العلاقات بين الجنسين في مكان العمل …الرجال من المريخ والنساء من الزهرة

برلين – كما يوحي عنوان الكتاب الذي صدر عام 1992 وهو ” الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ” فإنه يبدو غالبا أن الرجال والنساء من كوكبين مختلفين عندما يتعلق الأمر بكيفية فهم كل منهما للرسائل ومعالجة المشكلات.
ويقول خبراء العلاقات بين الجنسين إن هذا ينطبق أيضا خاصة على الرجال والنساء الذين يعملون جنبا إلى جنب داخل مكتب، ومع ذلك ثمة أمل : فالرجال والنساء يمكن أن يتعلموا اللغة الخاصة بالجنس الآخر وذلك وفقا لما يقوله الأشخاص المتخصصون في التواصل.
وهناك جملة بسيطة تتردد أحيانا داخل أي مكتب وهي ” يجب تغيير الحبر في الطابعة “، وعندما تسمع النساء هذه الجملة يقفن على الفور ويتوجهن إلى جهاز النسخ بينما يستمر الرجال في الجلوس على مقاعدهم، وربما فهم بعض الرجال أن الجملة صحيحة ولكن لم يفهموا شيئا غير ذلك من مدلولها.
ومن الشائع أن يرى الموظف بالمكتب مثل هذا المنظر، إنه مثال يبين كيف يكون رد الفعل في التواصل بين الرجل والمرأة مختلفا إزاء رسالة ما ويقدم مفتاحا لكيفية أن التواصل بين الجنسين داخل المكتب غالبا ما يتعرض لعقبات خفية، وتقول كورنيليا توبف وهي مدربة تواصل بألمانيا إنه لا يبدو أن الرجال تحفزهم رسالة مثل ” يجب تغيير حبر الطابعة من وقت لآخر ” على التصرف، وتوضح أن ذلك ليس سببه نية سيئة من جانب الرجال ولكنهم يريدون تعليمات صريحة لكي يقوموا بعمل ما.
وثمة موقف آخر حول التباين في التواصل داخل المكتب وهو عندما تسأل امرأة ” ألا يجب علينا أن ندعو لعقد اجتماع ؟ “، وهنا لا يظهر رد فعل على هذا السؤال من جانب الزملاء الرجال، وتوضح توبف إن المرأة تريد بالفعل أن تكون مهذبة ولا تريد أن تملي على أحد موعدا، ولكن عند التعامل مع الرجال يكون هذا الضبط خطأ منها، ويجب عليها أن تدلي بتصريحات ملموسة لزملائها الرجال، وفي هذه الحالة يجب أن يكون التصريح مباشرا كالتالي : ” سيكون هناك اجتماع يوم الأربعاء المقبل في الساعة الثانية بعد الظهر”.
ويكمن جذر المشكلة في أن النساء يعبرن عن أنفسهن بشكل غير مباشر وغالبا ما يستخدمن عبارات عامة، ويكون الهدف هو خلق حالة من التقارب وبيئة طيبة للعمل، غير أن الرجال يفسرون ذلك على أنه نوع من عدم الثقة في النفس والضعف، وبالإضافة إلى ذلك تفكر النساء وتتحدث بطريقة بسيطة على المشاع بينما يركز الرجال على القضية ويتجهون نحو تحقيق الهدف.
ويرى المدرب على فن القيادة رولاند كوب فيشمان أن الرجل ينفد صبره بسرعة عندما تستفيض المرأة في شرح أمر ما لأنه يبحث عن المشكلة، وغالبا لا تكون هناك مشكلة، وتكون المرأة تريد فقط أن تخبر عن شيء ما أو تفصح عن معلومات تعبر عن شعورها، وهذا لا يعني شيئا بالنسبة للرجل.
وغالبا ما تقيم المرأة علاقات اجتماعية مع الآخرين وفقا لقواعد التواصل غير الهرمية ويكون الرجال على العكس من ذلك إذ يهتمون بالقواعد الهرمية كما تقول ماريون كناثس المدربة على الحياة المهنية، وثمة مثال يحدث في أكثر من اجتماع حينما تقدم النساء المقترحات بشكل صريح أو علني ويتحدثن إلى كل فرد حاضر في الاجتماع.
وتضيف كناثس قائلة غير أنه في التواصل الهرمي يكون ذلك خطأ كبيرا، فعندما يتحدث موظف صغير يكون حديثه نوعا من الضجيج غير المؤثر في إذن رئيسه في العمل، ويمكن أن يحدث شيء واحد يكون ضارا بالمرأة وهو أن زميلا من الرجال يمكن أن يسمع الاقتراح الذي طرحته الزميلة أثناء الاجتماع ثم يكرره على أنه من ابتكاره ولكن بشكل شخصي على مسامع أعلى شخص حاضر من الناحية الوظيفية، وفي هذه الحالة يتم الإنصات إليه.
وتحدث سلوكيات متباينة للتواصل عندما يتلقى الرجال والنساء الثناء، فيقبل الرجل بشكل واثق هذا الثناء كما تقول توبف، فعندما يتلقى الرجال الإشادة بعملهم ينفخون صدورهم ويتصورون أنفسهم ذوي قيمة وأنهم يستحقون المديح تماما، وتشير خبيرة التواصل كلوديا إنكلمان إلى أن النساء على العكس يتحفظون إزاء المديح وتقول إن معظم النساء يخفضن من قيمة الإشادة بالأداء.
ويتفق خبراء التواصل والحياة المهنية على أن أكثر نقاط سوء الفهم شيوعا بين الرجال والنساء داخل المكتب ليس لها داعي، وتقول كناثس إنه ينبغي على الجنسين أن يعترفا أولا بأن للرجال والنساء لغة مختلفة، ثم عليهما إدراك أنه يمكنهما تعلم أساليب وقواعد نوعي التواصل.
وهذا يفيد أيضا المرأة في حياتها المهنية، وإذا كانت تأمل في أن تصعد السلم الوظيفي في شركتها فيجب عليها أولا أن تتعلم فن القيادة كما تنصح إيلكمان، وهذا يشمل التعلم من الرجال وتعلم كيف تصيغ التعليمات التي تصدرها كأوامر مباشرة وليس كطلب يحمل شكل الاستفهام.
هدهد
مرة كان بقى فاس ما بشق راس!!!!!!!!!؟؟؟