ماذا يفعل الليبى لو كان يعيش ظروف السودانى

ماذا يفعل الشعب الليبى لو كان يعيش ظروف الشعب السودانى
(ليس بالخبز وحده يحيى الانسان)

نصر الدين حسين دفع الله
[email protected]

لقد زرت الجماهيرية عدة مرات واخرها المؤتمر التاريخى للمهاجرين الافارقة باوروبا فى طرابلس منتصف يناير الماضى ، وكانت مبادرة عظيمة من الاخ القائد معمر القذافى تحت شعار (حياة كريمة فى اوروبا اى عودة حميدة الى افريقيا ) . وكانت وقتها الثورة التونسية قد حسمت صراعها مع بن على ، وكانت الثورة فى الوطن العربى محل حوار دائم بين المؤتمرين ، وكان الحوار مركزا فى من يكون بعد الشعب التونسى ؟ .
وكانت وقتها ليبيا جاءت فى مؤخرة الدول العربية ولم تكن البحرين وقطر والسلطنة والامارات فى الحسابات ، و جاء السودان فى المقدمة بعد تونس، فمقارنة بسيطة بين الاخ القائد فى الجماهيرية الملتهبة الان ووقيادة المؤتمر اللاوطنى فى السودان ، فالمواطن الليبى اعز واكرم مواطن فى الوطن العربى ولا تقبل قيادته بان احدا يهينه او يذله فلقد حدث ان اثنين من الطلاب الليبين تقدموا بطلب الدراسة الى الجامعات الهولندية وتم قبولهم ولكن عندما ارادوا السفر الى هولندا رفضت السفارة اعطاءهم الفيزا وحينها ذهب الطلاب الى الخارجية الليبية فارسلت برقية سريعة الى السفارة الليبية فى هولندا اوقفوا الفيز حتى يستلم الطلاب فيزتهم ، وكان وقتها السفير الهولندى الجديد الى الجماهيرية قدم طلب الفيز حتى يسافر الى ليبيا ، فلقد اوقف طلبه حتى اخذ الطلاب فيزتهم ، فهذا التعامل والاحترام لايوجد فى اى دولة عربية اخرى . وايضا السفارة الليبية فى هولندا تذهب الى السجون الهولندية تبحث عن المواطن الليبى المسجون ، فاذا مشكلته تحل بالمال حلتها واذا لا تحل بالمال دفعت له راتب شهرى وهو فى السجن اقله 500 يورو . اما من ناحية المعيشة فليبيا ارخص دولة فى العالم فسعر جوال السكر سعة 50 كيلو فى ليبيا يساوى خمسه يورو اى سعر عشرة رطل سكر فى السودان ودقيق القمح (الفينى) جوال سعة 50 كيلو 3 يورو اى 5 كيلو فى السودان . كل ليبى له شقة مجانا وسيارة فى السنه بسعر رمزى .
اما الاخ القائد هو مؤسس س ص الافريقية وهو من سلك طريق نكروما ولوممبا فى توحيد الافارقة حين نادى بالولايات المتحدة الافريقية وهو من ناصر كل الاحرار فى العالم وخاصة فى افريقيا .
اما حكومة الخرطوم لم اراها وهى فى هذه الفرحة من قبل والجماهيرية وشعبها فى هذه المحنة ، الا فى وفاة المناضل شهيد الوطن د. جون قرنق . فكل كتابها القريبين منها يعبرون عن ذلك .
ولذلك انا اقول للشعب الليبى انتظر حتى لاتندم كما ندم الشعب السودانى والشعب العراقى ، فالشعب السودانى يندب حظه العاثر حتى الان عندما ولدت ثورة ابريل قبل ميعادها وكان يتمنى لو انتظر عودة جعفر النميرى من امريكا ليتخلص من الارهاب السياسى وليس كما يسميه البعض ب(الاسلام السياسى) . والشعب العراقى لو يعرف انه يعيش يوم القيامة قبل موعده لانتظر رياح الثورات الهابة ليغير نظام صدام حسين دون ان يدفع كل هذه الاثمان الباهظة . فالشعب الليبى يمتلك الحكمة والفطنة حتى يفوت هذه الهجمة الغربية الشرسة على بلاده ، وان لايدع تيارات الارهاب السياسى ان تاتى الى الحكم ، فعليه ان يتعظ من الشعب السودانى وكيف تبدلت حالته بعد مجئ الارهاب السياسى للحكم . فالذين قتلهم هذا الارهاب السياسى فى السودان منذ مجيئه وحتى الان لم تقتله اسرائيل فى فلسطين منذ قيامها وحتى الان .
وعلى القيادة الليبية ان تخاطب شعبها بخطاب متوازن ومتصالح وان تواسى كل من فقد عزيزا وتبدأ صفحة جديدة تدفع فيها متطلبات المرحلة الجديدة حتى تفوت على المتربصين بالجماهيرية وشعبها الفرصة ، وخاصة الارهاب السياسى ، فخطره اكبر من اى خطر اخر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..