بدلاً من أن تيسر لهم سبل العلاج

*إنتشرت طرفة ذكية قبل سنوات عندما ازدادت حالات الاصابة بالملاريا وسط المواطنين بولاية الجزيرة، تحكي عن طبيب اكتشف أن كل المرضى الذين استقبلهم في ذلك اليوم مصابون بالملاريا، فخرج على الذين ينتظرون دورهم في العيادة ليقول لهم : وفروا على أنفسكم ثمن الفحص والكشف واشتروا دواء الملاريا و”قريب فروت” يغذي دمكم.
*تذكرت هذه الطرفة الموحية بحال المواطنين الذين يعانون من الملاريا التي ما زالت تنتشر في كثير من مناطق السودان بما فيها الخرطوم الكبرى وسط ظروف إقتصادية وصحية أصعب تزيد موقفهم العلاجي تعقيداً.
*وسط هذه الظروف التي تستدعي رعاية صحية متوفرة للمواطنين الذين يعانون من الفقر وأمراضه جاء الخبر الفاجعة الذي يبشرهم بفرض رسوم على علاج الملاريا، لم أصدق الخبر إلى أن أطلعت على ال”ميني تحقيق” الذي نشرته الزميلة “اليوم التالي” على صفحة مناشدات السبت الماضي تحت عنوان “مستشفى جبل أولياء.. رسوم غيار جروح لمرض الملاريا”!!.
*التحقيق يحكي تجربة عملية واجهت المواطن ادم عمر ابكر الذي يقطن بمنطقة جبل أولياء عندما رافق المريضة رقية رمضان إلى المستشفى يوم10 فبراير2015م وهي تعاني من الملاريا، ليكتشف أن الايصال العلاجي المطلوب بمبلغ 80 جنيها!!.
*لحسن الحظ أن هذا المواطن يعرف حقوقه وتمسك بها، فقد صور الايصال وقدم شكوى لوزارة الصحة بالولاية ضمنها الايصال وسلم الشكوي للجهة المختصة التي بدأت في التحقيق، وكان من أثر ذلك تراجع قيمة الايصال العلاجي في المستشفى ذاتها، بل ذهب للصحيفة ليطرح الأمر لأولي الأمر.
*القضية الان أمام المسؤولين بوزارة الصحة بالولاية وهي بالطبع ليست قضية المواطن ادم أو المريضة رقية رمضان وإنما هي قضية كل المواطنين الذين يفاجأون كل يوم جديد برسوم جديدة تفرض عليهم إلى أن وصل الحال إلى فرض رسوم على علاج المراريا.
*كأنه لايكفي ارتفاع أسعار الأدوية وشح بعض الأدوية المنقذة للحياة وتدني الخدمات الطبية إن لم نقل إنعدامها في في بعض المستشفيات والمراكز الصحية، تصدر مثل هذه القرارات التي تثقل كاهل المرضى بدلاً من أن تيسر لهم سبل العلاج.
*