هي غاية… لا تدُرك يا دكتور نائل اليعقوبابي ..

مايقارب الأربعين عاماً وأنا أعاقر التعاطي مع القلم و أتصارع مع الحروف والجُمل لتركيب ما اراه أمثل الصيغ في أدب توصيل فكرتي على تواضعها الى القراء الذين أعتبر نفسي تلميذا في محراب وعيهم وأستشف منهم ما يعينني على دلق المداد على صفحات الورق أو أنثره في فضاء الإسفير وقد باتت أجهزته حاكمة للأنامل هي الآخرى تزاحم القلم الذي كان له قصب السبق والريادة منذ الأزل في تعليمنا القراءة ..فذكره المولى في محكم تنزيله تذكيراً به وبدوره الهام كواحدٍ من مفاتيح المعارف الربانية في عقل ومدارك البشر .
لم أشعر يوماً بأنني أستاذ على أحد مهما كان مقدار تعليمه أو خبرته في الحياة فهو يظل إنساناً في المقام الأول وله أيضا دور أياً كان موقعه يظل مكملا لأدوار الغير بمختلف مقاماتهم ووظائفهم في الحياة !
الكاتب منا ياصديقي الدكتور نائل يرمي ببضاعته أمام عيون قرائه و يترك لكل منهم الحكم حولها فمن يشتريها برضائه لا ينبغي أن يصيبنا بالغرور وانتفاخ الأوداج والشعور بأننا قد أصبحنا من العباقرة أو حتى المجيدين في الحد الآدنى .. ومن يبغضها بنقده أو تعيبها فذلك لا يجب أن يسد النفس عن إرتياد ساحة العرض . بل لابد من أن يجعلنا نقلب في ثنايا ما قلنا حتى نتخطى نقاط ضعفنا أو نصل الى قوة قبول من إنتقدونا بالمزيد من العطاء !
أكتب يا صديقي نائل من منطلق قناعاتك الإبداعية
وأهم نقطة ارتكاز في الكتابة الراتبة هي أن ترضى عنها أولا أنت .. ثم تنتظر حكم الآخرين ممن يلتهمون طعمها وأنت تقف في منطقة محايدة وكأن ما كتبته هو إنتاج لآحدٍ غيرك .. وتحصد نتائج الحكم لتوسيع خطواتك في مقبل الدرب !
لم يرضى الناس في تاريخهم كله بإجماعهم عن الأنبياء والرسل ولا التفوا حول ملك أو حاكم أو حكيم ولو كان في زهد المهاتما غاندي الذي مات برصاص من لم يرضوا إعترافه بحق الآخريين في الحرية الإنسانية وإعتناق ما يشاءون من ديانة أخرى !
فمسالة إرضاء كل الناس هي غاية لا تدرك .. لكن ذلك لاينبغي أن يكبلنا عن محاولة السعي للوصول الى كل الرضاء ولو بصورة نسبية لآن الوصول الى ذروة ذلك الجبل هو المستحيل بعينه ..!
فمساحتك واسعة يا صديقي في ظل الراكوبة الذي يسع الجميع مع إختلاف نغمات الصوت في ترديد ما يجول بالخاطر عبر نشيد كورالي كل يغنيه لليلاه وفقاً لمقدرة حباله الصوتية .. مع تفاوت المقدرات على التطريب التي تتدرج مابين الشجي و النشاز .. ولك المودة .. فلا تغضب يا صديقي .. اليعقوبابي !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخي انت نايل الكتابة ما دلق حبر علي الورق الكتابة قكرة ورؤيا و معالجة انتو الاتنين ما عنكم موضوع فرخانيين باكتابة الما عنده قيمة دي

  2. صدقت يا عزيزي برقاوي لا نكتب بقناعة ورضا ضمير ولا نكتب لارضاء يا نايل وانما لاضافة فكرة موجبة او نقد بناء ولكن لكي نرضي الناس نحاول فقط كتابة افكارنا واراءنا كشهادة علي حياة قاصدين الفعل الموجب فان اصبنا لنا اجران والا فواحد مع رهق لا يدركه الا امثالك فالذين يتصورون ان الكتابة ليست رهقا وليست نظيفا هؤلاء لا يدرطوا الحقيقة وما جلبته علينا الكتابة اقسي بكثير مما يتصوروا وما اغنانا عنه لو لا المسئولية كما قال الصادق المهدي (لو لا عهد المسئولية كنت وابنائي في غني عما نجد بالغرب الاوروبي في هناءة عيش وانتاج مما نحن فيه )اذن فالكتابة مسئولية دنيوية وميعاد لانه امانه اكتبوا ولا تتوقفوا هذا هو العهد الذي بيننا وبين الحق !!!شكرا يا برقاوي علي دربك اهلك سر ولا تحفل وتجعل من رهان السبق فانت مهر اصيل وهم قلة في هذا الزمان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..