بنات الهوى فى دبى وثمن السكوت…!!

يدخل الفقر بكل بشاعته الى بيوت كانت امنة مطمئنة فيشتت شمل حميمية اهلها ويبعثر رغد عيشها ويحيل ضحكاتها الى اسف وندم يدخل الفقر فلا يقبل العذر …ولايسامح المحتـــــــاج ولايهادن المريض ولا يتوقف عند الضعفاء يبسط امام الناس الضياع بكل اصنافه ويفتح لهم ابواب التفرقة والاختلاف والدمار…
بيوت ما كانت تعرف طعم الاستسلام للهوان ضاقت باحبابها وقد ظلت ردحا من الـــــزمن مضيافة تعبق فيها نسمات الطهر والجمال والكرم والبساطة والمحبة لم يتعرف عليها داء الحرمان …
ولم توجع الفتها جراثيم الانحلال لم تعرف طريق الانحراف … تلك الاسر السودانية التى كانت منذ سنوات خلت كريمة رافلة حتى اذنيها فى حياة نظيفة شريفة عفيفة شماء اعتنقت الاخلاق الرفيعة والالتزام فكان عزمها اقوى من الانحدار …..
وتدور الايام وينقلب الحال الامن الى انفلات مرير …وينقلب صفـو الحياة الهانئة الى كـــدر وطين بعد إن قال اهل الانقاذ كلمتهم فعلا لاقولا نشرب إن وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا..
حينها استعصت اللقمة النظيفة على اهلها وغلقت الابواب دون بلوغها الا بشق الانفس فحين عرفهم السودان عرف الفقر وسكن العهر والشـــذوذ البيوت العفيــــفة التى كانت فى الامــس القريب تتباهى بسودانيتها وبكرامتها ونزاهة منبتها وعراقة اصلها ..
ومع عبورالحكومة التى نشرت جرادها الجائع فقضى على كل اخضر ولم يبقى على يابس وقتها تمرد الشرف وانزوت الاخلاق الى ركن قصي واضمحلت القيم وتفتت النخوة وذابت العفة فكيف يستقيم الظل والعود اعوج …ورب البيت بالدف ضارب…
كان حلم الصبية بدور بت حاج الزين إن تعيش كريمة الوفادة عزيزة الكرامــة نظيفة الروح والجسد كان حلمها يشبه احلام الكثيرات من بنات السودان البريئات الطاهـــرات من عــــفن الرزيلة الغنيات بحسن الاخلاق البعيدات عن الانحدار فى هاوية الضياع….
ترعت بدور فى بيت شرف ودين..شهدت لهذه الاسرة الايام الخوالى على خلوص المعدن واصالة المنبت … ولكن كما يباغت الابرياء شــؤم الضياع فقد نعق فى ذلك البيت غراب الظلم حين دفنت الانقاذ والدها حيا فقد فصلته للصالح العام غدرا ونكاية حشفا وسؤ كيلة من غير جريرة ولا ذنب …
وقتها لم تعرف الاسرة الى اين يكون الاتجاه فقد تمزق الشراع وانكسر صارى المركب وما اصعب الابحار ضد التيار… لم تسال الانقاذ نفسها من اين ستجد مثل هــذه الاسر التى نكبتها ودمرتها قوت يومها ورب الاسرة قد اصبح عاطلا متسولا يتكفف النـاس بعد إن غلقت دونه الابواب فكيف يطعـــم زوجه واربعــة افواه لابناء لم يبلغوا الحلم … خنجر العــــوز امتـــــد ليطعنهم فى مقتل … مات حـــاج الزين مقهـــورا مظلــوما مكسورا مات وغصــــة فى حلقه ولسان حاله يدعوا على الانقاذ واربابها..
رغم سعة المكان لكن حتما يضيق افق المستقبل بالفقر..ورغم جمال الشباب وثـورته الا إن بدورعرفت الامرين الخوف والضياع..لم تجد امامها خيارات تنتظرها .. فكل المنعــــطفات خطيرة ومهلكة وكل السبل تدفعها الى اتجاه واحد …ولا تمنحها الايام الا مزيدا من الهمـــوم والخـــــوف والضعف امام نيران العوز وضيق الحال …
دفعت بها الظروف الى خارج فصول الدراسة ولم تجد ما تستند عليه لتتخرج وتحمل شهادة تغنيها عن سؤال اللئيم…ساقـها الفـــقر الى عمل فى مكتب محتال لتعمل معـــــه سكرتيرة.. اغواها المحتال بعد إن تلاعب بمشاعرها الغضة الطرية ثم استدرجها الى منحــــدر العهــر والفسوق والابتذال… ثم تركها فى قارعة الطريق..تلعق جرح كرامتها وتجفف دماء عذريتها المسروقة غدرا …
ومضت بدور على ذلك الطريق لبيتلعها الانحدار وترضخ لرغبات من يدفع لها ثمن الاشتهاء .. تلفظها سيارة الى اخرى … ووكر الى اخر …وحضن فاسق الى غيره…
احترفت بـــدور التى كانت بريئة البغاء…وفى احد الاوكار تقابل احــد سمــاسرة الجنس ولا تصدق بدور إنها وجدت عقد عمل ياخذها الى دولة الامارات والى دبى تحديدا..تسافر بدور الى دبى وهى تتمنى إن لو تجد عملا ما يخرجها من مستنقع العهر والرزيلة …
ولكن خاب ظنها حين سلمها السمسار الى اخر حتى استقر بها الحال فى شقة مليئة بالاجســاد السودانية المعروضة للفسق ولكل من يشتهى الحرام ويدفع فاصبحت معروضة كما تعرض البضائع فى رفوف البقالات…وبين المطرقة والسندان ضاعت بدور فى احضان البغاء تمـاما لتكون مثل كثيرات من بنات السودان اللائي يدفعن ثمن الفشل والفســـاد…الذى لم يجـــد من الشعب الا السكوت … فالله المستعان.
[email][email protected][/email]