الوثيقة المسربة ..بين تأكيد المؤكد.. وكشف الأسرار العسكرية

بسم الله الرحمن الرحيم
الوثيقة المسربة ..بين تأكيد المؤكد.. وكشف الأسرار العسكرية
عندما سربت الوثيقة السابقة الخاصة باجتماع اللجنة العسكرية والأمنية .. كان رد فعل المواطن العادي والمراقب ..هو المزيد من الإستهجان تجاه السلطة الحاكمة ..ذلك لأن ما سرب لم يكن غير تأكيد للظنون والتحليلات التي لديهم ..ورغم سجال التأكيد والتشكيك فيها..إلا أن مخرجاتها كانت متطابقة مع واقع القرارات المتسيدة للساحة والرسائل المرسلة إلى المعارضة بشقيها المدني والمسلح..إضافة إلى الجوار الإقليمي والولايات المتحدة..لكن الملفت كان هو الاهتمام بالنفي من عدة جهات حكومية على رأسها رئيس النظام لصحة الوثيقة واعتبارها مفبركة بالكامل..
التسريب الأخير لمحضر اجتماع الرئيس مع قادة الجيش دون بقية القيادات العسكرية.وتأكيده على انه قصد أن يكون الاجتماع الأول بعد جراحتيه بهم ..ثم ما ورد فيه ..يجعل عملية التسريب نفسها هي الخبر الأهم ..ذلك بطرحه جملة من الأسئلة من شاكلة كنه الجهة المسربة ..هل هي داخلية من الجيش واستخباراته..أم هي اختراق من جهات معارضة ؟
فإن كان من جهة داخلية..فستثور أسئلة أخرى عن الهدف من ورائه..وتوقيته..والرسائل المراد توجيهها والجهات المرسلة إليها..والغالب فيها الجهات الداخلية متمثلة في المعارضة التخويف والتثبيط ..والموالين للطمأنة..خدمة للبرنامج الانتخابي..وقراءة واحدة لتفاعل القراء ..تبين توجس القراء بعض القراء منه وسعادة البعض بما لدي الجيش من قدرات..أما الرسائل الخارجية فلا نهتم بها كون المخابرات الأجنبية لديها معلومات كافية..فإذا تركنا المخابرات المصرية والأمريكية بامكاناتهما المهولة جانباً..فإن الحكومة الليبية التي تعيش في ظروف قاسية .. لا تتردد من توجيه الاتهام للنظام وقطر وتركيا بدعم الاسلامويين..وهو ما ورد في الوثيقة..ولا يمكن إغفال أن يكون التسريب في هذا الصدد من كارهين لأوضاع القوات المسلحة.
أما إن كان التسريب من جهة معارضة..نتيجة لعملية اختراق لموقع الجيش ..وهو احتمال وارد خاصة في ظل كتابات لناشطين من المعارضة تفيد بتمكن شباب منهم من اختراق مواقع الأمن مراراً دون اكتشافهم والحصول على بيانات غاية في السرية..فإن الأمر يكون أكثر جدية ..لتأكيد ما ظلت تردده دوائر المعارضة من اتهامات وتحليلات لاحظت الاتجاه للعسكرة في تعديلات رئيس النظام بعد إزاحة من كانوا يشكلون مراكز القوي من المدنيين..ثم عودة العسكريين المبعدين لدوائر الترشيح مثل قوش وصلاح دولار..ثم الكشف عن الاسرار العسكرية للنظام..لكن يكون العيب في عدم حساب وقع المعلومات العسكرية الباعثة للثقة في الموالين للنظام والمعجبين بالعسكر وثقافة القوة العسكرية في مواجهة المعارضة. وهم من الاسلامويين ساسة أو بقية التيارات الدينية خارجهم.
صفوة القول أنه ما من جديد سوى الأسرار العسكرية عن القواعد تحت الأرض ..ويظل تقييم الوثيقة من خلال كونها خبراً وفق السيناريوهات الواردة سابقاً.
[email][email protected][/email]
لا استبعد ان الجهة المسربة للوثيقة هى الحكومة نفسها لقياس الراى واستطلاع رد الفعل وإرسال رسالة لجهة داخل الحكومة وتحذيرها
لا استبعد ان الجهة المسربة للوثيقة هى الحكومة نفسها لقياس الراى واستطلاع رد الفعل وإرسال رسالة لجهة داخل الحكومة وتحذيرها