ما وراء “الـتويوتا” !

يعشق السودانيون سيارات التويوتا بكافة أنواعها تقريبا، يرونها اقتصادية وسهلة الصيانة ولهم خبرة عريضة في ذلك، وهي أيضا رخيصة قطع الغيار كما يمكن الاحتيال على مشاكلها بسهولة. وفي بقاع البلاد المختلفة في السهول والهضاب يمكن مشاهدة بوكسي ماركة تويوتا من السبعينات وهو يشق الطريق مخلفا الغبار وراءه، يتمسك به صاحبه ويرفض بيعه معتبره كصديق حميم ومصدر رزق لا يمكن التنازل عنه بسهولة.
إلى أن اختفت سيارة الكورونا كانت محببة جدا للسودانيين، ثم حلت محلها الكورولا والدفع الرباعي اللاندكروزر وغيرها.. وفي كل الأحوال فالمشهد يكشف ليس عن نجاحنا في الاختيار الذي يلائم البيئة المحلية وخواص الإنتاج عندنا، بقدر ما يخبيء وراءه عبقرية صناع التويوتا الذي تمتعوا بالشطارة اللازمة ليقدموا لنا منتجا يوافي الطلب ويلبي ما نرغب فيه، تماما.
الصناعات الحديثة ليست مجرد ذكاء، وموهبة. بل هي عمل مضن يقوم على الدراسات والأبحاث ومعرفة الأسواق بدقة. ولي أن أسال هل فكرنا يوما متى جاءت الشركة مثلا؟.. أو بدأت فهم السوق المحلي وقيمت العقلية السودانية ومزاجها الاقتصادي؟.. طبعا هذا حدث لكن لا أحد يشعر به.
في كتاب للمؤلف جيفري كي لايكر ومساعده ديفيد بي ميير، المعنون “موهبة تويوتا”.. أو برواية أخرى “طريقة تويوتا” يقودنا المؤلف إلى فهم الأنظمة الخفية التي تشتغل عليها هذه الشركة الناجحة بحيث يتاح لنا معرفة أسرار النجاح والذكاء في الصناعة والتطوير والاستلهام، بأن نصنع من “الحبة قبة” كما يقول المثل السوداني ولكن بطريقة إيجابية.
فالأذكياء والموهوبون يعرفون كيف يوظفون ما لا يرى الآخرون أن له قيمة بأن يصبح له ثمرة ويقبل عليه الناس وينطلقون من الأفكار البسيطة ليصنعوا الاشياء العظيمة وهي سمة المخترعين والمطورين والمكتشفين وكل الذين يوظفون أفكارهم لخدمة الإنسانية في سبيل أن يكون العالم أفضل.
قراءة مثل هذا الكتاب لن تكون مفيدة على مستوى تشكيل العقل الصناعي لدى أجيالنا الناهضة في البلاد، بل تفيد ايضا صناع القرار الاقتصادي والسياسي، فالإلهام اليوم لا يأتي من مصادر مباشرة. بمعنى أنه إذا أردت أن تطور خبراتك في مجال معين فيمكن أن تحصل على الفكرة في منطقة أو مجال آخر يبدو مختلفا وبعيدا، فالاساس هو أن نقرأ عن خبرات الآخرين ومعارفهم وكيف استطاعوا أن يحلوا المشكلات.
ففن حل المشكلة أو مواجهة الأزمة لاستخلاص النتائج والحلول المبتكرة لم يعد مجرد رغبة أو موهبة بل علم كبير ومعقد ويتطلب من الإنسان أن يتعلم ويطور خبراته باستمرار في سبيل أن يصل لموقع أحسن في مدرج الحياة.
لهذا اعتقد أن قراءة كتاب كهذا تفيد السياسي كما الشاب المقبل على الحياة. كما أننا في حاجة حقيقية لأن نعي كيف يفكر الآخرون..
نحتاج فعليا إلى أفكار جديدة تمكنا من الانطلاق بنجاح من مفردات البيئة والتراث المحلي والموروثات إلى صناعات مبتكرة وحديثة. فلدينا من التراث الكثير لكننا لا نعمل على تطويره بالشكل الذي يمكننا من جعله عصريا وسهل الاستخدام بل وتصديره إلى العالم، كما في التجربة الصينية مثلا والتي باتت تأخذ جميع ما عند الشعوب ثم تعيد تصديره لها، فالمركز هو الفكرة..
أعطنى الفكرة هي قاعدتهم وأنا أطورها وأعرف كيف أقنعك بشرائها كمنتج.
إشكالياتنا هنا مثلا على صعيد الاقتصاد.. والصناعات والتجارة. هي التقليد.. نفتقد للابتكار والجرأة والمغامرة.. كل من يريد أن يستثمر ماله يرغب في السهل والمجرب ولا يريد أن يكون رائدا في مجاله. وربما كان هناك عذر فالثقافة المتعلقة بالابتكار عندنا ضعيفة أصلا والمدارس والمناهج ليس فيها هذا الشيء أبدا. ولعل وجوده يمكن أن يحدث فارقا نوعيا في ظرف وجيز إذا عرف كيف يفكر الناس بطريقة جديدة وعلمية وحديثة.
إن “طريقة تويوتا” ليس كتابا عن تأهيل الموظفين الأكفاء، بل عن بناء الموهبة بل واكتشافها من البداية، فالكثير من الناس بل أي إنسان لديه موهبة لكننا لا نضعه/لا يضع نفسه، في المكان الصحيح.. قيل “الكل في السودان يحتل غير مكانه”.. لنضع/يضع، كل في موقعه الذي يلائم قدراته بعد أن يكتشف/نكتشف موهبته أين توجد، وبعدها ستكون النتائج مختلفة. بعيدا عن قيود العائلة والمجتمع.. الكل يريد ابنه طبيبا او مهندسا. في حين أن عالم اليوم يفهم النجاح وجني المال إن كان هدفا بطرق مختلفة.. يمكن أن تكون ناجحا في أي مجال، إذا عرفت كيف تستثمر قدراتك بشكل سديد.
القاعدة كما نتعلمها من التويوتا.. هي: “نحن لا نصنع السيارات فقط بل نبني بشرا”.
وهذه الرسالة بناء البشر قبل الحجر.. كما درج القول..
كما أن ثمة قاعدة أخرى أن يسمح كل منا للآخر بأن يتعلم منه، فعلى الأفكار أن تتناسل ولا تحتكر، فاحتكار المعرفة لدى الأفراد سمة الشعوب المتخلفة، وهو يأتي عن جهل وخوف وحسد وأمراض تكشف عن العجز والشعور بالنقصان.
إن المجتمع الذي يتعلم افراده من بعضهم بناء على رغبة وبحب هو مجتمع معافى وما سواه يعاني علة.
سئل مرة الرئيس الأسبق لشركة تويوتا لصناعة السيارات فرع أمريكا الشمالية عن التحديات التي واجهته لإيصال أسلوب تويوتا إلى المدراء الأمريكيين أجاب قائلا: “إنهم يرغبون في أن يكونوا مدراء وليس مدرسين”..
هذا يعني أن كل مدير في تويوتا ينبغي أن يكون مدرسا أو هو كذلك.. وهي فكرة القدوة والمثل الحسن أو هي تدوير المعرفة والخبرات في المجتمع بحيث الكل مفيد للكل. لدي ما أقدمه لك ولديك ما تقدمه لي.
كما أن الناجحين يتعلمون من الأخطاء والفشل ولا يعمل ذلك على توقف مسيرتهم أو تعطيلهم وإصابتهم بالإحباط.. ففي تايوتا كل منتوج وأي نشاط صناعي وأي خلل قد يحدث في الإنتاج هو فرصة لتطوير الأفراد.. وهي قاعدة ذكية تعمم على الحياة طبعا. أن نعرف كيف نحول مواطن الضعف إلى القوة. بأن لا نقف لنعلن عدم قدرتنا أو يأسنا.
يرشدنا العلماء إلى أن الموهبة لا تشكل سوى 10 بالمائة من حبكة النجاح، في حين أن الباقي 90 بالمائة عبارة عن صقل وتطوير مستمر للذات. وهذه التنمية الذاتية هي مستمرة في كل لحظة فالإنسان يتعلم من كل ما حوله وفي كل لحظة من الكلام والمشاهدة والتأمل. يحول الأفكار لمجسدات ولكن الشرط الأساسي هو الرغبة..
إن سر نجاح تويوتا أبدا هو أساس قوي يستند على توظيف قدرات الأفراد وترقيتها من خلال الممارسة والتدريب. لكن هناك ضفة ثانية هي العمل الجماعي.. التنسيق.. وهنا الحكمة.
[email][email protected][/email]
يا سيدي الاوانطة افضل من الموهبة و لا مجال للمقارنة .. و دعنا نضرب مثالا فيه التايوتا:
معلوم ان شركة تايوتا هي واحدة من انجح الشركات في الدنيا و ان نظمها في الادارة و الجودة اصبحت مراجع للمؤسسات و النظم الادارية و الكفاءة .. حسنا .. لانتاج عربة واحدة تحتاج تايوتا لعدد من المهندسين الموهوبين و المصمين و العمال المهرة و مصنع مجهز باحدث نظم الحوسبة و كهرباء و ادارة و مواد خام و تقنية عالية ..و نظم رقابة و مراجعة و ضبط جودة … كل ذلك تكلفة .. تقوم الشركة بحساب تكلفة الانتاج و من ثم ارباح الشركة و تحدد سعر العربة و من ثم بيعها و تصديرها … اي من جملة ثمن العربة فان ربح الشركة يساوي نسبة محدودة من ثمن العربة.
هذه العربة تدخل السودان عبر الميناء … يقوم موظف جمارك هزيل و هو يبزغ سفته بتحصيل جمارك على تلك العربة اكثر من سعر بيعها من الشركة مضافا اليه ارباح الوكيل و الشحن و خلافه … اي ان حكومة السودان سلفقة بس و اونطجية تربح على كل عربة تنتجها تايوتا اكثر بمرات كثيرة من شركة تويوتا دون ان يكلفها ذلك سوى قروش قليلة قيمة ايصال تحصيل الجمارك و موظف كحيان صاري وشه… شفت الشغل كيف؟!
نشكرك يااخ عماد علي علي فكرك و فهمك المتقدم نتمني ان يتبادل الجميع الافكار و الاراء والتجارب حتي تعم الفائده ويستفيدالجميع
اول ابواب الهذيمه عندما تتسلل كل الاشياء القيمه من بين ايدينا يفرض السؤال التالي نفسه لماذا هم متقدمون ماديا علي الاقل وليس نحن؟ نظم التربيه التي يحياهاالمجتمع الياباني هي اول عتبات هذيمتنا نحن وليس عنوان تقدمهم التقني .واحده من اعظم ادبياتنا ان معظم (الناجحون )عندنا يجب ل(خيره ان لا يتعداه وافراد اسرته ) (افقيا وراسيا) هنا لا نتحدث عن تقديم عملا لخير ما اطلاقا .الحديث هنا عن الهم (الجمعي) الذي يتعدي المفاهيم الضيقه الهم الذي يترعرع وينمو ليخرج عن دائرة الاناء والاسره الصغيره الي الوطن والاوطان والعالم والعالميه .
هناك وعند الكثير (لا يكاد ينفصم الحق الخاص عن الحق العام)اما نحن من ادبياتنا الشهيره ( ثقافة حق الحكومه حلال) الا من قله نادره هذا المفهوم ترسخ حتي اصبح عقيده تبني عليها قاعدة الحلال والحرام .
نحن منشرون (ساي) في كل شي حتي نلملم (بعضنا) وحاجاتنا وافكارنا ورؤانا واختلافاتنا وجرايدناواحذابنا كل شي كل شي عندما نختصره في حاجتين تلاته ممكن بعد داك الناس تتحدث حديث موضوعي.
شكرا عماد علي هذا العطاء وتخلفنا كما تقول في ان الصفوة تحتكر المعرفة لتكوين طائفيةجديدة من اجل السلطه لو ترك امر الصناعة لحرية الاستثمار لكنا اليوم في سباق التقدم فقد اشاد خبراء سوسريون بالشيخ مصطفي الامين كرجل اعمال رغم اميته ولكنهم اشادوا بفكره وصبره وهم الذين جاءوا مستخفين به لاميته فاذا هم يتعلمون منه وقصة حياة الشيخ قصة موهبة ونجاح عصامي بدأ بحمار وانتهي باغراق البلد بزيت الطعام بل مما لا يعرفه كثير مننا لخيبة اعلامنا ان الشيخ عمل مصفا زيت علي الميناء وربطه بخطوط امداد الي المرفأ لتصدير زيت كما يصدر البترول وجاءت الانقاذ وحسدت اولاد علي هذه الاستثمارات بالباقير وبورسودان حيث زارهم المتعافي موفدا واشاد بذلك وكان رد بشير (هذا كله من اجل السودان ) وكان يومها عدد العاملين لا يقل عن 10الف عامل ثابت غير عمال اليومية ورغم ان بشير الشيخ اهدي الانقاذ في لحظة ضيق10مليون دولار تبرع وعندما ساله الرئيس قال له هذه وصية الوالد ان نعطي السودان اذا احتاج ولكن الان بشير بالسجن وصادروا بيته بكافوري وهو قد انتقم منهم وهم لا يدركون وذلك موضوع اخر اعني بكل هذا البيئة هي رحم الابداع والانطلاق ولكن من يترك لنا الحرية من امتلكوا الحقيقة كاملة وهم ما امتلكوا شئ لالبته!!!شكرا لك يا مبدع حفظل الله