غيابات مؤثرة 1

خلال البرلمان الماضي برز نجم عدد من النواب الذين خلقوا هالة حولهم واستقطبوا الأضواء بالقضايا التي ظلوا يثيرونها من حين لآخر بينما فضل نواب آخرون التوارى خلف السكون الذي لم يسبق عاصفة أبداً فكان أن ظلوا خصما على المواطن الذي إنتخبهم ودفع بهم للبرلمان ليثيروا قضاياه.
ومن المعروف إن البرلمان القومي هو الآلية الرقابية على السلطة التنفيذية القومية وان نوابه مسئولون فقط عن إجازة السياسات العامة للدولة بعيداً عن القضايا المحلية التي ترك أمرها للمجالس التشريعية بالولايات، غير أن عدد من النواب كانوا لا يتركون سانحة، إلا واغتنموها لربط القومية بالمحلية وطرح القضايا التى تمس مجتمعاتهم في إطار قومي يهدف للمعالجة الكلية، وأبرز هؤلاء كان نائب الدائرة (4) ود رعية بولاية الجزيرة أحمد هجانا والذي ظل يغتنم أى فرصة للحديث عن مشروع الجزيرة لدرجة أن الرجل تحدث عن المشروع فى جلسة خصصت لمناقشة العلاقات الخارجية للبلاد.
وبالمقابل وكما برزت أسماء في الحضور الفاعل كانت هناك أسماء آفلة، حضرت ولم تقل شيئا، بينما كان هناك غائبون عن المشهد بكامله، فبعض النواب آثروا الإبتعاد عن البرلمان وفضلوا عدم حضور جلساته، ولكل أسبابه بيد إنهم حرموا من إختاروهم للتعبير بإسمهم من إيصال صوتهم لقبة البرلمان
ومن أبرز الغائبين عن البرلمان كان نائب الدائرة (1) أبو حمد بولاية نهر النيل محمد البرجوب الذي لا أزكر إننى رأيته في البرلمان طوال السنوات الخمس الماضية رغم إنى شهدت الجلسة الأولى وشهدت الأخيرة وما بينهما ولكن لم أسمع قط البرجوب يتحدث ولم أشاهده حتى حضورا في أى جلسة.
ومثل البرجوب كان له أن لايصمت أبداً بإعتبار إن المنطقة التي دفعت به للبرلمان فيها من المشاكل ما يشيب له الولدان وفي غالبها مشاكل ذات بعد قومي ولا تنحصر في الولائية البتة فالرجل من منطقة تم ترحيل سكانها لبناء سد مروي ومن منطقة أثرت فيها سلبا عمليات التعدين بحثا عن الذهب ومن منطقة أعتصم أهلها أمام مبنى ولاية نهر النيل لأكثر من 100 يوم ومن منطقة خرج مهجروها ليقطعوا طريق الدامر بسبب مشروع المكابراب.
مئات التقارير التى عرضت على البرلمان تتحدث عن الزراعة والكهرباء والمياه والسدود وكل هذه كان من باب أولى أن تناقش مشاكل وقضايا مواطنى محلية البحيرة ومواطنى الدائرة الاولى فى الولاية ولكن غياب البرجوب حرم اهل المنطقة من الفرص المتعددة للفت النظر تجاه مشكلات سالت فيها الدماء.
غياب البرجوب كان مؤثرا بالفعل كونه تغييبا لاصوات اهل دائرة كاملة لدرجة ان البرلمان نفسه قرر فى وقت ما ان يعمل لوائحه ويفصله مع آخرين واواقف مخصصاتهم ودعاهم للتحقيق بيد ان لجنة المجلس تراجعت عن قرارها لاحقا
الغريب فى الامر ان المؤتمر الوطنى اختار ان يدفع مرة اخرى بالغائبين وابرزهم البرجوب لدورة انتخابية جديدة وان يبعد كل من كان له صوتا عاليا داخل البرلمان مثل عواطف الجعلى ودفع الله حسب الرسول ومهدى اكرت وكأن الرسالة التى يريد الحزب ايصالها هى “ان الصامتون اولى بالترشيح” وهذا الامر دفع عددا اعضاء الوطني للترشح باعتبارهم لم يكونوا راضين ابدا عن مردود من قدموهم
ترى من سيفوز مقبلا الصامتون أم المتفلتون؟؟ هذا سؤال ستظهر الاجابة عليه مطلع مايو المقبل

محجوب عثمان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..