العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (3-4)

3-العقل الرعوي: ضغينة الحداثة عليه

في نحو 1968 طلب مني الدكتور الطاهر عبد الباسط عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي والقائم على لجنته الاقتصادية أن أزكي له كتاباً يقف به على ديناميكية القطاع التقليدي في اقتصاد البلد. والرجل من أرق الناس وذو سابقة جهادية عظمي في مدينة كوستي في الخمسينات. وتزوج من السيدة فوزية اليمني، المحررة بصوت المرأة (مجلة الاتحاد النسائي)، التي أطربتنا برسومها الكاريكاتورية الذكية في المجلة على عهد دولة الفريق إبراهيم عبود (1958-1964). وسيكون لها باب وسيع متى كتب تاريخ الكاريكاتير في السودان. رحمه الله ورحمها الله.

كنت لما طلب مني الطاهر ذلك الكتاب مفتوناً بالبادية السودانية. فقد انتدبني الدكتور يوسف فضل حسن مدير شعبة ابحاث السودان بكلية الآداب بجامعة الخرطوم لأكتب رسالتي للماجستير عن مأثورات الكبابيش. وقد أقبلت عليها مستثاراً بسِفر حسن نجيلة العجيب عن ذكرياته بينهم في الثلاثينات مدرساً لبَذّورهم (عيالهم) في الظعن والاقامة.كما سبقني للعمل الميداني بينهم الدكتور طلال أسد الذي حاضر بشعبة الأنثربولجيا بجامعة الخرطوم في الستينات. وهو ابن الشيخ أسد، اليهودي الإنجليزي الذي أسلم وكتب عن الإسلام كتباً حسان، من أم عربية سعودية. وقد سطع نجم طلال في علم الأنثربولوجيا وتميز بنظراته الماركسية الغراء في شأن الدين والمتدينين. ويدرس حالياً بنيويورك. وهو وإن انقطع عن الكتابة عن السودان (للأسف) إلا إنه شديد التعلق به وبالسودانيين.

وزكيت للطاهر كتاب “عرب البقارة” للبروفسير إيان كيننسون (الذي حاضر بجامعة الخرطوم أيضاً) وأستاذ طلال وغيره ورائد مدرسة في الدراسة الشفيفة اللماحة لنظم البادية. وحملت الكتاب للطاهر آملاً أن تجد الماركسية طريقها لهؤلاء القوم من السودانيين ممن اعتزلوا الدولة إلا قليلا. وأعاد الطاهر الكتاب بعد وقت ليس بالطويل. ولم يطفح البشر من الطاهر في يوم التسليم. أذكر أنه أعاده فحسب. ولا أعرف ان كان قرأه أم لم يفعل ولكنه لم ينبس ببنت شفة عنه مما اشفقني على إطلاعه عليه. وبدا لي هذا الإضراب الماركسي عن شعب الرعاة من القطاع التقليدي محيراً ولكأن الماركسية يعييها النظر في معاش هؤلاء الأغلبية السكانية ومعاشهم.

الشاهد هنا أن معرفة الحداثيين بالبادية متواضعة إن لم تكن لا توجد. والشيوعيون حداثيون أكثر منهم شيوعيين من فرط كونهم الجماعة الوحيدة تقريباً التي تروج للحداثة ما تزال. فقد تهافتت بؤرها الأخرى تباعاً. ولهذا لم اتفق مع نظرية الحداثيين في أن سبب بلاء السودان ومحنه هو العقل الرعوي. فهي من باب إطلاق القول على عواهنه: استدلال لا مقدمات له مؤسسة على علم عياني بياني بنظم البادية. فأكثر هذه النظرية حزازة أولاد بندر أو حلال استقوت بالفكرة الحداثية الأوربية الشائعة من أنه لا تنمية بلا استقرار ولا نهضة. وأن الرعاة هم خارج الاقتصاد والتاريخ. أي أنهم قوم بورا.

وما تغير شيء. فما يزال الشيوعيون مضربين عن معرفة نظم البادية. واستنبطت هذا من تلخيص جيد بجريدة الميدان (23 سبتمبر 2008) لندوة انعقدت لتدارس منزلة القطاع التقليدي في برنامج الحزب الشوعي المعروض للمؤتمر الخامس للحزب. تحدث فيها الدكتور فرح حسن آدم عن علم معروف بالزراعة التقليدية. وأعقبه الدكتور محمد سليمان فتحدث عن قطاع الرعاة الذي بدأ الاهتمام به كناشط سياسي وعالم طبيعي به في سياق محنة دارفور وتردي البيئة إجمالاً. وكتب كتاباً حسناً عن حرب الموارد. ولكني توقفت عند ملاحظة الدكتور أبو سن في الندوة من أن البرنامج المعروض لم يول قطاع الرعاة عناية تقارب عنايته بقطاع المزارع التقليدي. وهذه ضغينة ثقافية ضد الترحل في رأئي. ودعا ابو سن إلى النزول عند عقلانية نظام البداوة حين نعالج تنمية البادية في سياق نهضة البلاد الوطنية الديمقراطية. وقد لمس الدكتور عمر احمد الحسن جوانب مختارة لمثل هذا النزول عند رغائب أهل البادية. فلا نخطط لمستقبلهم وكأن نظمهم الحالية ضرب من البدائية أو العشوائية. ويبدو أن إصرار ابو سن وعمر على عقلانية نظام البادية كان بمثاية مؤاخذة لمحمد سليمان الذي اشترط بصورة غير خافية أنه لا تنمية للبادية دون أن تستقر وتهجر حياة الترحال. وقال إن عقلانية نظم البادية باتت يهددها صراع أهلها على مواردهم المحدودة أصلاً فتفاقمت بالتصحر وتضرجت بالنزاعات “القبلبة”. وبنى اقتراحاته للأخذ بيد البادية في محنتها الحالية على أساس أنها موقوتة حتى يوم تستقر البادية وتهجر السواجة اللواجة.

واضح أن لأهل الحداثة شروط انقلابية يملونها على أهل البادية قبل أن يدخلونهم في صورة تنمية البلد وتطويره. ولا يدرى المرء إن كان هذا الإملاء من كراس الماركسييين (دراسة الإنتاج وعلاقاته) أم أنها من رأسهم (ضيق أبناء البندر بالرعاة وسوء ظنهم بهم). ولا حظت عرضاً من بؤس اهتمام الشيوعيين بالقطاع التقليدي عموماً ملاحظة. فقد احتل صفحة عرض الندوة الشيوعية عنوان كبير ورد فيه أن الأرض لمن يفلحها بوصفه من مباديء الحزب الشيوعي للنهوض بالزراعة. وورد هذا الشعار في سياق مناقشة شملت البادية السودانية قد يوحي بأنه مما يصح على البوادي أيضاً. ومبلغ علمي أن الحزب الشيوعي رفض هذا المبدأ في سياق محنة دارفور حين نادي به بعض أهل البادية ضيقاً بنكد الطبيعة عليهم مما اضطرهم للجوء إلى “حواكير” جماعات أخرى لم تهش لهم. وقد استصوبت رأي الحزب في هذه الخصوص حتى لا نحدث انقلاباً في أوضاع معقدة مشحونة بالتاريخ قبل ان نستبين الخيط الأبيض من الأسود. ووجدت الترويج لهذا المبدأ في السياق المذكور بجريدة الميدان مضللاً.

أخرجت البادية أثقالها منذ عقود ثلاثة أو أكثر فاقتحمت صحن السياسة الدولية والمحلية. وواضح أن واحداً من أزكى أحزابنا السياسية يرواح في مكانه من حيث المعرفة بنظمها. ولم يمنعه هذه العلم الشحيح (أو عدمه) من ان تسود بين جنباته وجنبات أهل الحداثة أن السبب في الخيبة السودانية هو العقل الرعوي. وهذا حشف وسوء كيل.

وأعرض على القاريء في المرة القادمة مقالة للدكتور طلال اسد عن عقلانية رحلات الكبابيش الموسمية والعقل البدوي الماهر الذي وراءها. وكان نشره في مجلة السودان في رسائل ومدونات عام 1964. وتعلمت منه شيئاً مختلفاً عن هذه العقل الرعوي الملعون في دفتر الحداثيين.

وبالمناسبة: كان كتاب كنيننسون الذي “أباه” الطاهر مرة واحدة قبل نحو أربعبن عاماً ضمن الوثائق التي جرى عرضها على تحكيم أبيي في لاهاي وكذلك جاء إلى التحكيم الدكتور الباحث وكانت شهادتهما لصالح المسيرية إلى حد كبير. فساكت مالك آ طاها.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا أحد يقول أن الرعاة شر يجب إزالته … بل يقولون أن نمط الحياة الجائلة غير المستقرة لا يؤسس مدنية ولا يقيم تراكم معرفي ومادي … لكنك يا بروف طه تجكي قصصاً وذكريات جميلة وتقفز فجأة لتستشهد بمرجع أو باحث ثم تعود لقصصك وحكاويك … فيا طه قل لنا واشرح لماذا وأين ترى الخطأ في القول “أن عقل الرعاة وسيادته في “التفكير” السوداني هو سبب جل بلاوينا” … أو
    فلتسكت آ طه

  2. انا حوارى ومن اشد المعجبين بقدراد البروف السردية وتتابعها صعودا ونزولا وحتى قفزا احيانا واعجز عن متابعة عمقه الفلسفى الماركسى احيانا كثيره وان لممنا بعض اطرافها بمدرسة الكادر الى ان القدرة على عرضها والابحار بها عبر موضوع كهذا لهو امر يحتاج الى عمق لايتوفر لى اعترافا…….ولكن خطر ببالى اى نوع من عمليات الانتاج نصف الرعى لندرك افاق تطوره…..وهل فى العالم الحديث رعاة جوالة كما المعنيين بحديث البروف وشكواه من اهمالهم ضمن برنامج الحزب……..ام اندمجت الحياة الرعوية وفق تطور زراعى تكاملت العملية الانتاجية وافردت مايمكن التركيز عليه ومايمكن التدخل فى تراكمه ايجابا فى برنامج .

  3. يا برف كنت ولا زلت اري ان الاستعمار فهم واقعنا اكثر منا لذلك نجح في ادارة البلد فيما فشلت فيه النخبه السودانية او كما قال برف يوسف حسن مدني شيئا مما تقول حين سالوه عن سبب اخفاق خطط التنمية قال (ان التخطيط لكل السودان يتم مركزيا في المكاتب الفاخرة من غير زيارة وتفقد للمواقع المستهدفه للتخطيط علي ارض الواقع من جميع اوجهها من الناس الي طريقة الكسب ونوع الطعام الي عوامل الانتاج بغياب كل هذا يقع الفشل وهو ما فعله الانجليز ) تجربة ماليزيا في الفهم وامهاجنة واقع مع الاخذ في الفروقات !!! في بادية اسودان ورفه الزراعي ثقافه وعلوم وادارة يفتقدها المثقف بالادعاء فقط وكثير من بعثات الامم المتحده وجامعة الخرطوم خاصة الاجنبية فوجئت بالتراث المعرفي الهائل هناك وقد زارنا وفد تارخي واثار وجلس الي جدنا التربال ومعهم صلة مترجم فقال لهم هذا التربال كلاما عن تاريخ السودان من الكتب والواقع ادهشهم حتي انهم قالوا للمترجم لماذا لا يؤخذ هذا الرجل لوحدة الاثار وشعبة التاريخ وهذا الرجل رحمه الله ساكتب عن تجاربه ولكن ما من طبيب ياتي لنا حتي يعلن علي الملا اذا قبض اي انسان فاليستدعي فلان للاسعاف لحين حضوري وكثيرا ما ايد الطبيب فحصه وكتب الدواء وقبل ان يرحل بعام قال لصلة رحم زاره من الخليج (اغتربتم وسنرحل ولدينا علم كثير لا نجد من نورثه ) رحمه رحمة واسعه !!!

  4. حياة التنقل والترحال سيئة ولاشك لانها لاتفضى لاى افق بل هى مرواحة ابدية فى الزمان والمكان وعليه هى مسئولية المثقفين والسياسيين لاخراج البدو من هذه المتاهة باعتبارهم مواطنيين وليسوا فقط مادة للترف الذهنى.

  5. كنت قد بدأت قراءة هذه السلسلة ( 1 , 2 , والآن 3 ) وكنت آمل في رؤية ونقاش منهجي علمي وبحث عقلائي خاصة لمن يحمل درجة ( دكتوراه ) , ولكن للأسف كان ما وجدته حتي ( 3 – 4 ) أعلاه عبارة عن شذر مذر رغما عن بعض الحشو المتقطع من هنا وهناك !! وفي ظني أن الكاتب قد أسفر عن إشكاليته في الجزء الثالث هذا حين قال (( الشاهد هنا أن معرفة الحداثيين بالبادية متواضعة إن لم تكن لا توجد. والشيوعيون حداثيون أكثر منهم شيوعيين من فرط كونهم الجماعة الوحيدة تقريباً التي تروج للحداثة ما تزال )) !!! فمتي يا دكتور ستخرج من ( عقدتك ) الشيوعية ؟؟؟ وهل الشيوعيين هم فقط من لهم هذه الرؤية عن البداوة ؟؟؟ !!! ليس من داع لقراءة ( 4 – 4 ) وخاصة ما ذكرته أنك ستورد مقالة للدكتور طلال اسد !! ابن الشيخ اسد اليهودي الذي اسلم ( وكما تقول كتب عن الاسلام كتبا حسان ) !! , وسؤالي ماهي هذه الكتب الحسان ؟؟؟ وهل أخذت فكرة البادية عنه ؟ وهل أصبح مرجعا ؟ فلم لا ترجع للورنس العرب ؟! وهل الإحتفائية البدوية الرعوية الاسلاموية فقط لأن ( عيونه خضر ) ؟؟!! لأن ما كتبه والرجل لم يكتب غير ( الطريق إلي مكة ) ومن قرأه يعلم يقينا أن أي طالب ثانوي كان سيكتب بأحسن منه ! ففي مجمله عبارة عن سبق جمال لمجموعات من البدو , خاصة وشيخك الأسد كما تقول مصادر عدة : ( أنه تزوج مرات عدة، الزيجة الأولى من فتاة، كانت أسرتها تها (المطيرية ) تقطن المدينة المنورة، وقد طلقها في الليلة الأولى، بسبب صغر سنها (11 سنة)، إذ لم يكن يعرف سنها ولم تره أو يرها قبل الزواج،؟؟؟!!! – وله كتاب آخر ( الاسلام في مفترق الطرق ) وقد صدر أصلا في الهند عام 1934 م , وهو في الأصل (( صحافي )) !! وما أدراك ما صحافي ؟ وما أدراك والمخابرات البريطانية ؟ وما أدراك ما البداوة ؟؟؟ , ألم أقل أن الأمر شذر مذر ! وعقدة شيوعية لم تجد معها حلا غير رميها (( بحداثة ضد بداوة )) .

  6. هو عقل البداوة بما فيه العقل الرعوي الذي جعل شعوب العالم الثالث بما فيها السودان تراوح مكانها.
    دعك من الرعاة الرحل, ماذا عن المتعلمين في بلادنا و العالم الثالث بصفة عامة. ما هو نتاج تعليمهم و إعدادهم في الدول المتقدمة؟ ماذا فعلوا بمجتمعاتهم الصغيرة التي خرجوا منها؟ تخرج متعلمينا في وادي سيدنا و خور طقت و حنتوب. تزوجوا من بنات أم درمان و إستقروا في العاصمة و نسوا مجتمعاتهم الصغيرة. و من يذهب إليها يكون في العيد أو في موسم حصاد البلح أو ما شابه. ثم تنقطع علاقتهم بمجتمعاتهم الصغيرة بعد وفاة والديهم. هذا هو حال غالب المتعلمين الذين صرفت عليهم البلد.
    أما ناس أم درمان و منهم المتعلمين, فنظرتهم إلي ناس الريف و منهم البدو الرحل, أنهم ( عرب … ناس أقاليم…أهل العوض ألخ).
    كنت درست كورس عن إقتصاديات التخلف و التنمية في السنة الثالثة في كلية التجارة بجامعة عين شمس (82/1983م). قيل أن نظريات التخلف التي وضعها المفكرين الغربيين دحضت, أي سبب التخلف الذي تعيش فيه شعوب العالمى الثالث. و ألقوا باللوم علي الإستعمار الأوربي الذي جعل هذه الشعوب تعيش في هذه الحالة المزرية من التخلف.
    لكن هل نكون صادقين مع أنفسنا و ننقد ذاتنا نقداً بناءً لنعرف الحقيقة و لنبدأ مشوار الإنطلاق غلي الأمام.
    إن الفرق الذي بيننا و الغرب هو فرق رقمي Digital. الغرب يصنع الكمبيوتر و يصدره لنا, لكن لا نستفيد من هذه التقنية إلا علي مستوي بدائي يتمثل في طباعة التقارير و إعداد الحسابات و ما إليه من أعمال أولية.
    لن ننعتق من هذا الحال الذي نعيشه إلا إذا تحررنا من الوهم و إنتهجنا فلسفة مغايرة Paradigm في حياتنا.

  7. اخي ابو السارة حين نكتب لا نفتئت علي الناس لان القلم امانه وجدي هذا رما ليس لك مثلهم فلا ترمي بغير ….توفي عام 1989وله في الطب الشعبي العربي مدرسة ومكتبه …وساكتب عنه بغير تزيد فقط اشير كانت له احزمه من قماش بالمقاسات للفتاق للبطن واسفلها وقد وجدت نفس الاحزمه في شركة عملت بها بليبيا والفرق بينها في الوجاهه ليس الا بل حين قدم من الحجج وجد حفيده في اربعينه يصرخ وفي ثالث جئ به له وفحصة قولته (الاطباء درسوا هذا الطب وين لو شرب المحيط مايشفي هذا الطفل عنده فتاق وقاس الفتاق وصمم الحزام مع اللفه الصلبه من رمل وقطن ) وقال ارضعينة نام اكثر من عشر ساعات وبعد 3ايام فك الحزام وقال يعمل العملية بعد 14سنة اذا عاوده وفعلا عملها وهو الان مهندس وامثاله كثر في اصقاع السودان وتجاربهم ماثله وهو من كان يهدئ المغص الكلوي بزجاجة مليئة بماء ساخن تلف بقماش وجدتها في ليبيا عباره عن بشكير صفير موصل بكهرباء مع منظم يعطي ذبذبات للتدفئه والتسخين وسالت عنها برف عبد الرحمن الليبي قال لتهدئة المغص الكلوي ورويت له ما اعرف فوافقني عليه وانها هي هي مع فارق الوسيلة والحداثه .يا سيدي اذا لم تكن عندك تجارب فلا ترمي الاخرين بالهتان اما حكاية التاريخ فاتمني ان اجدت صلة رحمنا عبد العظيم باللسلطه وهوخريج جامعة الخرطوم اداب عام 1974وهو من قاد البعثة لمقابلة هذا الرجل وهو الذي روي ذلك وشكرا من التراكم المعرفي تتطور الاساليب كما عمل ابن سناء وهل تعلم الحلبة في ادرار البول لمرضي الكلي من اكتشافات ابن سينا وشكرا وهدئ روعك لا نرمي الكلام جزافا وشكرا

  8. فى نظري, إن الإشكال فى فهم المقال هو انه يبدو كإيعاز بان يبقى الريف أبدا كما هو..
    والسؤال فى نظري لن ينفك بانه حول علاقة صاحب مشروع الحداثة-مثل الاحزاب-مع الريف, لينتهي تلاقيهما بنهوض هو نهوض البلد باسره.
    هناك اساليب العنف كمثل الذى اعجب ابوسارة فى تجربة البرازيل. وهناك تجارب عرفت فى استراليا حيث تمت عمليات ابادة كاملة.ولنا هنا ما يماثل ذلك العنف..
    انا فهمت المقال بانه يسد النقص فى التعرف على الريف بدءا قبل التقرير بشئ حوله.
    اعتقد ان المقال لم يقرر شيئا بخصوص هذا الريف, فقط ان للريف مفاهيم وفلسفة حياة. وهذه حقيقة تقربها علوم الاجتماع. والكاتب نفسه عالم فى ذا المجال.
    لكن دعوته لتنظيم سياسي ليتعرف على الريف كمجتمع له فلسفة وخبرات محلية لا يستقيم الا لو كان هذا التعرف مفتاحا لعملية النهوض الوطني.
    فى نظري طالما ان الريف يملك الأرض فهي أيضا ستكون مفتاح التفاوض معه.
    هي الأرض والحيوان إذن.
    الفيصل: لا يجنح سياسي للعنف الا لو كان همه الاستيلاء على الارض والثروة.

  9. لا أحد يقول أن الرعاة شر يجب إزالته … بل يقولون أن نمط الحياة الجائلة غير المستقرة لا يؤسس مدنية ولا يقيم تراكم معرفي ومادي … لكنك يا بروف طه تجكي قصصاً وذكريات جميلة وتقفز فجأة لتستشهد بمرجع أو باحث ثم تعود لقصصك وحكاويك … فيا طه قل لنا واشرح لماذا وأين ترى الخطأ في القول “أن عقل الرعاة وسيادته في “التفكير” السوداني هو سبب جل بلاوينا” … أو
    فلتسكت آ طه

  10. انا حوارى ومن اشد المعجبين بقدراد البروف السردية وتتابعها صعودا ونزولا وحتى قفزا احيانا واعجز عن متابعة عمقه الفلسفى الماركسى احيانا كثيره وان لممنا بعض اطرافها بمدرسة الكادر الى ان القدرة على عرضها والابحار بها عبر موضوع كهذا لهو امر يحتاج الى عمق لايتوفر لى اعترافا…….ولكن خطر ببالى اى نوع من عمليات الانتاج نصف الرعى لندرك افاق تطوره…..وهل فى العالم الحديث رعاة جوالة كما المعنيين بحديث البروف وشكواه من اهمالهم ضمن برنامج الحزب……..ام اندمجت الحياة الرعوية وفق تطور زراعى تكاملت العملية الانتاجية وافردت مايمكن التركيز عليه ومايمكن التدخل فى تراكمه ايجابا فى برنامج .

  11. يا برف كنت ولا زلت اري ان الاستعمار فهم واقعنا اكثر منا لذلك نجح في ادارة البلد فيما فشلت فيه النخبه السودانية او كما قال برف يوسف حسن مدني شيئا مما تقول حين سالوه عن سبب اخفاق خطط التنمية قال (ان التخطيط لكل السودان يتم مركزيا في المكاتب الفاخرة من غير زيارة وتفقد للمواقع المستهدفه للتخطيط علي ارض الواقع من جميع اوجهها من الناس الي طريقة الكسب ونوع الطعام الي عوامل الانتاج بغياب كل هذا يقع الفشل وهو ما فعله الانجليز ) تجربة ماليزيا في الفهم وامهاجنة واقع مع الاخذ في الفروقات !!! في بادية اسودان ورفه الزراعي ثقافه وعلوم وادارة يفتقدها المثقف بالادعاء فقط وكثير من بعثات الامم المتحده وجامعة الخرطوم خاصة الاجنبية فوجئت بالتراث المعرفي الهائل هناك وقد زارنا وفد تارخي واثار وجلس الي جدنا التربال ومعهم صلة مترجم فقال لهم هذا التربال كلاما عن تاريخ السودان من الكتب والواقع ادهشهم حتي انهم قالوا للمترجم لماذا لا يؤخذ هذا الرجل لوحدة الاثار وشعبة التاريخ وهذا الرجل رحمه الله ساكتب عن تجاربه ولكن ما من طبيب ياتي لنا حتي يعلن علي الملا اذا قبض اي انسان فاليستدعي فلان للاسعاف لحين حضوري وكثيرا ما ايد الطبيب فحصه وكتب الدواء وقبل ان يرحل بعام قال لصلة رحم زاره من الخليج (اغتربتم وسنرحل ولدينا علم كثير لا نجد من نورثه ) رحمه رحمة واسعه !!!

  12. حياة التنقل والترحال سيئة ولاشك لانها لاتفضى لاى افق بل هى مرواحة ابدية فى الزمان والمكان وعليه هى مسئولية المثقفين والسياسيين لاخراج البدو من هذه المتاهة باعتبارهم مواطنيين وليسوا فقط مادة للترف الذهنى.

  13. كنت قد بدأت قراءة هذه السلسلة ( 1 , 2 , والآن 3 ) وكنت آمل في رؤية ونقاش منهجي علمي وبحث عقلائي خاصة لمن يحمل درجة ( دكتوراه ) , ولكن للأسف كان ما وجدته حتي ( 3 – 4 ) أعلاه عبارة عن شذر مذر رغما عن بعض الحشو المتقطع من هنا وهناك !! وفي ظني أن الكاتب قد أسفر عن إشكاليته في الجزء الثالث هذا حين قال (( الشاهد هنا أن معرفة الحداثيين بالبادية متواضعة إن لم تكن لا توجد. والشيوعيون حداثيون أكثر منهم شيوعيين من فرط كونهم الجماعة الوحيدة تقريباً التي تروج للحداثة ما تزال )) !!! فمتي يا دكتور ستخرج من ( عقدتك ) الشيوعية ؟؟؟ وهل الشيوعيين هم فقط من لهم هذه الرؤية عن البداوة ؟؟؟ !!! ليس من داع لقراءة ( 4 – 4 ) وخاصة ما ذكرته أنك ستورد مقالة للدكتور طلال اسد !! ابن الشيخ اسد اليهودي الذي اسلم ( وكما تقول كتب عن الاسلام كتبا حسان ) !! , وسؤالي ماهي هذه الكتب الحسان ؟؟؟ وهل أخذت فكرة البادية عنه ؟ وهل أصبح مرجعا ؟ فلم لا ترجع للورنس العرب ؟! وهل الإحتفائية البدوية الرعوية الاسلاموية فقط لأن ( عيونه خضر ) ؟؟!! لأن ما كتبه والرجل لم يكتب غير ( الطريق إلي مكة ) ومن قرأه يعلم يقينا أن أي طالب ثانوي كان سيكتب بأحسن منه ! ففي مجمله عبارة عن سبق جمال لمجموعات من البدو , خاصة وشيخك الأسد كما تقول مصادر عدة : ( أنه تزوج مرات عدة، الزيجة الأولى من فتاة، كانت أسرتها تها (المطيرية ) تقطن المدينة المنورة، وقد طلقها في الليلة الأولى، بسبب صغر سنها (11 سنة)، إذ لم يكن يعرف سنها ولم تره أو يرها قبل الزواج،؟؟؟!!! – وله كتاب آخر ( الاسلام في مفترق الطرق ) وقد صدر أصلا في الهند عام 1934 م , وهو في الأصل (( صحافي )) !! وما أدراك ما صحافي ؟ وما أدراك والمخابرات البريطانية ؟ وما أدراك ما البداوة ؟؟؟ , ألم أقل أن الأمر شذر مذر ! وعقدة شيوعية لم تجد معها حلا غير رميها (( بحداثة ضد بداوة )) .

  14. هو عقل البداوة بما فيه العقل الرعوي الذي جعل شعوب العالم الثالث بما فيها السودان تراوح مكانها.
    دعك من الرعاة الرحل, ماذا عن المتعلمين في بلادنا و العالم الثالث بصفة عامة. ما هو نتاج تعليمهم و إعدادهم في الدول المتقدمة؟ ماذا فعلوا بمجتمعاتهم الصغيرة التي خرجوا منها؟ تخرج متعلمينا في وادي سيدنا و خور طقت و حنتوب. تزوجوا من بنات أم درمان و إستقروا في العاصمة و نسوا مجتمعاتهم الصغيرة. و من يذهب إليها يكون في العيد أو في موسم حصاد البلح أو ما شابه. ثم تنقطع علاقتهم بمجتمعاتهم الصغيرة بعد وفاة والديهم. هذا هو حال غالب المتعلمين الذين صرفت عليهم البلد.
    أما ناس أم درمان و منهم المتعلمين, فنظرتهم إلي ناس الريف و منهم البدو الرحل, أنهم ( عرب … ناس أقاليم…أهل العوض ألخ).
    كنت درست كورس عن إقتصاديات التخلف و التنمية في السنة الثالثة في كلية التجارة بجامعة عين شمس (82/1983م). قيل أن نظريات التخلف التي وضعها المفكرين الغربيين دحضت, أي سبب التخلف الذي تعيش فيه شعوب العالمى الثالث. و ألقوا باللوم علي الإستعمار الأوربي الذي جعل هذه الشعوب تعيش في هذه الحالة المزرية من التخلف.
    لكن هل نكون صادقين مع أنفسنا و ننقد ذاتنا نقداً بناءً لنعرف الحقيقة و لنبدأ مشوار الإنطلاق غلي الأمام.
    إن الفرق الذي بيننا و الغرب هو فرق رقمي Digital. الغرب يصنع الكمبيوتر و يصدره لنا, لكن لا نستفيد من هذه التقنية إلا علي مستوي بدائي يتمثل في طباعة التقارير و إعداد الحسابات و ما إليه من أعمال أولية.
    لن ننعتق من هذا الحال الذي نعيشه إلا إذا تحررنا من الوهم و إنتهجنا فلسفة مغايرة Paradigm في حياتنا.

  15. اخي ابو السارة حين نكتب لا نفتئت علي الناس لان القلم امانه وجدي هذا رما ليس لك مثلهم فلا ترمي بغير ….توفي عام 1989وله في الطب الشعبي العربي مدرسة ومكتبه …وساكتب عنه بغير تزيد فقط اشير كانت له احزمه من قماش بالمقاسات للفتاق للبطن واسفلها وقد وجدت نفس الاحزمه في شركة عملت بها بليبيا والفرق بينها في الوجاهه ليس الا بل حين قدم من الحجج وجد حفيده في اربعينه يصرخ وفي ثالث جئ به له وفحصة قولته (الاطباء درسوا هذا الطب وين لو شرب المحيط مايشفي هذا الطفل عنده فتاق وقاس الفتاق وصمم الحزام مع اللفه الصلبه من رمل وقطن ) وقال ارضعينة نام اكثر من عشر ساعات وبعد 3ايام فك الحزام وقال يعمل العملية بعد 14سنة اذا عاوده وفعلا عملها وهو الان مهندس وامثاله كثر في اصقاع السودان وتجاربهم ماثله وهو من كان يهدئ المغص الكلوي بزجاجة مليئة بماء ساخن تلف بقماش وجدتها في ليبيا عباره عن بشكير صفير موصل بكهرباء مع منظم يعطي ذبذبات للتدفئه والتسخين وسالت عنها برف عبد الرحمن الليبي قال لتهدئة المغص الكلوي ورويت له ما اعرف فوافقني عليه وانها هي هي مع فارق الوسيلة والحداثه .يا سيدي اذا لم تكن عندك تجارب فلا ترمي الاخرين بالهتان اما حكاية التاريخ فاتمني ان اجدت صلة رحمنا عبد العظيم باللسلطه وهوخريج جامعة الخرطوم اداب عام 1974وهو من قاد البعثة لمقابلة هذا الرجل وهو الذي روي ذلك وشكرا من التراكم المعرفي تتطور الاساليب كما عمل ابن سناء وهل تعلم الحلبة في ادرار البول لمرضي الكلي من اكتشافات ابن سينا وشكرا وهدئ روعك لا نرمي الكلام جزافا وشكرا

  16. فى نظري, إن الإشكال فى فهم المقال هو انه يبدو كإيعاز بان يبقى الريف أبدا كما هو..
    والسؤال فى نظري لن ينفك بانه حول علاقة صاحب مشروع الحداثة-مثل الاحزاب-مع الريف, لينتهي تلاقيهما بنهوض هو نهوض البلد باسره.
    هناك اساليب العنف كمثل الذى اعجب ابوسارة فى تجربة البرازيل. وهناك تجارب عرفت فى استراليا حيث تمت عمليات ابادة كاملة.ولنا هنا ما يماثل ذلك العنف..
    انا فهمت المقال بانه يسد النقص فى التعرف على الريف بدءا قبل التقرير بشئ حوله.
    اعتقد ان المقال لم يقرر شيئا بخصوص هذا الريف, فقط ان للريف مفاهيم وفلسفة حياة. وهذه حقيقة تقربها علوم الاجتماع. والكاتب نفسه عالم فى ذا المجال.
    لكن دعوته لتنظيم سياسي ليتعرف على الريف كمجتمع له فلسفة وخبرات محلية لا يستقيم الا لو كان هذا التعرف مفتاحا لعملية النهوض الوطني.
    فى نظري طالما ان الريف يملك الأرض فهي أيضا ستكون مفتاح التفاوض معه.
    هي الأرض والحيوان إذن.
    الفيصل: لا يجنح سياسي للعنف الا لو كان همه الاستيلاء على الارض والثروة.

  17. اخي ابو السارة ضربت مثلا بسكان الامازون وكيف البرازيل وصلتهم اي ان الدولة عليها ان تعرف الوسيلة وان تصل الي الناس لا ياتوها بالخرطوم وهذا عين الذي عملته ماليزيا وبها ولايات ما زالت سلاطين من 14ولاية ويشكلون المجلس الاعلي للحكم وهو ما قال به مهاتير محمد ان تصل الدولة باليات الحديثة اليهم ومع التعليم سيكون ابن السلطان متعلما وربما يحمل درجة علمية رفيعه وهذا ما قلناه يوم حل الادارة الاهلية بغير وعي وتقرير ابورنات قال بذلك لان الادارة الاهلية قليلة التكلفة من عدة وجوه فها الاقتصاد وامن المجتمع وجفظه ومع تداول الاجيال ابن العمده سيكون متعلما وسيرث ابوه مثلا بعلمه الحديثة وخبرته في مجتمعه مع قلة التكلفه مشكلتنا الثورية كالثور في مستودع الحزف اما العلم فاحزمة الفتاق مثلا يمكن ان تطور في الشكل بدل استيرادها وجهاز المغص الكلوي البلدي يمكن يطور بحداثه بدا استيراده ولكنك حين تري الانقاذ حطمت حتي المصانع فماذا تقول وازيدك ليلة وقوع الانقاذ صدر رجل اعمال 4بواخر سماد طبيعي (روث حيوانات )ليعاد لنا مستوردا بعد تصنيعه لتري فداحة ما نضيع كل ما نرمي اليه هو ردم الهوة التي فعل جزء منها الاستعمار بين الحضر والريف اما الطب العربي الشعبي فراجع مقدمة الطب العربي للراحل التيجاني الماحي وراجع اباء الطب النفسي في السودان كيف كانوا يذهبون للشيوخ في القري ليسمعوا منهم كيفية معالجة بعض الحالات النفسية ويسجلوا للتهاجن المعرفي بين العلم وواقع التجربة راجع ما قاله الشاعر الزين عباس عمارة وفي هذه الناحية الحطأ الاعلام البائس والتقدم يتاتي باخذ الابحاث وتطويرها بواسطة رجال الاعمال ولكنك ماذا تعمل مع حكام ما زالوا في مرحلة الهجاء عن قيم الدولة وكما قال مهاتير نضيع زمنا كثيرا في طق الحنك مع الفتاوي ويخرج الترابي كل يرجعنا الف عام بكلمة واحدة بلادنا فيها خير كثير ولكن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..