لتجاوز الكيد السياسي ومعالجة الاختناقات الداخلية

*لم نتعود من الحكام الاعتراف بالمشاكل التي تواجه المواطنين ولم يقل أهل الانقاذ طوال السنوات الماضية أنهم يسعون لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين، لذلك كان من الغريب أن يعترف مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون الحزبية بأن البلاد مازالت تعيش في شظف من العيش.
*الغريب أن هذا الاعتراف جاء متزامناً مع بدء الحملة الانتخابية للمؤتمر الوطني للانتخابات المزمع قيامها في ابريل المقبل قبل الوصول إلى وفاق سوداني نراه لازماً لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي لاتخفى على قادة المؤتمر الوطني أنفسهم.
*نحمد للحكومة سعيها الدائب لاعمار علاقاتها الخارجية بما في ذلك علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكننا نرى أنه مهما حققت هذه المساعي من إنفراج في العلاقات الخارجية فانها لن تثمر ما لم تصحبها مساع جادة لمعالجة الاختلالات الداخلية عبر اتفاق سوداني شامل.
*إننا ندرك المهددات والمخاطر المحدقة بالسودان في ظل التداعيات المقلقة في المحيط الاقليمي والدولي التي ألقت بظلالها السالبة على الساحة الداخلية، وبدأت تطفح على سطح مجتمعنا بعض الجرائم الغريبة التي لم يسلم منها أهل الانقاذ أنفسهم، ونرى أن هذه المخاطر تستوجب إعطاء أولوية قصوى لمعالجة الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية الداخلية.
*إن الاختناقات الاقتصادية التي جعلت البروفسير غندور يعترف بأن البلاد مازالت تعيش في شظف من العيش لايمكن فصلها عن الاختناقات السياسية والأمنية التي لن تحسمها الانتخابات المختلف عليها، ولا حتى إعمار علاقات السودان الخارجية، وإنما لابد من إعادة مد جسور الثقة مع الاخر السوداني سياسياً وجغرافياً.
*السودان في حاجة إلى خطوة شجاعة تتجاوز حالة الكيد السياسي ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة، خطوة تفتح الطريق من جديد أمام الاتفاق السوداني الأهم لتحقيق السلام والاستقرار وبسط العدالة وتأمين وحدته وأمنه واستقلاله وبناء مستقبله.