هذا الوطني العملاق، إسمه سعودي دراج!!!.

[email][email protected][/email] إن النعي الذي يليق بك يا سعودى ليس بالضرورة ان يكون موافقاً لشرط الكتابة المتواضع عليها. ولكن لابد وان يليق ولو ببعضٍ من مقامك، وتاريخك الرفيعين. حين تعرفنا على هذا الحزب العتيد، وما زلنا غضين وقتها، كنا حين تطبق ايدينا على الميدان السرية، والتي كانت تصعب قراءة كلماتها، احياناً، لان لف الرونيو كان يطمس بعض احرفها، كنا نبدأ بشمها. كانت لها رائحة نفاذة تتفتح لها مسام الجسد والعقل. وتلك عادة عجيبة اورثتنا لها كتب وكراريس وزارة االتربية والتعليم، او المعارف، التي كانت توزع مجاناً مع إطلالة كل عام دراسي جديد، اي والله توزع مجاناً. وتلك واحدةٌ من ملامح العهود الجميلة التي عاشها هذا الوطن الجميل من قبل ان تطأه جحافل التتر!!!.
كانت الميدان، وقتها، ترفع شعارا يلخص فداحة الجُرح وإيلامه، “الثأر لشهداء 19 يوليو”، وليصبح فيما بعد، وفي تجاوزٍ مبين للذات درج عليه الحزب دوماً في مسيرته الطويلة، الثأر لكل شهداء الوطن.
كانت الميدان مثل كوة الضوء الباهر في جدار الحلكة!!!. كان ذاك هو الوقت الذي تعرف فيه جيلنا على إسمك، الذي ظل ثابتاً، وعلى الدوام، في صدر تلك القائمة الطويلة من الشهب الزواهر. كانت أسماء المعتقلين تتبدل ، إلاك، إذ ظللت كما النجم الذي يحدو، ويهدي المسير.
ففي “ميدان” ذلك الزمن “السري”، تعرفنا على اسمك وعلى الاناشيد الزنابق/
يا راية رفرفي
يا راية رفرفي
النخلة وسط الريح تلاوي وتنكفي
الارض في
والبذرة فيها بتختفي
تطلع نخيل
اخضر جميل، زاهي ووفي
يا راية لو مليون او مليونين شهيد ماتوا تحتك
علي الدوام
حترفرفي وحترفرفي
وحترفرفي.
كانت تلك الاناشيد، والتي كانت “رحيق المقاومة”، عادة ما تزين صفحات الميدان الاخيرة.
(2)
اقولُ،وبزعم اكيد، اني أعرفك.
فلقد جاورتك لاكثر من عام في المعتقل، في ذلك العنبر في قسم المديرية بسجن كوبر. قلت لك، ذات يوم، انك شديد الشبه بجدنا “المقدم فضل المولى”، او “المقدم تكوي” كما كان يُكنى. كان رجلاً متين البنيان، وذا مروة. حكيت لك عنه وعن عمنا “زايد علي كنداس”، وعن صديقهما “ود الكنون”، من جهات “ابعدارة”. كانوا اناساً جميلين، إنتموا إلى زمن جميل، قد رحل. إلتقوا في الجزيرة، في ذلك الوقت الذي ادار فيه المشروع حياة الناس إستدارة كاملة. حكيت ليك كيف كانت دهشة “ود الكنون”، التي بلغت مبلغاً، حين إلتقى عمنا “زايد” وبعد طول غياب، وكان الزمن ان بصم عليه بكلتا يديه، ” آ زايد زمان، عندنا في الجزيرة قدام هناك، انت والمقدم تكوي جلاليبكم بُييييضْ زي جُمال البُسُطاب، الليلة آ زايد راسك يعدم الصوفة، ويبقى لي زي ام قلنقيت؟!!!”… إنفجرتْ ضحكتك المعهودة مدويةً، ثم فجأة إكتستْ ملامح وجهك بالجدية قائلاً، “يا زميل الحكاية دي عندها علاقة بالصراع الطبقي؟”!، ثم واصلت ضحكتك وبكل دويها وكأنها لم تتوقف ابداً!!!.
هذه الروح السمحة، يا سعودي، كانت هي زادك في إجتياز مفازات القهر وظلام الليالي الطوال في سجون الطغاة.
(3)
يحتاج أي إمرئٍ منا إلى قدر من الحظ، وعلى اي وجه من الوجوه في هذه الحياة، فما بالك في اوقاتها الصعبة؟!، لم يكن هناك منْ هو اوفر حظ من اولئك الذين رافقوك يوماً في الحبس، إذ أن المعتقل في رفقتك، وبفضل خبرتك وبساطتك المدهشتين، يتحول إلى غير ما معتقل!!!،. لا انسى وصيتك، في عام 1983، وانا في طريقي للتحقيق، “أجب بإختصار وبقدر السؤال، ولا تذكر إسم اي شخص”. ثم انك عنفتني بحس رفاقي صادق وا كيد عندما علمت رفضي لفكرة كتابة التعهد، خلال التحقيق الذي سبق إطلاق سراحي، “يا أخي نحنا محتاجين للناس برة أكتر من هنا”!!!. ولكن، وبرغمه خرجتُ من المعتقل. بالقطع، كان ذلك الموقف سيكون مكلفاً لو انه كان في ظل هذا النظام الاسلاموي الأغبر. بالفعل، “الدكتاتوريات خشم بيوت”!!!، على حد قول منْ عايشوا انظمة القهر المختلفة التي مرتْ على هذه البلاد.
أذكر انك أطلعتني على كراسةٍ ،كنت قد كتبتها خلال سنوات إعتقالك الطويلة، عن الحركة العمالية والنقابية. وما زال يعلق بذهني وحتى هذه اللحظة سؤالٌ كنت قد طرحته في تلك الكراسة، وهو ما الدور الذي ستلعبه هجرات القوى العاملة في تطور الوعي في منطقة الخليج؟!. لا أدري ان كنت َ قد نشرت تلك الكراسة ام انها ، مثلها ومساهمات عميقة، كثيرة، كانت نتاج الخبرة والعراك مع الحياة، قد طواها النسيان هي الاخرى، لأنها لم تكن مسنودةً بألقابٍ أكاديميةٍ وحناجر رنانة؟!!!. وسأظل اذكر إنطباعك عن كتاب الحركة العمالية في المغرب العربي، لكاتبه “إبراهيم طوبال”.
(4)
كان المعتقل يضم اناساً مختلفين ومن مشارب عدة في الحياة، مهندسون، اطباء، خبراء، اساتذة جامعات، وغيرهم، إلا ان اللواء محمد سعيد إبراهيم، مدير السجون وقتها،كان يصطفيك دون الآخرين في زياراته لاقسام المعتقلين، والتي كانت تَحدُث من وقت لآخر. كان يتحدث اليك بود بائن، وبطبعك الدمث كنت تبادله ذلك الود. والسر من وراء كل ذلك هو أنه كان ان إعتاد وجودك الدائم بمعتقل كوبر منذ اول أيام تخرجه وإلتحاقه بسلك السجون على نهايات سني الاستعمار.
هذا يعني يا سعودي انك كنت “لواء معتقل” من قبل ان تحط “الانقاذ”بثقلها القمعي!!!.، ولا ادري إلى اي رتبةٍ وصلت، بعد ان استضافتك في بيوت اشباحها وزنازينها؟!!!.
لم يكن اللواء محمد سعيد إستثناءاً، اي لم يكن وحده الذي يعرفك. فعندما اعلن النميري، وهو في اوج لحظات غيبوبته وطغيانه، عن قوانيين سبتمبر 1983 البغيضة، تم تحويل المعتقلين السياسيين إلى سجن دبك شمال غرب مدينة الجيلي على نهر النيل. كإجراءٍ تضليلي لإخفاء عوج عدالة مزعومة كاذبة، كان عرابها “دكتور حسن الترابي”، “الحي دا وما ميت”، على قول اهلنا البسطاء حينما يتعلق الامر بتأكيد الوقائع!!!. “دكتور الترابي” الذي كان يجلس متكئاً على مقعده في ساحة العدالة في سجن كوبر ليكون شهوداً ومتقرباً إلى الله، بحكم منصبه، على إجراءات تنفيذ الصلب والقطع من خلاف، وسط شعبٍ يعيش أسوأ اعوام رمادته، ويكاد ان يكون جائعاً بتمامه وكماله!!!.
عندما عاد المعتقلون من سجن دبك، جيئ بهم إلى قسم السرايا، ذلك القسم العتيد في سجن كوبر. وعند تلك العودة إرتكب جهاز أمن نميري واحدة من حماقاته المشهودة، إذ قام افراد قسم الامن الخارجي فيه بتعذيب بعض الشباب صغار السن، ممنْ يُعتقد بانهم أعضاء في اللجان الثورية. قذفوا بهم إلى داخل قسم السرايا ليلاً وآثار التعذيب واضحة على أجسامهم الغضة. كان الاستياء بالغاً. وكان قرار لجنة المعتقلين، والتي فيها تمثيل لكل الانتماءات السياسية في المعتقل، كان قرار الغالبية فيها التريث والتدارس بروية لاجل اتخاذ موقف موحد. ولكن، وبرغمه رأى الاخوة في حزب البعث وكذلك في اللجان الثورية القيام بتنفيذ إضراب كامل عن الطعام، بعد ان فشلت كل محاولات إثنائهم. كان رأي قيادة الحزب في المعتقل، وكنت من بينهم انت بحكم انك كنت عضواً في لجنة الحزب المركزية، كان رأياً واضحاً، ان الاضراب معركة، ولذلك فان دخولها وهي معزولة عن حملة مصاحبة لها وسط الراي العام في خارج، ستكون نتائجها كارثية على المعتقلين في داخل المعتقل، وعلى العمل السياسي خارجه، في حالة الفشل.
كان يوم ذلك الاضراب يوماً مشهوداً. جاءت إدارة السجن في الصباح الباكر. كانت تود معرفة تفاصيل الموقف، منْ مع الاضراب ومنْ هو ضده؟. وكانت الاوامر بان يصطف كل فريق على جانب. جاء الشاويش “غبوش”، وهو من قدامى ضباط كوبر، وتلك لحظة قد لا ينساها كثير من المعتقلين الأحياء اليوم، إذ قال متسائلاً وبدون ان ينظر للاصطفاف، “سعودي دراج واقف وين؟”!!!. فحينما سمع الاجابة بان “سعودي” غير مضرب عن الطعام، ما كان منه إلا وان قال وبثقة مفرطة، ” دا إضراب فاشل”!!!. وقد حدث بالفعل!!!.
لم تكن انت سعيداً لذلك، لانك كنت تعلم بانه كان من الممكن ان يكون هناك افضل مما كان!!!.
(5)
يقول الناس، وهم صادقون، بانك كنت السجين الاطول حبساً في ظل الدكتاتورية العسكرية الثانية، حيث انك مكثت وتنقلت بين سجونها المختلفة لفترة وصلت اثني عشرة سنة ونيف من سنوات عمرها الستة عشر!!!. ولكن الحقيقة التي قد لا تصدق، هي ليس ذلك وحسب، وإنما قد تكون واحداً من قلة قليلة من الوطنيين في تاريخنا الحديث، هذا إن لم تكن حتى يوم رحيلك السوداني الأوحد، الذي طالته يد الحبس السياسي في كل ازمنة القهر، التي حكمت البلاد بعد سقوط المهدية. دعني الآن اجرد الحساب الذي يسند تلك الحقيقة/
كنت معتقلاً في عام 1951 في إضراب البوليس، وكنت نزيلاً في سجن كوبر، في زمن الاستعمار الانجليزي، الذي حكم البلاد (1898- 1956). إستقبلك منفى نواكشوط في جنوب السودان سابقاً وكذلك سجون البلاد الأخرى إبان الحكم العسكري الاول، الذي حكم ما بين (1958 ? 1964)، عرفتك زنازين سجن كوبر وسجن شالا إبان الحكم العسكري الثاني، الذي إستمر ما بين (1969 -1985)، واما بقاؤك وصراعك لأهوال ديكتاتورية الاسلام السياسي وبيوت اشباحها (1989 ? الآن)، فقد اعانك عليها ذلك التاريخ المجيد من المقارعة والصمود.
فقد حكى المعتقلون الذين قاسموك بيوت الاشباح “الاسلاموية”، انك كنت تأتي بعد كل جلسةٍ للتعذيب مغطى بدمائك وآلامك وبريق إبتسامتك الوضيئة. كنت تمنحهم الثبات!!!.
فطوبى لك، فقد هزمت جلاديك يا سعودي، وما انكسرت!!!.
لا اعرف شخصاً سيبعث امة لوحده، بعد الغفاري، سواك. ولسوف يطول وقوفك امام الحق عز وجل، لانك ستقاضي كل ارتال القتلة اولئك، الذين لم يتركوا شبراً واحداً على جسدك لم يشموه بسيوف ظلمهم و رماحه.
(6)
كلما مررتُ، طيلة العقدين الماضيين، من امام ذلك المنزل الذي قضى فيه آخر سنوات عمره، كنتُ ارفع يدي بشارة النصر، مغرياً السلام له ولسيرته الباهرة. وما زلتُ. هناك اوجه من الشبه بينك و”بول روبسن”، ذلك اليساري الامريكي العملاق، والموهوب. لا أشير إلى حقيقة تخرجه في القانون في اعرق جامعات امريكا، جامعة كولومبيا، وإنما كان ناشطاً سياسياً، ومنافحاً من اجل العدالة، عوضاً عن كونه رياضياً مرموقاً في ميادين مختلفة، وممثلاً ومغنياً مشهوداً. كان “بول روبسن” مثلك مبدعاً ملتزماً محجلاً أغر. ترك كل الاغراءات من خلفه وآثر ان يسبح ضد التيار، ولم يتنازل قيد انملة!!!. كان ذلك والمكارثية في اعلى موجات جنونها، إذ لم يخفِ إنحيازه للاشتراكية وقضايا الشعوب المضطهدة، المتمثلة في نزوعها نحو التحرر. كلفه ذلك الكثير، اقله مصادرة جواز سفره كمواطنٍ أمريكي، ولكنه لم يتزحزح عن قناعاته الراسخة. قال عنه بروفسور “مارتن دوبرمان”، كاتب سيرته، ” كان اهم رجل فن امريكي اسود. كان ينظر إلى ملكاته المتعددة، وموهبته في التواصل والتخاطب ليست كغايات في حد ذاتها، وانما وسائل لاجل مساعدة الآخرين”. وادرت انت الآخر ظهرك للرياضة والفرق الموسيقية، واخترت لتصبح قائداً عمالياً ونقابياً لخدمة قضايا الطبقة العاملة وهموم شعب السودان. فيا له من إختيار!!!.
ترك “بول روبسن” كل شيئٍ وراءه، واختار ان يقضي سنوات عمره الاخيرة في منزل متواضع، تؤول ملكيته لاخته المعلمة البسيطة “ماريان فورسيث”، وحيث يقع ذلك المنزل على شارع “وولنت إستريت” وتقاطعه مع شارع 50 بمدينة فلادلفيا.
اصدرت مصلحة التراث والآثار بالمدينة مرسوماً اصبح على ضوئه ذلك المنزل أثراً تاريخياً، وثُبِتتْ وسط حديقته الأمامية لوحةٌ مميزة ومعروفة، كُتِبَ عليها، “هنا كان يعيش بول روبسن” . ليس ذلك وحسب، وإنما اصدرت مصلحة خدمات البريد في الولايات المتحدة الامريكية، في 9 ابريل 1998،أي في مئوية ميلاده، طابعاً بريدياً يحمل اسمه تخليداً وإمتناناً. فهكذا ينصف التاريخ صانعيه، رغم انف امثال السنتور جوزيف مكارثي. ومما لاشك فيه انه سياتي ذلك اليوم الذي يكتب فيه، ورغم انف الطغاة الذين مروا على هذا الوطن، وعلى تلك البوابة العتيقة لسجن كوبر، وبحروفٍ ناصعة/
“هذا هو المكان الوحيد، الذي كان يسع الوطني العملاق سعودي دراج حينما تريد ان تتمدد قوى الشر، وكذلك أعداء الشعب، على طول الوطن وعرضه”!!!.
(7)
خاتمة/
كتب “إيفان فان سيرتيما” واصفاً قائد مملكة مالي القديمة، وملكها في اوائل القرن الرابع عشر “ابوبكاري الثاني”، أي “ابو بكر الثاني” حفيد مؤسسها “سونجاتا”، الذي قرر ان يعبر الاطلنطي إلى طرفه الآخر، وذلك في عام 1311، وفي تلك الرحلة النهائية، كتب قائلاً/
“وفي احد الايام إرتدى ثيابه البيضاء الفضفاضة، وعمامته المطرزة المحلاه، مغادراً مالي في اسطوله عن طريق نهر السنغال، متجهاً غرباً عبر الأطلنطي حيث لم يعد ثانيةً، آخذاً معه شاعره ونصف تاريخه”. فلقد ذهب ذلك القائد العظيم في رحلته الأبدية. وهأنت تذهب ايضاً كقائدٍ صلب في رحلتك الأبدية، ولكن، تاركاً لنا كامل تاريخك النضالي الثر، نبراساً مضيئاً على طريقٍ شاقٍ وطويل.
سنحتفي، يا سعودي، بسيرتك النيرة على أوجب ما يكون الإحتفاء، بأن نلتزم جانب الشعب ونعمل لاجل خيره. ولا يسعني غير ان اختم بتلك المفردة الحميمة، التي تمثل الإضافة الفارقة لأهلنا “الأنصار” في سيرة أدبنا السياسي. فلترقد روحك الطيبة في سلام، ولتخلد ذكراك العزيزة دوماً بيننا، ايها الرفيق “الحبيب”.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. له الرحمة والمغفرة سعودي دراج
    ماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين

    اتمنى من الزميل صديق عبد الهادي وكل الزملاء القيام بعمل توثيقي لسعودي دراج وكل الزملاء الذين رحلوا عنا حتى نعلم الاجيال بهم وببطولاتهم وتضحياتهم من اجل وطن حر

    عاش نضال الحزب الشيوعي السوداني

  2. شكراً جزيلاً صديق علي كل هذه العذوبة!

    “لا اعرف شخصاً سيبعث امة لوحده، بعد الغفاري، سواك. ولسوف يطول وقوفك امام الحق عز وجل، لانك ستقاضي كل ارتال القتلة اولئك، الذين لم يتركوا شبراً واحداً على جسدك لم يشموه بسيوف ظلمهم و رماحه”.

    ووالله لقد طفرت أدمع عيني قبل إتمام قراءة هذا المقال الفائض بالحميمية، الإنصاف، و العذوبة!

  3. عضوية الحزب الشيوعي السوداني وقياداته، قافلة من الأتقياء الأنقياء، علموا التاريخ ما معنى الصمود وما البطولة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..