مبالغة

من أجل عيون السيدة الفضلى الانتخابات (والتي لن تقدم أو تؤخر شيئاً)؛ ومن أجل كسب ود الحكومة ورضا الأقلية، ومن أجل هذا وذاك يصبح أبناؤنا فئران تجارب لوزارة التربية والتعليم .

ومن نعنيهم هنا هم أبناؤنا الذين يدرسون بمرحلتي الأساس والثانوي والذين تآكل عامهم الدراسي 2014 -2015 كما لو أنه قطعة إسفنج دلق عليها حامض كبرتيك فتآكلت أجزاء منها وما تبقى طاله التشويه .

وهذا ما حدث بالضبط للسنة الدراسية السابقة حيث إنها ومع بدايتها كانت بداية شهر رمضان المعظم فتقلص زمن الحصة وأصبح 30 دقيقة عوضا عن 45 دقيقة فتقلصت تلقائيا عدد ساعات الحصص تفاديا لإرهاق المعلم والطالب معا، وتم تأخير زمن الحضور وتقديم زمن الانصراف، فكانت النتيجة شهر (قدر ظروفك) القليل جداً من كل منهج علمي .

أعقب ذلك مباشرة إجازة عيد الفطر التي امتدت وقضت على عشرة أيام بالتمام والكمال، وما إن انتهت وبدأ العام الدراسي من جديد في الاستقرار حيث ذروة سنام المعرفة حتى ضرب فصل الخريف البلاد في مقتل وقضت السيول والأمطار على كل فرصة لاستقرار الدراسة فتم تعليق الدراسة إلى أجل طويل كان كافيا ليتبخر من رؤوس الطلاب كل ما درسوه إبان شهر رمضان .

وما إن تجاوز التلاميذ وذووهم السيول والأمطار حتى أطل موسم الحج وعيد الأضحى وأطلت من جديد إجازات أخرى .

وبعد انقضاء الإجازة توالت عدد من الإجازات والاحتفالات والأعياد الرسمية والشعبية والحديثة والمستحدثة .

أعقب ذلك فصل الشتاء الذي تم فيه تأخير زمن الحضور مع الإبقاء على زمن الانصراف في موعده وتقليل زمن الحصص .

وكان نتيجة لكل ما حدث أن عمدت المدارس إلى محاولة إنهاء المقرر عن طريق شحن الطلاب بطريقة لا قبل لهم بها فسبب ذلك زخماً ذهنياً للمواد والمقررات الدراسية وضعفاً في الاستيعاب وصعوبة في الحفظ وضغطاً رهيباً أدى إلى تشتت ذهني وعدم قدرة على التركيز وتخزين المعلومات بهدوء واسترجاعها بثقة .

والآن تأتي جلالة الملكة (الانتخابات) لتقضي على ما تبقى من فرصة للتركيز والتحضير الجيد حيث تم تقديم زمن امتحانات الأساس وامتحانات الشهادة الثانوية وهذا التمديد سيكون من شأنه إحداث بلبلة رهيبة وسط المدارس والطلاب على حد سواء .

إن استقرار العام الدراسي وجدولة الامتحانات يجب أن تكون من المسلمات ومن الأشياء المقدسة والتي لا يطالها هوى الساسة ولا تقلبات القرارات السيادية، ويكفي أبناءنا ما عانوه طوال العام الماضي من زعزعة وعدم استقرار سينعكس بالتأكيد على شكل النتيجة النهائية ومعدل التحصيل .

ويكفي العام الدراسي ما تعرض له من تنظيرات وتداخلات جعلته مشوها كليا لا يحتمل المزيد من القرارات البائسة والتي جعلت منه جنينا ناقصا تمت ولادته قبل أوانه فلا هو مات ولا اكتمل نموه وعاش حياة طبيعية .

‏‫

تعليق واحد

  1. الواحد ممكن يشجعك ف هذه الحالة ويقف ب جانبك ويضع علي مقالك 10علي عشرة وكفي بيت الداء ف السياسة ورسمها وليس ف المجتمع لكن ف النهاية اتفقي معي علي ان مربط الحمير او مختبر الفئران ام فكو

  2. والله يا بت عبد الرحيم برافو عليك وأبصملك بالعشرة المرة دى .. هذه هى الحقائق التى تهم الناس وتلمس مواجعهم مباشرة وانا أعلم قدرات كتابنا الأجلاء فى الوقوف الى صف الغبش ومشاركة الضعفاء فى ظلمهم وظلماتهم .. ونسأل الله تعالى أن لا يسلط علينا من لا يرحمنا

  3. كل أفراد الشعب فئران تجارب في مملكة الكيزان .. تلكم المملكة التى يتجلى فيها الشاويش ومبدع نظرية الدفاع بالنظر وبلة الغايب وحسبو الطهار وفاطمة الله جابو ورجال الأعمال الشعراء الميامين الكاردينال وصلاح ادريس وشيخ الجكس ,, مملكة تم فيهاتغيير الزمن وزيادته ساعة كأكبر إنجاز ضد الفلك وقوانينه وضد اينشتاين الصهيونى ونسبيته اللعينة!! وتم في هذه المملكة ابداع غير مسبوق في العمل الدبلوماسي بولوج شيخ الجكس كسفير للإماراتيين !!
    تنتابني رغبة ملحة في التفوه بكلمات بذيئة علها تشفي غليلي قليلاً ,, ولكن إحترام العم سام الكافر الذي أوجد هذه المساحة من الحرية يحتم ألا خروج عن الأخلاق .

  4. لاخت سهير انا علي استعداد لحفر بئر او بئر حسب التكلفة لاهل الكردابة ارجو المراسلة علي هاتف0097455010404او الايميل اعلاه لمزيد من التفاصيل وشكرا

  5. هذا هو حال التعليم في بلادي اصبح يسير من الأسواء إلي الاسواء وكل عامان يشهد التغيير والتعديل في مناهجه ولقد ضاع التعليم منذ أن ضاعة المرحلة المتوسطه ولن يعود التعليم إلي سابق عهده مالم تعود مرحلة المتوسطه وأما تلاميز مرحلة الاساس فلاخوف عليهم سوف يحققون النجاح ويدخلون الثانوي وكذلك طلاب الثانوي سوف يدخلون الجامعات شريطة ان يحققوون النجاح حتي لو خمسون في المائة

  6. الاخت العزيزة سهير عبدالرحيم في البداية اشكرك جزيل الشكر علي كل كتابات الجريئة والشجاعة في الجوانب المهمة جدا وانا من المتابعيين لكل موضوعاتك نسبة لاهميتها كما اشكرك بصيرتك القوية وربنا يحفظك ويطول في عمرك

  7. الاخت سهير بعد التحيه اكتبو فى نظام التعليم ليس المواد وانما السلم التعليمى الذى كما تقولين قد نقص سلمه وهذه السلمه مهمه من الناحيه التربويه ونحن من جيل درس المتوسطه عندما كان التعليم تربيه وتعليم فلا يمكن ان يدرس طالب فى سنه اولى ابتدائى مع طالب فى مراحل البلوغ الاولى(ثامنه الاثافى) وهذه اخطر مرحله فى حياة المراهق فى هذه المرحلة هو يريد ان يختبر كل مايتعلق به من تحولات من عضلات الى خلافه فارجو الكتابه بعمق كما البحث فهذا الموضوع من اكبر سقطات الحكومه فى تدهور صحه الاخلاق السودانيه

  8. يا بت عبد الرحيم انى اعتقد بأنك قد بدأت تتلمسين الطريق السليم الذى يؤدى الى الكتابة الصحفية
    الجادة سيرى وعين الله ترعاك .. تانى ما تجى تكتبى لينا فلانة طلقوها وعلان عرس الرابعة وعربتى فورويل
    وعندى مكتب ورجال الاعمال وما أدراك ما رجال الاعمال وعربية فلان ماتمشى فى الخيران والرملة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..