أتريد البقاء أم تخاف الرحيل ؟

غريب أمر هذا النظام ، يصف شعار أرحل بأنه مستفز ولا يليق بالنهج السلمي ، بينما يرمي الناس بأوصاف موغلة في الإستفزاز كشذاذ الآفاق وغيره ، ويريد منهم التأدب بأدب الله في مأدبة اللئام
غريب جدا أمر هذا النظام ، إذ يدعوا شعبه وسائر معارضيه إلى ركوب المستحيل ، إلى لحس الكوع ولا يرعوي ، ويريد منهم الركون إلى الملائكية أخلاقا ، مقابل فعال شيطان رجيم
غريب أمر هذا النظام ، يفتح لمنسوبيه نوافذ بل أبواب الفساد والإضطهاد والقهر وكل ما حرّم الله ، ويريد إكراه مواطنيه ومعارضيه على الخنوع والذلة والمسكنة ، ويتناسى متعمدا قول القائل (من يتعاطى المكروه عمدا ـ فلتكن هنا مسكنةً ـ غير شك يتعاطى الحرام) ولماذا لا يكون الحرام بين القوسين هذا مهاجمة النظام نفسه ، ولو بممارسة أضعف الإيمان ، كلمة (أرحل )
الجملة الشاعرية سالفة الذكر يجب ان تؤخذ على انها إحدي مواريثنا وثقافتنا وغنانا المشتهنو ، وإن إختاف بعضهم مع شاعرها ، هذا فضلا عن أن كلمة (أرحل) هذا كشعار تتعتبر كلمة مهذبة جدا مع الموبقات ، ليست العشر ، وإنما الألف ، التي إحلولت للنظام وإستمرأ إرتكابها مع كل شروق جديد ، في كل أنحاء البلاد
غريب جدا أمر هذا النظام ، لانه ببساطة لا يدرك ان كلمة (أرحل) هذه هي كلمة في هذا الواقع المتردي تعتبر غير مستفزة البته ، وإنما هي مؤدبة وسلمية جداً تجاه تخانة الجلد النتن ، ثقل الدم وعدم الإحساس بالمسؤلية من قبل نظام يرمي قادته ـ لك ان تقول قواده (جمع قواد) ـ باللائمة على التقصير على الفيران والقطط وعمال اللحام ، مع إعتذارنا لكل عامل شريف
غريب أمر هذا النظام الذي يفضح نفسه بنفسه وبجهالة وبسذاجة وبسماجة ، هي فوبيا الرحيل التي تصيب كل الدكتاتوريات على مر العصور ، وكأنما أتى هؤلاء ليمكثوا حكاما إلى الأبد ، ولكن فليعلموا رغم أن ليس من بينهم عليم ، أن (الأيام دول) ، وان أحوال الشعوب والامم على رأي إبن خلدون (لا تدوم على وتيرة واحدة وإنما تغيير وإنتقال من حال إلى حل ) ، فليتحلى النظام يوما واحدا بالشجاعة ، عندها سيدرك انه لا محالة زائل ، وكل نعيم لا محالة زائل ، وعليه ان يتسائل عن المصير ، ماذا بعد ؟!! ، أما الهروب من المصير فهذا أيضا يمكن ان يضاف إلى الموبقات الألف ولست العشر
غريب أمر هذا النظام الذي لا يرى في أبناء بلادي بديلا صالحا للحكم ، لحاكم يأتينا الباطل من بين يديه ، ولم يوما إله
غريب أمر هذا النظام الذي لا يرى حتى في منسوبيه رجل آخر رشيد
غريب جدا أمر هذا النظام الذي يخاف ويعاتب ، بس من كلمة ويعتبرها مسّت غروره (ارحل)
غريب أمرك ياهذا !! أتريد البقاء أم تخاف الرحيل ؟ !
[email][email protected][/email]