صحيفة الميدان اليوم 29|5 بالمكتبات بعد شهر مصادرات من الامن

كلمة الميدان
لماذا يخاف المؤتمر الوطني من مشاركة المعارضة؟!
رفض المؤتمر الوطني الحاكم مشاركة المعارضة في المفاوضات القادمة لحل القضايا العالقة. بحجة أن المفاوضات استكمال لقضايا ظلت عالقة بين السودان وجنوب السودان منذ اتفاقية السلام الشامل والتي كان فيها الحوار بين الحكومة والحركة الشعبية. وإذا كان للقوى السياسية أي مقترح عليها إن تقدمه لوفد التفاوض مع دولة الجنوب.
وهي حجج مردودة. لأن قوي المعارضة ظلت تتابع عن كثب كل المفاوضات منذ أن كانت اتفاقية السلام الشامل في أطوارها الأولى في كنشاسا حتى استكملت في نيفاشا. وقدمت نقداً للطرفين لانفرادهما بالمفاوضات التي أصبحت في نيفاشا تناقش كل تفاصيل حاضر ومستقبل البلاد من اقتسام السلطة والثروة حتى تفاصيل الميراث وقوانين الأحوال الشخصية.
وظلت قوى المعارضة تقدم الآراء والمقترحات القائمة على النقد الهادف لوضع اتفاقية السلام الشامل موضع التنفيذ.
إننا نقدر موقف حكومة الجنوب رغم تفهمها المتأخر جداً لأهمية مشاركة قوى المعارضة في المفاوضات الحالية. ورحبت بوجودها كطرف أصيل العديد من المنظمات والبلدان وعلى رأسها ممثلي الاتحاد الأوربي.
إن المؤتمر الوطني قد أدمن التفاوض الثنائي، للإنفراد بمن يريد التفاوض معهم ليسهل عليه التنكر لما تم الاتفاق عليه أو النكوص عن أي قرارات يتم التوصل إليها وقبلها صاغراً . وهذا حال المؤتمر الوطني مع كل الاتفاقيات المبرمة من قبل بما في ذلك اتفاقية السلام الشامل.
ولهذا السبب فهو يرفض عن جزع وخوف من المستقبل حضور أي طرف للمفاوضات القادمة. ويتخيله أنه سينحاز الى حكومة الجنوب.
إننا نواصل سعينا لإقناع الجميع بأن حضورنا لهذه المفاوضات الحاسمة في حاضر ومستقبل البلاد هدفها المساهمة في حل الأزمة الشاملة التي تعاني منها البلاد بكل المصداقية والعدالة التي تحقق مصالح الشعبين في الشمال والجنوب، وتوقف الحرب ونضع الأساس لسلام راسخ بين الدولتين.