مقالات وآراء

أجدادنا الأغبياء..!!

زمان عندما كنت طفلاً في بداية المرحلة الابتدائية.. كانت لوالدي? رحمه الله- مكتبة تحتشد بكل أنواع الكتب.. وأتمتع للغاية بكثير مما فيها.. في يوم وقع في يدي كتاب نسيت عنوانه لكن لفت نظري تنبيه مكتوب في صفحته الأولى يطلب فيه مؤلفه من رب الأسرة أن يحرص أن لا يقع هذا الكتاب في أيدي أطفاله.. وهذا التحذير وحده كان كافياً لي لأمعن في قراءة (الممنوع)..
موضوع الكتاب هو (إعادة تفسير!!) التأريخ لكن بطريقة ساخرة.. مثلاً يروي قصة ساخرة عن مشاجرة بين نابليون وزوجته وينسب لها السبب في خسارته لمعركة عسكرية.. وهكذا يعيد رسم التأريخ بريشة ساخرة..
يخطر في بالي الآن أن أحفادنا سيقرأون تأريخنا اليوم فيجدونه قريب الشبه من تحاوير ذلك الكتاب للتأريخ القديم.. فيصفوننا بعبارة (أجدادنا الأغبياء)..
عندما نصبح مجرد أوراق في الأرشيف يدرسها الطلاب في المدارس ويمتحنوا فيها.. سيتسلى أحفادنا من الأجيال القادمة بقراءة واقعنا اليوم..
بعد كل حصة في التأريخ سيخرج الطلاب في الفسحة وهم يضحكون ملء أشداقهم ويتندرون بنا فيقولوا (أجدادنا كانوا أغبياء.. بشكل!!).. وبصراحة هم ليسوا أحفاداً عاقين لنا.. أنا أعذرهم فنحن الذين ظلمناهم..
سيقرأ أحفادنا في حصة التأريخ عن الأزمة السياسية.. والحوار الوطني.. والانتخابات.. وغيرها.. ثم عندما يأتي يوم الامتحان سيفاجأوا بهذا السؤال العجيب: (اكتب مقالة في ما لا يقل عن 300 كلمة تشرح فيها أسباب الأزمة السياسية في السودان في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين!!).
الطلاب? أحفادنا- المساكين سيرسبوا في امتحان التأريخ؛ لأنهم لن يجدوا ما يكتبونه، فهم وبعقلوهم النيرة لن يجدوا ما يمكن تسميته (مشكلة أو أزمة) بالمعني الفني الدقيق.. كل الذي يجدونه بعد دراسة تأريخنا الموثق والمسجل بكل دقة أننا كنا (نتسلى) و(نكاوي) بعضنا.. ويدفع الوطن كله ثمن (المكاواة) التي نتسلى بها.
بالله حاول اقرأ أخبار صحفنا اليوم.. لا تقرأها بعينك أنت اليوم.. حاول أن تتخيل أن حفيد حفيدك يقرأها بعد مئة سنة مثلاً.. سيحتار حفيدك في فهم واقعنا.. أين المشكلة؟.. وأين الأزمة؟، ويمسك رأسه ويقول (أين عقلي؟!).
نحن نعيش حالة (غيبوبة) سياسية.. نبحث عن (المشكلة) التي تناسب الحل الذي نتمناه.. نهتف سراً بالحقيقة التي نخفيها جهراً..
نطلب من العالم أن يساعدنا كي نعاديه.. وأن يصالحنا في ذات الوقت الذي نستعصي على أنفسنا في مصالحة بعضنا..
بمنتهى الصراحة.. كنت أظن أننا نحن (أجدادنا الأغبياء).. ولكني اتضح لي-بعد كتابة هذا العمود- أننا (أجدانا الأشرار)..!!.

التيار

تعليق واحد

  1. الاجداد الاغبياء ديل انت و اشكالك
    الاجداد الاشرار ديل الدقوك
    اما باقي الشعب ديل الاجداد المغلوب علي امرهم في مواصلة العيش بين الاغبياء و الاشرار

    سوعال يا عصمان انت بتستعمل كريم شنو؟

  2. و من قال لك بأنّ عهد لصوص الإنقاذ سيؤرخ له؟؟
    يجب أن يتمّ إسقاط هذا (العهر) و ليس العهد من تاريخ السودان…
    هل سنكتب أنّ لصوصاً ، تافهين ، سفلة ، ارتكبوا كل أنواع الموبقات حكمونا بإسم الإسلام و صمتنا نحن على كل هذه المسخرة و قلة الأدب و اللصوصية ؟؟

    لن يضحكوا ، بل سيصموننا بالجبن و المذلة و الخنوع..

    أسقطوا سني حكم الأوباش من تاريخ السودان ، يرحمكم الله

  3. أننا كنا (نتسلى) و(نكاوي) بعضنا.. ويدفع الوطن كله ثمن (المكاواة) التي نتسلى بها.
    طالما ده رايك وقف صحيفتك وعمودك وبطل مكاواة غايتو ياامة ضحكت من جهلها الامم قال شنو حديث المكاواة اقصد حديث المدينة قال.

  4. الكتابة نفسها متفائلة جداً انا اخشي ان يتقسم السودان الي دويلات صغيرة مع سياسة الانقاذ الغريبة هذه ويضحي الاحفاد المشار اليهم في مقال عثمان ميرغني يكتبون بغبن تاريخي عن مظالم ماثلة الان .

  5. الاجداد الاغبياء ديل انت و اشكالك
    الاجداد الاشرار ديل الدقوك
    اما باقي الشعب ديل الاجداد المغلوب علي امرهم في مواصلة العيش بين الاغبياء و الاشرار

  6. قال الشاعر :
    خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها * * * وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ
    وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ * * * وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ
    وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ * * * حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ
    فكم شجاعٍ أضـاع الناسُ هيبتَهُ * * * وكمْ جبانٍ مُهـابٍ هيبـةَ الأسَدِ
    وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ * * * وكم صفيقٍ لهُ الأسـماعُ في رَغَدِ
    وكم كريمٍ غدا في غير موضعـهِ * * * وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُــدَدِ
    دار الزمان على الإنسان وانقلبَتْ * * * كلُّ الموازين واختلَّـتْ بمُســتندِ

  7. قال الشاعر :
    خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها * * * وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ
    وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ * * * وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ
    وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ * * * حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ
    فكم شجاعٍ أضـاع الناسُ هيبتَهُ * * * وكمْ جبانٍ مُهـابٍ هيبـةَ الأسَدِ
    وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ * * * وكم صفيقٍ لهُ الأسـماعُ في رَغَدِ
    وكم كريمٍ غدا في غير موضعـهِ * * * وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُــدَدِ
    دار الزمان على الإنسان وانقلبَتْ * * * كلُّ الموازين واختلَّـتْ بمُســتندِ

  8. لا تنسي من شابه اباه ما ظلم نعم اجدادنا اغبياء ونحن الاحفاد ورثنا جيناتهم بل اغبي واجبن منهم اهو الحال امامك تبلد * جلافة انانية عدم مسئولية هل يمتد بنا العمر لنشهد غباوات وحماقات ف احفادنا
    نحن نتوارث ونورث

  9. يا أستاذ مشكلتنا واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، والكل يعلمها ولكن أولي الأمر لا يودون ذكرها لأنهم هم المشكلة ، أسباب الأزمة السياسية في السودان يعرفها القاصي والداني ، فإن كنتم لا تعرفونها فتلك مصيبة وأما إن كنتم تدفنون رؤوسكم في الرمال فسيأتي من يخرجها لكم لأنكم لا تستبينون النصح إلا ضحى الغد …

  10. خلاص يا كوز أفلست و قبلت على الاجداد يا حيوان!!!!
    أجدادنا ما أغبياء بل انت ابو الأغبياء

  11. طيب بعد دا اكتب بامانة عشان احفادك يفتخروا بيك . ياخى خلى احفادك هسة . اكتب بامانة عشان تنوم كويس . وﻻ ” الفاليم ” مالى الاجزخانات ؟
    بعدين ادى مقالك للظافر بتاعك دا يقراهو . وقول ليهو نحن لو لقينا طريقة مش نحشركم فى زاوية ضيقة ، حا نفطسكم عديل .

  12. شيخك الترابي وحزبكم الباغي وأنت مادة جيدة للسخرية..هل تعتقد من ناضل وعذب وشرد وجوع في زمانكم الأغبر هذا وأنتم هلا يستويان أنتم أزل وأضل من الذل والضلال…بطل نفاق ومخاتله وسيذكركم أحفادكم رمزا لاحط المخادعين

  13. الاستاذ مشكلتك مع قرائك اننا غير اجدادنا وابائنا اصبحنا او بدلنا موقفنا من التسامح والعفو عما سلف الى لا عفو عما سلف ..انا فى رايى تحملت يا استاذ مما جره عليك الموقف الاجدادى اذا اعتبرت الموقف قبل عقدين موقفا اجداديا ومعجب بصمودك.. العودة الى الحق حتى ولو جزئيا لانه ليس هنالك حق مطلق افضل من ان لا تخطو خطوة واحدة .. بعضهم مثلا الطيب مصطفى لن يصدقه بشر مهما فعل ويعتبرونه متصنعا وهو كذلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..