لا يا استاذ محجوب المطلوب اعادة هيكلة تفكيركم

كتب ما وصف بالكاتب السودانى بجريدة القدس العربى الاستاذ محجوب حسين وتحت عنوان {رحيل ظاهرة استعمار الخرطوم? واستحقاق هيكلة المعارضة} وحول هذا الامر نقول للاستاذ محجوب بان ما سطرته هو فى اعتقادى ومن وجهة نظرى عباره عن كلام صفوه ومثقفاتيه وصوالين ليليه مغلقه يجب مخاطبة الناس على اكبر قدر فى امكانية استيعاب وهضم المراد توصيله من الرساله
ما هو المقصود بكلمة الاستعمار الوارده فى قلب المقال وبتركيز ان كان مقصود العروبيه فطرحك لا يختلف عن طرح العصبه المتنفذه فى السلطه الحاكمه وكلكم تسعون وتاججون نار الفتنه احياء شعائر الجهويه والعنصريه البغيضه بدلا من التركيز على رتق النسيج السودانى بتنوعه
الدماء التى تسيل هى نتيجه حتميه لفعل ورد فعل هى نتيجة حرب دمويه بين طرفين الاولويه المطلقه ان توقف الحرب كاليه فى ادارة الصراع وعلى الحركات المسلحه ان تتحد اولا اذا كانت قضيتها فعلا الانسان كانسان ان تتفق على الخطوط الرئيسيه وان تترك الخلافات الاخرى الى ما بعد ازالة النظام ومن ثم طرح الرؤى المختلفه لينحاز الانسان وقتها فى جو صحى ديمقراطى لما يتماشى ومصلحته
الحرب بكل الاحوال لا تفيد المواطن فى شىء حتى لو كانت نهايتها ازالة النظام لان الخسائر البشريه فى الارواح والاعاقات بجانب الفاقد التربوى والتشرد والنزوح والتشريد كلها امور اطلاقا لايمكن معالجتها لاحقا باى نوع من انواع التعويضات ويكفى مثالا ما اصاب الجنوب بعد حرب استمرت منذ ما قبل الاستقلال وبعد ان تسنم قادة الحروب السلطه فى اعلى مستوياتها وفشل اكذوبة الوحده الجاذبه لاطماع متعدده ومصالح متقاطعه ومتباينه اتفقت فقط فى تنفيذ هدف واحد الانفصال ماذا استفاد الانسان الجنوبى بعد الانفصال مزيد من الحروب بدلا من وهم الاستعمار العربى الى حروب قبليه داخليه نفس مسلسل تدمير الانسان من اجل اجنده بعيده عن مصالح من يحاربون باسمه دون تكليف منه
العظماء ممن كسبوا القضايا الحقيقيه لشعوبهم امثال مانديلا والمهاتما غاندى لم يجعلوا شعوبهم تدفع الثمن غاليا بل تحملوا هم بصبر وجلد لتوصيل الرساله ليتحمل الجميع العبء
اذا اعلنت كل الحركات المسلحه وبصوره عمليه وجاده ايقاف الحرب وشطبها كواحده من اليات الصراع حتما ستوجه ضربه قويه وتربك حسابات النظام فى مساره السياسى بل ستجذب كل شرائح الشعب السودانى وتوحيد صفوفه نحو هدف واحد
اما الحرب فتولد مناخ صحى لتنمو بذور التخوين والتشكيك والمصالح الخاصه ومصادر التمويل الخارجى وووالخ خلاف ان وقود الحرب وضحاياهم سيكونو لاحقا هم المتمردين الجدد على متمردى اليوم و مرة اخرى خذو الجنوب مثالا بل خذو مطالب جيش الامه مثالا وما اصاب حزب الامه عندما اتى وقت توزيع الغنائم بل حتى الحركات المسلحه خذوها مثالا الى كم خليه انقسمت حول قضيه واحده وهذا ما جعل القضيه تتوه وينفض من حولها الزخم الشعبى لانها صارت بيوتات وشلليات حيث بانت الجضوم الوارمه من اثر النعمه وصاحب القضيه مشرد بين كافة المتاهات لا تعليم لاصحه لاامن وهذه ينعم بها الاخرين ممن يتاجرون بقضيته وملفاتها معروفه بالاملاك والارصده فى كندا وامريكا وخلافه من دول المهجر
ان اعادة الهيكله الحقيقيه هى ما فعله الاستاذان الجليلان فاروق ابوعيسى وامين مكى العوده الى الداخل ومواصلة النضال من الداخل بدلا من السواح بالخارج لانه مهما كانت اعانات الخارج الا انها فى النهاية محكومه باجندتها الخاصه وهى متى ما ارادات تجعل القضيه فى الواجهة مستخدمه ادواتها ممن نصبوا انفسهم ممثلين للهامش ومتى ما اقتضت مصالح الخارج قللوا تسليط الاضواء وتوجيهها لمحطات اخرى
اعادة الهيكله اخى محجوب هو ان تتوحد قوى المعارضه بحق وحقيقه وتضع برنامج الحد الادنى بصوره مقنعه وان تتوحد الحركات المسلحه وتتفق على انهاء حالة الحرب بصوره جاده وقتها ستتغير اللعبه تماما لان الرؤى باتت واضحه 20 عاما حرب ما هو مصير من صار عمره 20 عاما وهو فاقد تربوى صحى سياسى ونفسى تائه بين الخيام والنزوح والتشرد داخليا وخارجيا حتى الحركات المسلحه لم تلتفت لمعالجة هذه السوالب بل التركيز على المحرقه
اعيدوا النظر ان كانت تهمكم حقا قضية الانسان السودانى كانسان تدارسوا المسائل من كل جوانبها الانيه والمستقبليه ومن يحتضنك اليوم سيلفظك غدا وما يدور فى دول المنطقه يكفى المطلوب اعادة هيكلة التفكير وشجاعة محاولة تفريغ الجيوب والتوزيع العادل للمغانم.

[email][email protected][/email]