هل يدفن “نعش” الاستحواذ في يورو 2012؟

وكالات
الفكر الذي قدمه المدرب الشاب بيب غوارديولا يمر باختبار صعب،، فهل تكون عقلية المدربين الكبار أمام ديل بوسكي هي الحل؟
ربما يكون الحل الذي قدمه تشيلسي أمام برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ملهما للمنتخبات المشاركة في كأس أمم أوروبا لكرة القدم، والتي ستنطلق بعد أيام قليلة في بولندا وأوكرانيا معا.!
فمنتخبات على شاكلة إسبانيا وهولندا تستطيع تنفيذ فكر الاستحواذ الذي طبقه غوارديولا من برشلونة والمستخلص أصلا من أسلوب الكرة الشاملة، وذلك بالاعتماد على التكتيك الجماعي وإمكانيات لاعبي خط الوسط والترابط والتفاهم الكبيرين بين الخطوط الثلاث، في حين أن منتخبات مثل ايطاليا اليونان وبولندا تستطيع تنفيذ الإحكام الدفاعي الذي طبقه تشيلسي مع الايطالي دي ماثيو والذي يعتمد على تكدس اللاعبين في المنطقة الخلفية مع تبادل الواجبات الدفاعية المتقدمة ثانية بثانية ودقيقة بدقيقة وهجمة بهجمة.
ولأن كرة القدم تحب أن تبهر عشاقها دائما، وترفض بطبيعتها كل ما هو منطقي ومألوف، فقد منحت عبر تاريخها الفرح لكثير من المنتخبات والفرق المغمورة، والتي عاكست المنطق في أدائها دون أن يعاكسها الحظ، وخير دليل على ذلك ما حصل اليورو نفسها وتحديدا مع الدنمارك في العام 1992 والتشيك في العام 1996 واليونان في العام 2004.
وسيراقب العالم أجمع في يورو 2012 الطرق الفنية التي سيعتمدها مدربو الفرق الكبيرة لتجاوز الفكر الدفاعي الذي سيسيطر على أغلب المباريات، وفي حال لم تتقن الحلول دورها فإن أسلوب الاستحواذ على الكرة سيدفن مع ختام البطولة، خصوصا إذا ما فاز باللقب منتخبا انتهج الإغلاق الدفاعي طوال البطولة.
ويؤكد محللون فنيون أن 5 عوامل ستكون حاسمة في نهج المنتخبات الكبرى للتغلب على الحمى الدفاعي التي من المتوقع ان تجتاح البطولة، وهي ما يلي:
1- الحلول الهوائية
لا بد على كل منتخب يتطلع لتسجيل الأهداف أن يلجأ خلال فترات محددة على مدار كل مباراة للألعاب الهوائية، ولتنفيذ ذلك لا بد من امتلاك لاعبين طوال القامة، يجيدون تسجيل الأهداف عن طريق الرأس، أو الاستقبال والتسديد بسرعة فائقة، خصوصا وأن كافة المنتخبات المشاركة تمتلك مدافعين يتمتعون بامكانية جسمانية هائلة.
2- حلول التسديد البعيد
كما يتعين على الفرق الكبرى ضم لاعبين قادرين على التصويب من مسافات بعيدة ومتوسطة، وذلك بهدف تفكيك التلاحم الدفاعي، علما بأن وجود لاعبين يستخدمون أقدامهم اليسرى أصبح ضرورة أكثر إلحاحا.
3- الضربات الحرة المباشرة
وحكما وبسبب السيطرة الميدانية والانصراف للهجوم والبقاء لفترات طويلة في أرض الفريق المنافس، فإن وقوع الأخطاء حول وأمام منطقة الجزاء أمر مرجع الحدوث، ولذلك فإنه لا بد من تثبيت لاعبين قادرين على ترجمة الركلات الحرة المباشرة إلى أهداف، فضلا عن ابتداع وسائل جديدة في تنفيذ هذه الركلات لتحقيق عنصر المباغتة.
4- تأمين المناطق الدفاعية
عادة ما تكون الفرق التي تعتمد على الكرة الشاملة واعية لأحدث أساليب صناعة اللعب، ولذلك فإنها تمتلك لاعبين خط وسط على سوية عالية، وهو ما ينطبق أيضا على خط الهجوم، بيد أن أنها تعاني كثيرا في الجوانب الدفاعية التي تبقى مهملة لفترات طويلة خلال التدريب، ولا تحصل الخطط الدفاعية على القدر الكافي من الاهتمام.
5- أهمية عمل الظهيرين
وأخيرا تبرز أهمية الانطلاقات السريعة لطرفي الملعب عند امتلاك الكرة، والعودة للتغطية الدفاعية مباشرة بعد خسارة الاستحواذ، خصوصا وأن لاعبي الوسط سيكونون في حالة انشغال لاستخلاص الكرة من جديد، ويصبح تبادل الأدوار غاية في الصعوبة إن لم يكن مستحيلا.