في الحالتين.. نحن ضايعين

قال المذيع المتعجل لضيفه القيادي بالمؤتمر الوطني: ما رأيك في قيام الانتخابات المضروبة في موعدها المقبل..؟ ارتبك الضيف الذي لم يكن يتوقع ما قاله المذيع.. ولكنه تمالك نفسه.. فمن حسن الطالع أن الحوار احتضنته إحدى الإف إمات.. وهي جمع إف إم بلغة الشارع.. الشاهد.. ومع محدودية الانتشار فكون الوسيط الإعلامي إذاعة بدا أرحم كثيرا من أن تقع تلك الربكة على شاشة تلفاز.. الشاهد أن الضيف تمالك نفسه ورد على سؤال المذيع بسؤال: ماذا تعني بالانتخابات المضروبة..؟ المذيع يسارع بالاعتذار للضيف وللمشاهدين.. وللحكومة.. وهو يقول: عذرا قصدت أن أقول الانتخابات المقبلة في موعدها المضروب.. الضيف يرد علي المذيع: بالك كان وين..؟ ثم يتنحنح مبتدرا إجابته علي سؤال المذيع.. بعد استعداله: لابد أن تعلم يا أستاذ أننا في المؤتمر الوطني ملتزمون بالبرنامج الذي أعلنته مفوضية الانتخابات والذي ينص علي قيام الانتخابات في موعدها.. لأنه إذا لم تقم الانتخابات في موعدها فسيكون هناك فراغ دستوري.. وهذا الفراغ الدستوري سيؤدي إلى فوضي لا تبقي ولا تذر.. وأنت تعلم أن هناك بعض القوى الظلامية العدوانية المتربصة بمقدرات الأمة ومكتسبات الشعب.. وهدفها زعزعة البلاد والعباد.. وأن هذه القوى ستقوم بإشاعة الفوضى ونشر الاضطرابات.. وهذا هو الشيء الذي لن نسمح به..
المذيع يطلب فرصة للحديث.. يسمح له الضيف.. ويرحب بأي سؤال مقدما.. مما يشجع المذيع فيسأل ضيفه: يزعم بعض المعارضين أن قيام الانتخابات في موعدها المضروب يؤثر على عملية الحوار الوطني..؟ الضيف يبدأ الإجابة بتنبيه المذيع أولا.. أن كلمة (مضروب) دي خلاص مافي ليها داعي.. وعلى المذيع الاكتفاء بعبارة موعد الانتخابات.. يوافق المذيع فينتقل الضيف إلى الإجابة: أولا أنا أستغرب لرجل مستنير مثلك يستمع لأراجيف المعارضين.. ثم يبثها في إذاعة محترمة كهذه.. ثم يستدرك الضيف مكملا.. أما عن ادعاء المعارضة فهو قديم.. وأقول لك بصراحة إن هذه المعارضة يا ابني ظلت تقاطع الانتخابات منذ اندلاع ثورة الإنقاذ الوطني.. ثم عن أي معارضة تتحدث يا رجل..؟ المعارضة التي في الخرطوم..؟ أم المعارضة التي في الغابة..؟ المعارضة التي في الحوار..؟ أم المعارضة التي تقاطع الحوار..؟ المعارضة التي في الآلية..؟ أم المعارضة التي تقاطع الآلية..؟ المعارضة التي في المنفى..؟ أم المعارضة التي في المعتقل..؟ المعارضة التي في الحكومة..؟ أم المعارضة التي في المعارضة..؟ .
الضيف يتبسم ضاحكا بعد أن وقف المذيع محتارا في معرفة المعارضة التي تزعم أن الانتخابات تؤثر علي الحوار.. فيشكر الضيف على الإجابة الواضحة ويستأذن في الانتقال الي سؤال آخر.. ويقول: سيادتك حذرت من الفوضى ولكن السيد وزير الداخلية كان قد أكد لإذاعتنا أمس أنهم لن يسمحوا بوقوع أي فوضى خلال فترة الانتخابات..؟ وينتظر المذيع الإجابة عن سؤاله الذي ظن أنه قد أفحم به ضيفه.. الذي يجيب بابتسامة واسعة: يا أخي.. الأخ وزير الداخلية إنما يتحدث عن تلك الفوضى التي نتوقع أن يحاول البعض إثارتها حال قيام الانتخابات.. والأخ الوزير لديه توجيهات واضحة في هذا الصدد.. أما الفوضى التي ستحدث حال عدم قيام الانتخابات.. فهي التي نحذر منها.. يسأل المذيع والدهشة تملأ وجهه: يا سيادتك يعني في كل الأحوال حتكون في فوضى..؟؟!! فينقطع الإرسال..!
اليوم التالي
ويبتسم دي انت شفتها كيف في ال FM. ثم انت مالك متحسس ذي الضيف من كلمة مضروبة ما اصلها مضروبة ومزورة ومخجوجة يا كلب السلطة اعمي البصيرة واحول البصر. قبحة تقبحك انت وشبيهك الضور البلال. طبعا ده علي وزن انا والكاشف اخوي
للذكر والتذكير الأف أم تبث في التلفاز مع الراديو صباحاً يا بشر.
والله يا استاذ محمد بصراحة كدة :
الانتخابات مضروبة
ومواعيدها مضروب
والضيف ذاتو مضروب
والارسال تم ضربها.