتعرفون إلى وجه الدقة أين أنت. ويمكن لتطبيق لمرضى الزهايمر وعائلاتهم أن يظهر أين ذهب الشخص في الـ 24 ساعة الماضية.
استعرض لاو وليانغ هذه الأنواع من التطبيقات في المؤتمرات التي عقدت أخيراً، وهم يأملون بأن المطورين سيحدثون الكثير من التطبيقات الجديدة، بدءاً من الصحة واللياقة البدنية للتسوق، ذلك باستخدام برنامجهم. وقد وقّع أكثر من 250 شخصاً من المطورين حتى الآن لاستخدام نظام البرمجيات الحرة في مجال التنمية منذ أطلق قبل أسابيع.
يقول ليانغ، مهندس سابق لخرائط «غوغل»، إن «استخدام نظام تحديد المواقع، الواي فاي، وخلية تثليث البرج، كما الكثير من تطبيقات والخدمات بما في ذلك خرائط غوغل، قد تؤدي إلى هامش واسع من الخطأ توضحه في خرائط غوغل حلقة شفافة زرقاء تدور حول النقطة الزرقاء، وتشير إلى موقعك الحالي بدرجة من عدم الدقة.
بحسب شركة ألوهار، اكتشاف الموقع الذي يشتمل على بيانات من أجهزة استشعار أخرى على الهواتف الذكية، مثل التسارع والبوصلة، يمكنه حساب موقعك بتحديد أكثر. على رغم أن هذه الميزة لم تقدم حتى الآن للمطورين، يقول لاو، يمكن لمنصة ألوهار أن تحدد إن كنت تقود أو تمشي مثلاً.
يعتقد ديفيد بيترسون، المدير التنفيذي لـ«شبكات التحسس»، وهي الشركة التي تدمج بين بيانات الموقع للحصول على معلومات مفيدة حول منطقة ما، أن ثمة مجالاً واسعاً لتحسين جمع بيانات الموقع. في حين أن نظام تحديد المواقع قد يظهر مكانك بدقة، إلا إنه يمتص الكثير من عمر بطارية الهاتف إلى حد لا يتيح توافر هذه الخدمة طوال الوقت، يقول بيترسون، مشيراً إلى أن المزيد من الدقة يجذب الكثير من الإعلانات. ويضيف: «أعتقد أن هؤلاء الرجال يعملون على حل لغز عميق».
«ألوهار» على الطريق الصحيح، لكن بدا أنها تعاني المشاكل في المناطق الحضرية الكثيفة، ومشلكة في تحديد أين كنت في تلك الأماكن. لحسن الحظ، يمكن تدريبها. عندما علّمتها أني أعيش في الشارع القريب من استوديو بيلاتيس وليس في داخله، تمكّن التطبيق من أن يضع علامة في المكان الصحيح كلما كنت في المنزل.
الجريدة